سعيد الشحات يكتب:ذات يوم.. 6 سبتمبر 1978.. السادات وكارتر فى أول اجتماعات «كامب ديفيد».. ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين ينادى بطرس غالى باسم «بيتر»

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم.. 6 سبتمبر 1978.. السادات وكارتر فى أول اجتماعات «كامب ديفيد».. ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين ينادى بطرس غالى باسم «بيتر» الرئيسان السادات والأمريكى جيمى كارتر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة صباح 6 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1978، حين بدأ الرئيسان، السادات والأمريكى جيمى كارتر، اجتماعهما المنفرد فى مقر إقامة كارتر بمنتجع كامب ديفيد، الذى شهد استضافة السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين منذ يوم 5 سبتمبر، للتباحث حول عقد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل.
 
كان محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية المصرى، مرافقا للسادات مع آخرين، والمعروف أنه قدم استقالته فى نهاية هذه الاجتماعات احتجاجا على الاتفاقية، وسجل وقائع ما جرى فى مذكراته «السلام الضائع».. يذكر أن اجتماع السادات وكارتر استمر نحو الساعة، وبعد عودة السادات ذهب إليه وبطرس غالى، ووجده فى حالة معنوية طيبة.. يضيف:  «أخبرنا أنه شرح مشروعنا- إطار السلام- للرئيس كارتر، وقال له إنه يأمل ألا يثير بيجين العقبات، وأن كارتر كان يستمع إليه بتمعن دون تعليق، وأخبره بأنه سيلتقى رئيس الوزراء الإسرائيلى على انفراد ثم يجتمع ثلاثتهم بعد الظهر، كما عبر كارتر عن أهمية مؤتمر كامب ديفيد، وقال إنه إذا فشل المؤتمر فقد يعنى ذلك انعدام الأمل فى استئناف المفاوضات المباشرة من جديد، مما سيعقد الأمور ويضيع فرصة لتحقيق التسوية، بالإضافة إلى أن هذا الفشل سيؤثر على مركزه الحالى وعلى مستقبله السياسى.. ورد عليه السادات بأنه إذا فشل المؤتمر فلن يكون هو السبب، وإنما بيجين إذا استمر فى تشدده وتعنته».
 
يتذكر كامل، أن السادات دعاه هو وبطرس إلى التمشى معه قليلا ليتعرف على المنطقة المحيطة.. يضيف: «قال لنا، تصوروا أن الرئيس كارتر الساذج أخبرنى بأنه يخشى أن يموت الأسد «الرئيس السورى حافظ الأسد»، لأن ذلك سيكون مصيبة كبيرة، وكانت قد راجت فى ذلك الوقت شائعات بأن الرئيس السورى يعانى من سرطان فى الحلق وأن حالته خطرة».
 
يضيف كامل:  «فى الطريق قابلنا بيجين راكبا إحدى السيارات الكهربائية فأوقفها ونزل منها، وصافح الرئيس متمنيا أن يكون فى صحة طيبة كما صافحنى، وقال: كيف حال سيادة الوزير، ثم عانق بطرس غالى، وقال للرئيس: إن بيتر صديقى، وطلب منى عندما قابلته أثناء زيارتك الشهيرة للقدس «19 نوفمبر 1977» أن أناديه باسم «بيتر»، ثم حيانا وركب سيارته». 
 
يكشف بطرس غالى فى كتاب «ستون عاما من الصراع فى الشرق الأوسط - شهادات للتاريخ» «دار الشروق، القاهرة»، سر تسميته بيتر، قائلا: «لاحظ بيجين أن السادات كان ينادينى أحيانا بطرس، وأحيانا أخرى بيتر، بطرس هو الاسم العربى لبيتر الحوارى، وحينما علم أن السادات ينادينى بيتر عندما يكون راضيا عنى، وبطرس حينما لا يكون قد وجد ذلك طريفا، وقرر أن يستخدم هو أيضا هذين الاسمين، ولكن بالعكس، بيتر عندما يغضب منى، أى حينما يجدنى أضع عائقا أمام دبلوماسيته «اسم بيتر جاء من اللاتينية بتروس التى تعنى حجر»، وينادينى بطرس عندما يرى أننى كنت مسالما، وهذه الطريقة لاستعارة أسلوب السادات فى التعامل معى أسعدت كثيرا الرئيس، ولذلك قام بيجين فى كامب ديفيد باستخدام هذه الطريقة بإفراط، وتحولت إلى شىء ثقيل، ولكنها كانت طريقته فى خلق نوع من التقارب مع السادات».
 
يواصل «كامل» سرد ذكرياته عن هذا اليوم، 6 سبتمبر 1978، قائلا: «فى قاعة الطعام، قابلنا لأول مرة أعضاء الوفد الإسرائيلى، وكانوا يجلسون حول مائدة مستديرة يتناولون طعامهم يتوسطهم بيجين وزوجته، الذى استمر يتناول طعامه فى المطعم طوال فترة المؤتمر على خلاف الرئيس السادات، الذى لم يزره على الإطلاق، وكان يتناول طعامه فى مقر إقامته، كان يبدو على الإسرائيليين المرح، وحييناهم من بعيد وجلسنا حول مائدتنا، بينما ترك وايزمان مكانه وجاء إلينا وصافحنا ثم جلس معنا برهة، أعرب فيها عن تمنياته بنجاح المؤتمر ثم عاد إلى مائدته».
 
يضيف كامل: «فى المساء وقبل توجهنا إلى المطعم لتناول العشاء، مررنا على الرئيس السادات الذى كان يشاهد إحدى حلقات المسلسل التليفزيونى المعروف «الجذور»، وأخبرنا أنه قرأ مشروعنا على كارتر وبيجين وسلم الأخير نسخة منه، واتفق الثلاثة على العدول عن فكرة الاتفاق على إعلان مبادئ وأن يكون هدف المباحثات فى كامب ديفيد هو التوصل إلى إطار للتسوية السلمية الشاملة، يتيح للأطراف العربية الأخرى الدخول فى مفاوضات على أساسه، كما اتفق على أن يجتمع الثلاثة من جديد فى اليوم التالى، بعد أن يكون بيجين قد درس المشروع ليبدى ملاحظاته وآراءه بشأن ما يتضمنه، يتذكر كامل: «عند دخولنا قاعة الطعام، كان الإسرائيليون جالسين حول مائدتهم، إلا أن جو المرح الذى يحيط بهم أثناء الغذاء كان قد فارقهم، وحل محله جو من العبوس والجدية، فقلنا لا بد أن هناك ما يقلقهم، فانتقل المرح إلى مائدتنا».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة