أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2سبتمبر 1970تشييع جثمان البطل الشيخ حسين مسلم المسعودى «أول شهداء منظمة سيناء العربية»

الجمعة، 02 سبتمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2سبتمبر 1970تشييع جثمان البطل الشيخ حسين مسلم المسعودى «أول شهداء منظمة سيناء العربية» الشيخ حسين مسلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة والربع من ليلة 14 يوليو 1970، حين قامت مجموعة من فدائى منظمة سيناء بوضع عبوات ناسفة فى عدد من منشآت العدو وخطوط مواصلاته، نتج عنها تدمير تلك الأهداف، كما قامت نفس المجموعة أثناء انسحابها بمهاجمة قوة معادية، واشتبكت معها بالنيران وقتلت عددا من أفراد العدو، وعاد جميع أفراد المجموعة عدا أحد أبطالها الذى استشهد فى ميدان الشرف، حسبما جاء فى بيان منظمة سيناء، المنشور بجريدة «الأهرام» يوم 15 يوليو 1970، ولم يكشف البيان اسم الشهيد، وكان الحدث ضمن بطولات حرب الاستنزاف، التى يخوضها الجيش المصرى ضد إسرائيل بعد هزيمة 5 يونيو 1967
 فى يوم 3 سبتمبر 1970 نشرت الأهرام خبرا صغيرا فى صفحتها الأولى بعنوان «أول شهداء منظمة سيناء.. احتفال شعبى لتشييع جثمانه»، ونصه: «شيع أمس 2 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1970 فى احتفال شعبى بجزيرة سعود بمحافظة الشرقية، جثمان الشهيد «الشيخ حسين أول شهداء منظمة سيناء العربية»، كانت السلطات المصرية قد تسلمت أمس جثمان الشهيد عن طريق هيئة الصليب الأحمر الدولية».
 
الشهيد هو الشيخ حسين مسلم المسعودى، لكن الأهرام اكتفت وقتها باسم الشيخ «حسين» فقط فى خبرها، وفى تقريرها الموسع عنه بالصفحة السابعة من نفس العدد 3 سبتمبر 1970، بالرغم من نشر صورة له مع التقرير، وتكشف فى تقريرها أنه كان يقود جماعة لزرع الألغام، وعندما فاجأها كمين للعدو، قرر أن يفدى الجماعة كلها بنفسه لكى ينسحب الباقون فى أمان، فتقدم إلى حيث تلقى رصاص الكمين كله فى صدره.
 
يذكر التقرير فى تفاصيله:  «ليلة الاثنين 13/14 يوليو 1970، جماعة من رجال منظمة سيناء تأخذ طريقها إلى قلب مواقع العدو فى منطقة القنطرة على الضفة الشرقية للقناة، المهمة التى كُلفت بها هى نسف خطوط المواصلات وأنابيب المياه، وزرع الألغام على مجموعة المدقات الموصلة إلى الطريق الرئيسى، ونسف عدد من منشآت العدو فى المنطقة، الطريق أمامهم مفروش بالمخاطر، فالموت يتربص بهم فى كل خطوة، ولكنهم طوال عملهم استطاعوا أن يقوموا بعملياتهم دون أن يسقط واحد نتيجة التنظيم الدقيق والتخطيط الجيد والتنفيذ المطابق، وأيضا لمعرفة هؤلاء الرجال بالأرض التى يتحركون فوقها وعلمهم بطرقها ودروبها تفوق بكثير معرفة العدو، وهذا يساعدهم على الانتقال والتحرك على الطرقات، كما أن حذر البدوى وذكائه يساعدان أفراد المنظمة على الخروج من كل المآزق والمفاجآت، مئات العمليات قاموا بها، استطلاع، وزرع ألغام، وقصف بالصواريخ، ومهاجمة واقتحام مواقع ومناطق العدو، ونصب كمائن، ونسف معدات أو نقل هذه المعدات إلى الضفة الغربية للقناة، ولم يسقط منهم شهيد واحد».
 
تضيف الأهرام:  «فى تلك الليلة، كانت الجماعة تحمل ألغامها ومتفجراتها الثقيلة وسلاحها والتحرك ببطء حتى يمكنها الوصول بها كاملة، كانت هذه الجماعة تضم بينها الشيخ حسين، وكان يؤدى واجبه كفرد قادر، وقائد جماعة كفء، ثم وصلت المجموعة إلى منطقة الهدف ووضعت العبوات لنسف الأهداف المختارة، وانتقلت لزرع الألغام على المدقات الموصلة إلى الطريق الرئيسى لإحداث أكبر قدر من الخسائر فى دوريات وأفراد العدو».
تؤكد الأهرام: «تقدم الشهيد حسين مجموعته كفرد استطلاع لاكتشاف المنطقة، وإقدامه على القيام بهذا العمل يمثل أعلى مراحل الفدائية، ففرد الاستطلاع أول من يلتقى بالعدو ويتعرض لنيرانه، وهو الذى يمد مجموعته بالمعلومات أولا بأول، وعلى ضوء هذه المعلومات، يتقرر هل يتم تنفيذ المهمة أولا يتم، وهل يسلك الرجال نفس الطريق أو طريقا آخر، وهل يتقدمون أويتراجعون؟.. تقول الأهرام: إن الشهيد كثيرا ما كانت تطلب قيادة المنظمة منه القيام بالأدوار الخطيرة والمهام الصعبة».
 
تذكر الأهرام، أن الشهيد عمره 45 عاما وله خمسة أبناء، وكان شيخا لبطن إحدى قبائل سيناء، ولم يكن لنشاطه حد يتوقف عنده، كان يعود من عملية ليستعد لأخرى، أما عن ظروف استشهاده، فبدأت حين فتح كمين للعدو نيران رشاشاته وبنادقه فى اتجاه مجموعته، ووقعت كلها فى المرمى المؤثر لنيران العدو، وتذكر الأهرام، أنه فى مثل هذه المواقف يتعين على قائد الجماعة، إذا كانت نيران الكمين غير مؤثرة، أن يتخذ قرارا بعدم الاشتباك مع العدو والانسحاب إلى منطقة آمنة والعودة منها إلى نقطة الانطلاق، أما إذا وقعت تحت النيران المؤثرة للعدو، فيخصص جزءا منها للاشتباك، وطبقا للموقف يقرر الجزء الباقى من الدورية التدخل والاشتباك مع العدو أوالانسحاب أوالانتظار.
 
تؤكد الأهرام، أن الشهيد، حين وجد المجموعة تحت نيران العدو، طلب الانسحاب فورا، وتقدم هو مسرعا فى اتجاه الكمين، وخلال اندفاعه كان يطلق نيران بندقيته بأعلى معدل لها، مستهدفا جذب نيران العدو إليه حتى تتاح الفرصة لباقى الرجال للخروج من منطقة النيران والانسحاب، ونجحت خطته، لكنه سقط شهيدا، وكان أول شهيد لمنظمة سيناء العربية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة