وأضاف المقال، الذي كتبته الصحفية فرانسيسكا إبيل، أن تعيين الجنرال فاليري جيراسيموف، قائدا للعمليات في أوكرانيا في هذه المرحلة من الصراع المسلح بين القوات الروسية والأوكرانية يشير بوضوح إلى قناعة بوتين الكاملة بضرورة تحقيق الأهداف التي من أجلها شن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي وهو ما دفعه، كما يقول المحللون، إلى تعيين جيراسيموف وهو أحد المقربين إليه لضمان تنفيذ جميع تعليماته، إلى جانب تعديلات أخرى في بعض قيادات العملية العسكرية في أوكرانيا.


وتشير الكاتبة إلى تقديرات خبراء في معهد دراسات الحروب، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، إلى أن تعيين قائد جديد للعمليات في أوكرانيا قد يشير إلى اعتزام الرئيس بوتين القيام بعمل عسكري واسع ومحوري في أوكرانيا خلال العام الحالي ولاسيما أن القائد الجديد للعمليات له باع عسكري طويل وحافل يمتد لما يقرب من 50 عاما من الخدمة العسكرية، فهو إلى جانب شغله منصب نائب وزير الدفاع، تولى منصب رئيس الأركان في الجيش الروسي لمدة عشر سنوات كما أنه أحد المقربين من القيادة السياسية ويعتبر أحد أهم مهندسي العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا منذ بدايتها.


وتوضح الكاتبة أن جيراسيموف التحق بصفوف القوات المسلحة الروسية في عام 1977 ويتمتع بخبرة طويلة في مجال العمليات الميدانية ويشتهر بسياساته العنيفة في ساحة القتال.


وتستطرد الكاتبة أن التغييرات الأخيرة في القيادات العسكرية الروسية مهما كان تفسيرها أو مغزاها تشير إلى أن الرئيس بوتين لم يكن يتوقع أن الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي تدخل عامها الثاني بعد عدة أسابيع، سوف تستغرق كل هذا الوقت بعد أن كانت التوقعات تشير إلى أنها لن تستغرق سوى عدة أيام وتسقط بعدها العاصمة الأوكرانية كييف في قبضة القوات الروسية.


إلا أن واقع الحال، كما تشير الكاتبة، اختلف كل الاختلاف عن تلك التوقعات حيث سقط عشرات الآلاف من القتلى خلال الصراع المسلح بين الجانبين مما دفع الرئيس بوتين إلى إعلان التعبئة الجزئية لتجنيد ما يقرب من 300,000 مجندا للانضمام للقوات الروسية المحاربة في أوكرانيا.


وتتطرق الكاتبة في هذا الخصوص إلى موقف الدول الغربية المساند لأوكرانيا وهو ما مكنها من الصمود أمام الآلة العسكرية الروسية المتفوقة، مشيرة إلى أن الدول الغربية تعتزم إرسال المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والتي تشمل أسلحة متطورة، لتعزيز قدرة القوات الأوكرانية على هزيمة القوات الروسية.


وتختتم الكاتبة المقال بالإشارة إلى تقديرات الخبراء العسكريين التي تؤكد أن تلك التعديلات تشير إلى إعداد الجانب الروسي لعمل عسكري ضخم في أوكرانيا خلال الفترة القادمة بما يمثل تصعيدا جديدا للصراع الحالي في أوكرانيا وهو ما سوف يؤدي بطبيعة الحال إلى استمرار الحرب هناك لفترة لا أحد يعلم متى سوف تنتهي.