تمر اليوم الذكرى الـ159 على تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك في 22 أغسطس عام 1863، وهي لمنظمة تسعى إلى الحفاظ على قدر من الإنسانية في خضم الحروب.
ويسترشد عملها بالمبدأ القائل بوضع حدود للحرب نفسها: أي حدود لتسيير الأعمال الحربية وحدود لسلوك الجنود.
وبحسب الموقع الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، تأسست اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمبادرة من رجل اسمه "هنري دونان" قدم يد العون إلى الجنود الجرحى في معركة "سولفرينو" في عام 1859 ثم حاول اكتساب تأييد القادة السياسيين من أجل بذل مزيد من الجهد لحماية ضحايا الحرب. وكانت فكرتاه الرئيسيتان تنصبان على وضع معاهدة تلزم الجيوش بتوفير الرعاية إلى جميع الجرحى من الجنود وإنشاء جمعيات وطنية تقدم المساعدة إلى الخدمات الطبية العسكرية.
صاغ "دونان" فكرتيه في شكل كتاب لأثارة وعي الناس تحت عنوان "تذكار سولفرينو" تم نشره في 1862. واعتمدت لجنة الرعاية العامة الموجودة في مدينة "جنيف" وهي مسقط رأسه، على هاتين الفكريتين وشكلت فريق عمل (كان النواة التي انبثقت منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعيّن "دونان" أمينا له) اجتمع للمرة الأولى في فبراير 1863 وفي أكتوبر ، انعقد مؤتمر دولي من أجل تجسيد مفهوم الجمعيات الوطنية.
واتفق المؤتمر أيضا على وضع شعار موحد للتعرف على الأفراد الطبيين الذين يعملون في ميدان المعركة كان في شكل صليب أحمر على خلفية بيضاء (واعتمدت الإمبراطورية العثمانية (التركية) شعار الهلال الأحمر في سبعينات القرن التاسع عشر).
وفي أغسطس 1864، اعتمد مندوبون من حوالي اثني عشر بلدا اتفاقية جنيف الأولى التي وضعت إطارا قانونيا لتلك القرارات وأضفت عليها الطابع الإلزامي الذي يوجب الجيوش على توفير الرعاية إلى كل الجنود الجرحى بصرف النظر عن طرف انتمائهم في النزاع.
وأصبحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بفضل هذه التطورات المصدر الذي انبثقت عنه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تضم اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية (التي بلغ عددها 185 في 2007) واتحادها الدولي، والقانون الدولي الإنساني الحديث، الذي يتضمن اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية الثلاثة لعامي 1977 و2006.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة