صابر حسين

أكثر من مجرد مدرب

الإثنين، 09 يناير 2023 01:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نعيش فترات كبيرة من حياتنا نبحث عن القدوة، فوجود شخصية مميزة فى حياتنا يؤثر على تشكيل وجداننا بشكل كبير ويصبح النور الذى يضىء لنا طريق المستقبل.. هذا هو الحال الذى يلخص العلاقة التى ترتبط بين النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي، وأسطورته المفضلة زين الدين زيدان، تلك العلاقة التى شغلت الوسط الرياضى ومنصات السوشيال ميديا مؤخراً، وتحول بعدها نجم باريس سان جيرمان إلى ترند تويتر فى فرنسا.. فماذا حدث؟؟

منذ أيام أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تجديد عقد مدرب المنتخب ديديه تشامب حتى 2026، ولم لا وهو بطل كأس العالم 2018 ووصيف النسخة الأخيرة 2022، تلك الخطوة كانت كفيلة لقطع الطريق أمام التكهنات التى ربطت إقالة مدرب الديوك وبين تحقيق زيدان حلمه بقيادة منتخب بلاده، هذا الحلم الذى أفصح عنه زيدان نفسه فى أكثر من مناسبة وتناولته صحف العالم، وليس صحف فرنسا فقط، حتى جاء إعلان تجديد عقد ديشامب ليقطع الطريق على زيدان نحو تلك الخطوة.. ولكن من الذى أشعل الصراع مجدداً؟؟    

نويل لو جريت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، خرج بتصريحات مثيرة لشبكة راديو مونت كارلو، نفى خلالها وجود أى مفاوضات من جانب أى طرف لتولي زيدان تدريب منتخب فرنسا، وقال رئيس الاتحاد بلهجة فسرها البعض بأنها تحمل عبارات سخرية قائلاً، "أعرف أن زيدان كان موجوداً، ولا يجب أن نحكى قصة، كان لديه الكثير من المؤيدين، وكان بعضهم ينتظر رحيل ديشامب، ولكن من يستطيع أن يلوم ديشامب؟.. لم أقابل زيدان ولم نفكر أبداً فى الانفصال عن ديدييه، بعض الصحفيين بحاجة للتغيير أو الاختراع لأنهم لا يعرفون ماذا يكتبون، ويفضلون الأخبار السيئة عن الجيدة".

ليس هذا فحسب، ولكن رد "لو جريت" على حقيقة اتصال زيدان به قائلاً، "بالتأكيد لا.. لم أكن لألتقط الهاتف على أى حال".. وعن إمكانية قيادته لمنتخب البرازيل، قال رئيس الاتحاد الفرنسى، "لا أهتم.. سوف يفاجئنى ذلك، فليفعل ما يريد، هذا ليس من شأنى، يمكنه الذهاب إلى أى مكان يريده".

تصريحات رئيس الاتحاد الفرنسى يبدو أنها استفزت مبابى كثيراً، والذى طالما يعتبر زيدان مثله الأعلى وقائده الروحى، فسارع للدفاع عنه بكلمات بسيطة إلا أنها تحمل معانى عميقة ورسائل واضحة قائلا، "زيدان هو فرنسا.. نحن لا نعامل الأساطير هكذا".. تغريدة مبابى وإن كانت نقلت صراع رئيس الاتحاد الفرنسي وزيدان إلى ساحات السوشيال ميديا إلا أن أقحمت طرفاً آخر فى المعركة هو مبابي، والذى كان بطلاً هو الآخر لأزمة شغلت جميع صحف العالم منذ عام واستدعت تدخل الرئيس الفرنسى لإقناعه بالبقاء فى باريس وعدم الرحيل لريال مدريد، الذى أفصح فى أكثر من مناسبة أنه حلم حياته، خاصة أثناء وجود زيدان مدرباً للريال، لذا أعاد البعض رسم سيناريو الرحيل لمبابي من جديد بعد تلك الأزمة.

ولكن بعيداً عن تلك المعركة، فالأمر الأكثر أهمية هى كلمات مبابي حول ضرورة احترام تاريخ الأساطير، وهو ما قوبل بموجة تصفيق حادة من الجماهير على مواقع التواصل، كونه وضع رئيس الاتحاد الفرنسي فى مرمى نيران الجماهير، بعدما وضع المهاجم الشاب يده على الأزمة الحقيقية، وهى أهمية القدوة فى تحديد مستقبل أى لاعب، فمن ينكر أسطورة زيدان وأنه واحد من أهم من لمسوا الكرة فى العالم، وكيف كان ينثر سحره فى الملاعب، خاصة دوره فى تتويج فرنسا بلقب كأس العالم 1998، وحتى بعد اعتزاله لم يتوقف سحره فى الملاعب فصال وجال وتوج بالألقاب مع ريال مدريد، لذا يجب احترام تاريخ زيدان، سواء لاعباً أو مدرباً، وكل من صنعوا مجد فرنسا فى كرة القدم، فزيدان بالنسبة لمبابي ليس مجرد مدرب، وكأن مبابى يوجه رسالة للفرنسيين قائلا، "انظروا كيف ينظر البرازيليون إلى بيليه بأنه أعظم لاعب فى كل العصور، ونفس الأمر عند الأرجنتينيين الذين طالما عظموا مارادونا وصنعوا له الأساطير وغيرهم فى كل أنحاء العالم، فإن كنتم تسعون لبناء مستقبل لابد من احترام الماضى.. فزيدان هو فرنسا". 

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة