عندما يزداد منحى توأمة المواطن مع وطنه، يزداد منحى ثقافة الوطن الإيجابية، فتزداد ثقافة التسامح والتعايش السلمي بل تمتد إلى ثقافة من نوع آخر، وهي الإصرار على المحافظة على الأمن والاستقرار، الأمن ويتلاشى التطرف والطائفية والأفكار التي تخل به، ويتم وقف نزيف الحروب الفكرية التي تهدم عالم وليست دولة.
عزيزي القارئ إذا أردت أن تسعد لا تقف عند كل محطة، ولا تجعل من كل موقف معركة، فبعض المواقف عندما يتم تحليلها تبدو منطقية، في بعض الأحيان تلقي رفضا لسبب ما، ولكن حدوثها واجب، فالمواقف ليست معارك ثأرية واجبة التنفيذ، أو حتى سطور متراكمة، عار عليك البقاء عليها.
فلاتداهم النوايا وتسير تنقب عن العيوب، ودع الخلق للخالق، لتسير الحياة لك ولغيرك.
نعم.. كن ودودا مع رد فعل غيرك.. نعم إن أهانوك فكن ودودًا، وإن اقتسموا رغيفك فكن ودودًا أكثر، وإن بعثروا حقوقك فعليك أن تتمسك بذلك الود، إن قرروا القضاء عليك تمامًا .. فلن ألومك لو أحرقتهم عزيزي القارئ الود لبس إهانه بل بدايه لحياة إيجابيه وأنت وحدك تسطيع الحكم علي رد فعلك تجاه فعل غيرك.
يحضرني قول الكاتب العظيم عباس العقاد حول تصنيف التعامل مع من حولك "في حياتنا البشر كالحروف.. البعض يستحق الرفع، والبعض يحترف النصب، وهناك من يستاهل الضم، والبقية يستحقون الكسر!" هذا النوع من الاختلاف السلوكي للتعامل البشري نادت به الشرائع السماوية، فلايستوي الطالح مع الصالح.. وفي النهاية نسعي جاهدين إلى تحرير الذكاء المجتمعي الواقعي من الصراع القائم بين عقل ساخر وآخر جاهل.
وأشدهم خطرا هو الجاهل ضرير البصيرة، والذين يملكون أفكاراً غير واقعية، أو اعتقادات عالية جداً خاصة بأنفسهم، أو يصنعون خططاً تتسم بالمبالغة ولا تتناسب مع كفاءتهم، يحلمون بالطيران، ليكون عوضا عن فقر الواقع المحيط بيهم والقصور الذاتي في سمات الشخصية أو محاولة للهروب من الحصار المعنوي والمادي المقيد لحريتهم في الحركة، وكذاك الكواش والبهلوان وحرفي الشطرنج الاجتماعي، وغيرهم الكثير والكثير.
لكن ما يؤثر في نوع آخر من السلوك هو أخذ اللقطة "علشان الصورة تطلع حلوة" وغيرها من السلوكيات غير السوية الناجمة عن التعرض للكثير من الأحداث السياسية والمرحلة الانتقالية من العشوائيات إلى العاصمة الحديدة والعلمين، فضلا عن الأحداث العالمية وظهور العديد من الفيروسات البشرية والمرضية التي لا تفرق عند الفتك بصاحب القسمة والنصيب، وتطور السلوك الفردي عند البعض إلى سلوك عدائي آنوي، ويظهر هذا بوضوح في منظومة العمل علي اختلاف تصنيفها، وتناسوا عباقرة الأنا العظمي عن ثوابت متحضرة تعبر عن حقبة تكنولوجية صارخة، وتفكير نوعي محدد بثقافة مهجنة واسعة المدى بين الغرب والشرق.
نحن علي أعتاب دولة جديدة من نوعها، بالنسبة لأي وطني "أم الدنيا بل كل الدنيا" من أجلها لابد أن نسعي سويا إلي مصر الجديدة، ودفن بعض المصطلحات الآنوية من قاموس الحياة الدارجة، وهي اللامبالاة والأنانية والشقاق والغفلة.. فهي كلمات لا نود سماعها فى هذا الوقت، بل إلى الأبد. وظهور شعار "اتحدى" ونتذكر أن السواعد تحقق أجمل الأحلام، وتصنع أعجب العجابب لدعم جذور حضارة عريقة يحصد ثمارها حاضرنا ليكون حجر الأساس إلى مستقبل مشرق.. عذرا لا تحيز بل افتخار بوطن استثنائيا من قيادة وشعب اصيل تم المراهنة علي صلابته أمام العالم .يدرك معني كلمة وطن معا.