وليد نجا يكتب: السكينة والاستقرار

الثلاثاء، 24 يناير 2023 07:23 م
وليد نجا يكتب: السكينة والاستقرار وليد نجا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعيش الإنسان حياته عبر حقب زمنية كل حقبة تعبر عن مرحلة حياتية، فمرحلة الطفولة يعيش فيها الإنسان عفويته ويتصرف بتلقائية وبراءة وتظهر صفاته الشخصية وطبيعته الإنسانية فيتصرف على نيته، والكل يفرح له ويسامحه عند خطأه وتتسارع الأحداث وتجري عجلة الزمن ويدخل مرحلة الشباب وتتسم تلك المرحلة بمحاولة إثبات الذات والاندفاع في المشاعر بين حب وكره وفي تلك المرحلة العمرية تبدأ شحصية الإنسان في الظهور ويتم تقييمه والحكم عليه ودائما ما يلتمس المحيطون به العذر عند خطأه تحت مقولة لسه شباب وعندما يكون الإنسان محظوظا يبعد عن الاندفاع والطيش وتكون أفعاله متزنة وتختلف تلك المرحلة من شخص إلى آخر فتلك المرحلة مرتبطة بالمراهقة وهناك من تتأخر مراهقته وتأتي لبعض الشباب بعد عمر الأربعين وتسمى مراهقة متأخرة ودائما تكون مرتبطة بقصص عاطفية ويكون الإنسان غير محظوظ عندما يعيش المراهقة وهو في سن الكمال بعد الأربعين، فعند تلك السن يكون الإنسان قد فهم الحياة نتيجة تجاربه الحياتية وتجارب المحيطين به وتتسارع عجلة الزمن وتبدأ مرحلة الاستقرار والسكينة، وتبدأ عندما يبلغ الإنسان سن الأربعين ففى تلك الحقبة الزمنية تتلاشى الأعذار وتظهر طباع الشخص وصفاته ويتعامل من المحيطين به على قدر أعماله وتتسم بالهدوء والاستقرار وتتلاشى جميع الأعذار عند الخطأ، ويبدأ الإنسان في تلك المرحلة يعرف أهمية الأسرة وتتبدل أولوياته فبعدما كان يحلم لنفسه ويناطح الجميع من أجل إثبات ذاته وتحقيق طموحه يبدأ في تفضيل أبنائه عليه وتصبح مطالبهم الحياتية والشخصية أولوية على مطالبه واحتياجاته فتتبدل الأولويات وفي تلك المرحلة تبدأ لذة الأسرة والفرحة بالأبناء ولمتهم حول مائدة الطعام وتتبدل الأولويات وتلك المرحلة لها لذتها وفي نفس الوقت لها مشاكلها وأغلبها مرتبطة بالزوجة والأبناء وتتسارع عجلة الزمن وتبدأ مرحلة النضج وهي المرحلة ما بين سن الـ٤٠ وسن الـ٦٠، وأجمل ما في تلك المرحلة بلوغ الأبناء سن الرشد وتبدأ حقبة جديدة وهي البحث عن وظيفة للأبناء وتزويجهم وتلك المرحلة من أجمل المراحل لارتباطها بالحفيد وتتسارع عجلة الزمن وتبدأ مرحلة الشيخوخة وفيها يبدأ الإنسان في الاعتماد على غيره في قضاء احتياجاته وهي مرتبطة بالضعف الجسدى والمرض ويعود فيها إلى الطفولة ويحتاج إلى معاملة خاصة من المحيطين به ويحتاج إلى الحنان والعطف ويظهر في تلك المرحلة بر الأبناء وتتسارع عجلة الزمن وتبدأ مرحلة الذكرى وفيها يفارق الإنسان الحياة ويتحول إلى ذكرى وفي تلك المرحلة يظهر معدن الأبناء في توزيع الميراث وتظهر طبائعهم ويترحم المحيطين على الآباء ويذكروا محاسنهم أو سيئاتهم.

الخلاصة، حياة الإنسان رحلة يعيشها مراحل كل مرحلة توصله إلى المرحلة الأخرى ولكل مرحلة مميزاتها وعيوبها ويجب على الإنسان أن يعيش حياته ببساطة ولا يحمل الأمور فوق ما تحتمل، فالسكينة والاعتدال والوسطية تجعل الحياة أجمل وتجعل الذكرى عطرة فكل منا مهما بلغ من مكانة فهو في النهاية ذكرى..

 

أحبتي في الله والوطن خير الأمور الوسط تمتعوا بالحياة دون ظلم لأحد، فحياتنا رحلة ، وكلنا مسافرون وتبقى الذكرى الطيبة يتوارثها الأبناء فاجعل من يراك يدعو لمن رباك تلك قمة السعادة عبر الزمن

  










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة