ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، البريطانية، عن بانيجاي قوله إن تقويم الزراعة قد تغير بشكل جذري وبدأت مواعيد حصاد العنب في التغير منذ عام 1987، فيما توقع بانيجاي جني بعض المزايا لصناعة النبيذ المنتج من الكروم (الكرمة نبات متوسطي في الشمال) حيث "نتطلع إلى محصول جيد من حيث الحجم والجودة". 

من جهته، قال جان مارك توزارد، من معهد الأبحاث الوطني الفرنسي للزراعة والأغذية والبيئة، والذي أجرى أبحاثًا حول استراتيجيات كيفية استجابة صناعة النبيذ للاحتباس الحراري: "إن تغير المناخ يستدعي تنفيذ آليات مختلفة للتعامل مع التغير المناخي وتشمل المزيد من الري واتباع طرق جديدة للتقليم وإزالة الأعشاب الضارة التي تحفظ الرطوبة في النبات والتربة مع منع ظهور الفطريات، بالإضافة إلى إدخال أصناف جديدة من العنب أكثر مقاومة للحرارة مثل الأصناف اليونانية والإيطالية مثل Agiorgitiko و Assyrtiko و Nero d’Avola وهي أصناف قيد التجربة بالفعل في جنوب فرنسا".

وأكد المزارعون وخبراء النبيذ في فرنسا أن التحدي الذي يواجه جميع المناطق في التعامل مع فصول الصيف الأكثر سخونة في أوروبا والمحاصيل المبكرة يتمثل في تحقيق التوازن بين السكر والكحول وكذلك الحموضة وهي عناصر يتم تعزيزها عادةً بفعل الشمس والحرارة وتتأثر بدرجة الحرارة ووقت النضج، وفقا لما نقلت الصحيفة البريطانية.

واكتشف الباحثون في دراسة حديثة أن مواعيد حصاد عنب النبيذ بدأ يتغير بشكل كبير خلال النصف الأخير من القرن الحالي، وأشارت الدراسة إلى استجابة صانعو النبيذ الفرنسيون للتحدي الذي يمثله تغير المناخ من خلال تكييف ممارسات الزراعة وصنع النبيذ خاصة في الأصناف المزروعة شرق باريس؛ حيث يتميز العنب المستخدم في صناعة النبيذ على أنه محصول أكثر تحملا للظروف المناخية أو نقلها إلى أرض مرتفعة أو حتى خارج مناطق زراعة العنب التقليدية.

ويعد عنب النبيذ أحد أهم المحاصيل البستانية والأكثر قيمة في العالم، وتعتمد جودة النبيذ على أصناف العنب والتربة، بالإضافة إلى تحديد أفضل الأوقات حصاد العنب وذلك في فصل الصيف الحار أي في أواخر موسم الجفاف وفي ظل هطول أمطار يكون مستواها أعلى من المتوسط خلال فترة النمو. ويتم قطف العنب يدويا بواسطة أكثر من 100 ألف عامل وبشروط مناخية دافئة وجافة خلال فصلي الربيع والصيف وهو أمر هام جدا لتأثير هذه العوامل في جودة صناعة النبيذ.