أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك.. "شكسبير.. ابتكار الشخصية الإنسانية".. كيف تحولت شخوصه إلى أسطورة؟

السبت، 10 سبتمبر 2022 07:00 ص
قرأت لك.. "شكسبير.. ابتكار الشخصية الإنسانية".. كيف تحولت شخوصه إلى أسطورة؟ غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
امتاز الأديب البريطاني الشهير وليام شكسبير، بطرح أفكار متنوعة وجريئة على عصره، على لسان شخصيات أبدعها، وأخرى أعادها إلى الحياة، فتراه يجعل فلستاف وهتسبور وكليوباترا وليدي ماكبث يعبرون عن أعمق أفكارهم وكأن ذلك يحدث بدون تدخل وجهة نظر المؤلف وتحكمها، وهو الطرح الذي شكل موهبة شكسبير، وجعل من شخصياته الروائية أسطورة لا تُنسى، وخلق منه أسطورة أدبية خالدة.
 
من هذا المنطلق يتحدث كتاب «شكسبير.. ابتكار الشخصية الإنسانية»، تأليف هارولد بلوم، وترجمة المترجم الكبير محمد العناني، حيث أكد الأخير في تصديره للكتاب، أن سبب من أسباب تخليد شكسبير واستمرار أعماله كأيقونة أدبية عالمية، هو عمقه وتصويره للإنسان من حيث هو كيان حي كامل، لا مجرد شخصية ينقل إلينا الكاتب من خلالها نظرته للدنيا أو فكره مهما يكن أصيلاً.
 
ويعد الأديب البريطاني الأشهر على الإطلاق وليام شكسبير أحد أهم وأشهر الكتاب المسرحيين علي مدارالألفية الماضية؛ فقد دخل الي كل البلدان والثقافات بمسرحياتة المعدودة؛ فكتاباته المسرحية معاصرة لأي زمن , فيمكن تقديم النص المسرحي هاملت بشكل معاصر ولن يفقد النص الأصلي كلمه وليم واحدة من كلماته.
 
السر أن شكسبير كان سابقا لعصره فكتاباته خلقت لأناس في زمن مختلف عن الزمن الذي عاش فيه شكسبير، خلقت لنا نحن؛ للأنسان العصري؛ من أبرز كتابات شكسبير المسرحية نص مكبث وهاملت المسرحيين؛ لكننا اليوم سنناقش نص أخر من نصوصه يسمي (كريولانوس).
 
 من خلال كتاباته المسرحية، ترك شكسبير بصمة فنية واضحة واستطاع أن يختلف عن الكتاب الذين سبقوه والذين ظهروا بعده، تميزت نصوصه المسرحية بتنوعها الدرامي في البناء والانحراف عن القاعدة، وشكلت الوسيلة دفاعية من شخصيات شكسبير ميزة واضحة في مواقفها الدرامية من خلال التنوع في البناء الدرامي وايضا ومن خلال التنوع والتباين.
 
ولعل ما يميز شخصية الأديب البريطاني وليام شكسبير هو حافظه على «القانوني الأرسطي» التي يقتضي أن تكون فيه الشخصية التراجيدية البطلة «راقية» حتى إذا ما حلت بها الفاجعة، والتي تترك أثرا في نفس القارئ، فتصور شكسبير للحقيقة التراجيدية، كان ينطوي على أساس ما يصيب الشخصية المرموقة، خاصة إذا كانت حاكمة، إنما يؤثر على سعادة شعبها إذا سقط فجاءة من قمة العظمة إلى هاوية الشقاء، وتصل الأحداث إلى نهايتها بعد أن يعيش فيها البطل جملة من الاضطرابات التي تؤثر عليها وتجعله يعيش حالة من العذاب والألم.
 
وشخصيات شكسبير المأساوية والتاريخية في معظمها شخصيات مركبة وليست أحادية الجانب أو نمطية الشكل كما في الشخصيات الكوميدية فهو يُبقي على بعض جوانبها مبهمة وعصية على الأفهام بحيث تكثر الدراسات والتفسيرات والتكهنات والآراء حولها.
 
وفى الكتاب نجد أن شخصيات وليام شكسبير الروائية تعيد تصور ذواتها، لأنها تستمع إلى نفسها أثناء الحديث، سواء مع نفسها أو مع الآخرين، ويذهب المؤلف أنه كلما ازدادت قراءة المرء لمسرحيات شكسبير وازداد تأمله فيها، ازداد إدراكه أن الموقف الدقيق الذي يتخذه إزاءها هو موقف الرهبة، وأختتم هذا الكتاب بفولستاف وهاملت، حيث يمثلان أكمل صور الشخصية الإنسانية عند شكسبير، وفي الحالين يبدي قدرة مطلقة على الابتكار.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة