وأعربت النجار - فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى عمان - عن إعجابها بالتجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب واستراتيجية وزارة الثقافة فى هذا الصدد، مؤكدة أن توجيهات وقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أثمرت عن نجاح هذه الاستراتيجية ومضمونها بكفاءة عالية.

وقالت "إن وزارة الثقافة المصرية قدمت برامج بطولية ثقافية فى محاربة التطرف والفكر الظلامى"، منوهة بأن تنوع وانتشار الفعاليات الثقافية المصرية في كافة ربوع مصر ساهم في القضاء على الأفكار المتطرفة.

وأضافت: "مصر دائما وأبدا وعبر التاريخ هي مصدر الثقافة العربية للعالم، فالعالم العربي ينطلق تاريخا من مضمون أن "مصر أم الدنيا".. ولقد كان الفن المصري والتراث الثقافي والفني ومازال الملهم للثقافة العربية"، مستشهدة في هذا الصدد بفنانين أمثال "أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ونجاة الصغيرة".

كما أعربت وزيرة الثقافة الأردنية عن تطلع بردها إلى مزيد من التعاون والتنسيق الثقافي بين عمان والقاهرة، واصفة مشاركة مصر في افتتاح مهرجان جرش الأخير في الأردن ومشاركة الأردن في افتتاح مهرجان القلعة بالقاهرة بأنهما "تجسيد لقوة ومتانة العلاقات المصرية الأردنية".

وتابعت "نعمل على المزيد من التعاون والتشاركية مع مصر ثقافيا، فأي اتفاقية ثقافية بين مصر والأردن تصبح ضمن مشروع الأردن الثقافي، وهذا يتجاوز أي اتفاقية يتم عقدها مع دول أخرى".

كما نوهت بخصوصية العلاقات مع مصر، لافتة إلى الروح المشتركة والأبعاد التاريخية والسياسية والاقتصادية والجغرافية والاجتماعية بين البلدين.. كاشفة -في السياق- عن توجيه الدعوة لوزيرة الثقافة المصرية لحضور معرض الكتاب بالعاصمة عمان الشهر المقبل، بما يؤكد عمق العلاقات وحضور القاهرة لأي حدث ثقافي وفني أردني.

وشددت النجار على أن العلاقات الثقافية المصرية الأرنية نموذج يحتذي به لكل العلاقات العربية العربية، حيث أن البلدين يجمعهما تاريخ ومصير مشترك وأجواء ثقافية واحدة.ز كما لفتت إلى أن حالة التجانس في العلاقات بين القاهرة وعمان، وعلى المستوى السياسي والدعم المستمر والتوافق بين قيادتي البلدين، أرست قواعد العلاقات الأخرى في المجالات المتنوعة، ومنها المجال الثقافي.

وحول استراتيجية وزارة الثقافة الأردنية خلال المرحلة المقبلة، قالت هيفاء النجار "إن الأردن يسير بخطى ثابتة نحو المئوية الثانية في تاريخه"، منوهة بأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حرص أن يكون المواطن الأردني محصن ثقافيا ضد أي تحديات، وعلى دراية وفهم بالتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وأضافت "تم تعزيز النظام التربوي من قبل الملك عبدالله الثاني وولي عهده، وذلك عبر تعزيز التفكير النقدي وحرية الرأي والإبداع"، مبينة أن استراتيجية وزارة الثقافة الأردنية قائمة على تعزيز مفاهيم القيم العدالة والكفاءة وعادلة توزيع المكتسبات ودعم جميع المحافظات في كافة المجالات وخصوصا المجال الثقافي.

واستطرت "الأردن يشهد اليوم مرحلة تجديد وتحديث للدولة بكل مكوناتها.. الأردن لا يخاف من التحديث والتطوير لما يشهده حاليا من إنجازات بفضل قصة صمود رائعة نجددها ونحدثها".

وبشأن الأطر التي تعمل عليها وزارة الثقافة لخلق وعي لدى المواطن الأردني، قالت هيفاء النجار إنه "لا يحدث تقدم أو انفتاح إلا بالتقاطع مع الثقافة، وهناك رؤية شمولية تكاملية لدى الأردن، وننطلق نحو كل ما هو متصل بالتجديد للدولة الأردنية".

وأضافت: "مشروع التحديث السياسي يأتي من منطلق التعددية والانفتاح، وأن يشعر المواطنون بالمساواة الكاملة"، مشددة على أن الأردن دولة مؤسسات وقانون، وأن ما يشهده فيما يتعلق بالتعدد والتنوع موجود في كافة مشاريع وزارة الثقافة ومن خلال كافة أعمالها في جميع محافظات المملكة، واستشهدت في هذا الصدد بـ"أربد" العاصمة العربية للثقافة التي يقدم لها مشاريع من كل أنحاء البلاد والعكس.

وأوضحت النجار أن وزارة الثقافة تعمل بشكل تكاملي مع مختلف الوزارات، ومنها الإعلام والسياحة والاقتصاد الرقمي والتربية والتعليم، وحيث تم إطلاق العديد من المنصات، ومنها "ثقتك تحقق" بين وزارتي الثقافة والإعلام، كما أن الأردن لديه مكتبة الأسرة ومركز الدراسات والنشر، وهي أدوات لنشر الثقافة والوعي.

وبشأن دور وزارة الثقافة في مواجهة التطرف والإرهاب، قالت وزيرة الثقافة الأردنية "إن الاستراتيجية الأردنية الثقافية لمكافحة التطرف قائمة على عدة محاور، منها المسئولية المشتركة، حيث لا يسمح لفئة سياسية لديها فكر متطرف أن تضع أجندتها على طاولة الدولة".

وأوضحت أن ملف مشروع محاربة التطرف والإرهاب كانت بدايته في وزارة الثقافة ثم إلى انتقل لوزارة التنمية السياسية ومنها إلى رئاسة الوزراء مباشرة، مؤكدة أن هناك رؤية من الملك عبدالله الثاني ومجلس الوزراء وبالشراكة مع المجتمع المدني تقوم على التصدى لأى فكر رجعي أو أى محاولة للتدخل في المناهج التربوية أو الثقافة.

وعن معرض الكتاب الأردني الدولي، قالت النجار "إن المعرض سيكون تحت الرعاية الملكية وبمشاركة وزارة الثقافة وبالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب"، موضحة أنه من المقرر مشاركة أكثر من 400 ناشر عربي ودولي، وتحل دولة الكويت ضيف شرف المعرض.

ونوهت بأنه لا يمكن الحديث عن تنظيم معرض الكتاب الأردني بدون وجود دور النشر المصرية و"الكتاب المصري"، مشيرة إلى أن المعرض يقام دائما تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين".