خدمة وشوشة: "مضطر أعتمد على نفسي رغم وجود والدي لكن مشكلتي أسلوبه"

السبت، 03 سبتمبر 2022 09:00 م
خدمة وشوشة: "مضطر أعتمد على نفسي رغم وجود والدي لكن مشكلتي أسلوبه" وشوشة
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"اسمي محمد عمري 14 سنة وعندي رسالة عايز اوصلها لكل أب بيعامل ابنه بطريقة في أسلوب الضرب والتهزيق" بهذا الوضوح بدأ رسالته وأضاف "بتعرض في أغلبية الوقت في البيت لتعنيف أسري. أنا من صغري مش باخد مصروف ومتعود إني أشيل تكاليف دراستي ومصاريفي. أنا مجبر إني أجيب فلوس لنفسي عشان ما يبقاش شكلي وحش أو حالتي المادية فمضطر إني اشتغل في كل أجازة.
 
دلوقتي مش بشتغل عشان عايز أذاكر كويس وأجيب مجموع فمش بشتغل. كنت في الأول بشتغل وبصرف من الفلوس اللي أنا بجيبها دلوقتي محدش بيديني جنيه واحد حتى، وأنا مش عاوز حاجة من حد، لكن من شوية والدي اتخانق معايا وضربني بالأقلام على وشي لأني واجهته بإن محدش في أصحابي بيشتغل وأهاليهم موفرين لهم كل حاجة، لأنه كان عايزني أنزل أقف في محل تبعه فرفضت لأنه مش هيديني فلوس لو وقفت وهو ما بيدينش فلوس وما بيصرفش عليا في العموم. لما ضربني ما بينتش أي رد فعل لكن حقيقي خلاني فكرت في الموت. الفكرة جات في دماغي بس ماخدتش القرار. لكن أتمنى تنشروا رسالتي عشان تنبهوا كل أب".
 
العزيز محمد، يؤلمني كثيرًا ما تعانيه وما دفعك إلى التفكير في الموت رغم أنك لا زلت في عمر الزهور. يؤلمني أكثر أنك لم تطلب حلاً، وكأنك لا تملك أدنى أمل في أن شيئًا يمكنه أن يغير ما تعانيه من تعنيف. ورغم ذلك فإنك أردت أن توصل رسالة للآباء الآخرين، أملاً في أن تجنب ابنًا مثلك أن يعاني ما تعانيه، وهو ما يعكس نبلاً شديدًا ونضجًا نحييك عليه.
 
وتعليقًا على رسالتك قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين استشاري الطب النفسي إن للأسف الكثير من الأهالي يتصرفون بطريقة مشابهة ظنًا منهم أن هذه الشدة التي تصل للأسف أحيانًا حد القسوة، ستصنع منك رجلاً قادر على التعامل مع الحياة الصعبة. ولكن للأسف هذه الطريقة تجعلك تفتقد الحنان وتشعر بأنك حانق على الحياة.
 
على الأغلب والدك لا يكرهك ولا يفعل هذا لأنه يكرهك ولكن ما لا شك فيه أن ما يفعله ينطوي على تعنيف. ولكن رغم ذلك، من الضروري ألا تجعل نفسك محاصرًا في خانة الضحية. حاول أن تتصرف بعقلانية، نثق بأنك تملكها، لما تشي به رسالتك من ذكاء وشجاعة ونضوج. 
 
وأضاف: اضطرارك للعمل لتنفق على نفسك جعلك تلعب دورًا لا يخصك، وربما حرمك من أن تستمتع بكل وقتك مثل أقرانك وحملك مسؤولية مبكرة، ولكنه في المقابل يضمن لك الاستقلالية عن والدك خلال وقت قصير، كل ما تحتاجه هو بعض سنوات إضافية تكمل فيها دراستك وتصل إلى السن التي تسمح لك بأن تعيش مستقلاً ويمكنك وقتها أن تفعل ذلك، مع الحفاظ على صلة الرحم ووصل الأهل وودهم.
 
تابع: إلى حين تتمكن من ذلك يمكنك أن تتجنب قدر الإمكان إثارة غضب والدك وعصبيته بانتقاء كلماتك بذكاء وتجنب الصدام قدر الإمكان.
 
وتحية لشجاعتك مرة أخرى لأنك استطعت رغم صغر سنك وإمكانياتك الضئيلة أن تتحدث وتوصل صوتك. لو أن لي ابن مثلك سأكون فخورًا به، لأنه استطاع التعبير عن نفسه.
 
خدمة وشوشة
خدمة وشوشة

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة