أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 أغسطس 1956.. انطلاق «مؤتمر لندن» لتكوين جبهة دولية ضد قرار تأميم شركة قناة السويس وسط احتجاجات شعبية عربية

الثلاثاء، 16 أغسطس 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 أغسطس 1956.. انطلاق «مؤتمر لندن» لتكوين جبهة دولية ضد قرار تأميم شركة قناة السويس وسط احتجاجات شعبية عربية جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة بتوقيت جرينتش الصيفى، صباح 16 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1956، حين بدأ «مؤتمر لندن» الذى دعت إليه بريطانيا وفرنسا وأمريكا فى محاولة لتكوين جبهة دولية ضد قرار تأميم شركة قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، حسبما يذكر الصحفى الأمريكى «دونالد نيف» فى كتابه «عاصفة على السويس 1956»، ترجمة وتعليق وتقديم الدكتور «عبدالرؤوف أحمد عمرو»، عن «المركز القومى للترجمة، القاهرة، 2015».
 
ويكتسب هذا الكتاب أهميته من أنه ووفقا للمقدمة: «يعتبر المؤلف شاهد عيان، بحكم معايشته للأحداث، إذ كان فى ريعان الشباب، وبحكم مهنته صحفيًا اهتم بأدق التفاصيل التى تضمنتها الوثائق التى اطلع عليها من مصادر عديدة، منها الوثائق الخاصة بالرئيس الأمريكى «إيزنهاور ومذكراته الشخصية، ومكتبته الخاصة التى تشمل المذكرات والتسجيلات والمكالمات التليفونية، والمؤتمرات الصحفية والتقارير الواردة لواشنطن، وأرشيف الأمم المتحدة، كما زار دول الشرق الأوسط، وعواصم الدول التى صنعت هذه الأزمة، وأجرى لقاءات مع كثير من الشخصيات التى شهدت أحداثها وتداعياتها».
 
يذكر «دونالدنيف»: «العاصفة على السويس 1956 عاصفة هوجاء هبت على قناة السويس، وظن بطل هذه الأحداث، أنتونى إيدن «رئيس وزراء بريطانيا» معتمدًا على إرثه التاريخى، أن النصر بيمينه، ولم يخطر بباله أن تكون النتيجة مخيبة لآماله وأحلامه ومخططاته، وخرج من هذه الأزمة مهزوما مخذولا، بالتالى أهمله التاريخ وأصبح نسيا منسيا، فى حين بقى ناصر منتصرا مرفوع الرأس شامخا».
 
يؤكد «دونالدنيف»، أن مؤتمر لندن قوبل باستنكار شديد فى العالم العربى، ومع انطلاقه التزم حزب العمال البريطانى بخمس دقائق صمتا، وحدث اضطراب عام ساد البلاد العربية، بإغلاق المحلات وتعطيل الدوائر الحكومية فى مصر والأردن ولبنان وليبيا وسوريا، ونسبة 60% من الشعب فى العراق ومراكش والسودان وتونس والسعودية، وعلى هذا كانت معظم الجماهير العربية تؤيد ناصر وقراره التاريخى بتأميم شركة قناة السويس. 
 
بدأ المؤتمر بمشاركة 24 دولة بحرية وفى غياب مصر، وحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «ملفات السويس»، فإن عبدالناصر كان مشغولا بتشكيل جبهة مؤيدة لمصر فيه، ويضيف: «كان رئيس الوفد السوفيتى هو «ديمترى شبيلوف» وزير الخارجية، ورئيس الوفد الهندى هو وزير الخارجية «كريشنا مينون»، وتمكنا من قيادة معركة سياسية من الطراز الأول داخل المؤتمر.. يذكر هيكل أن رئيس المؤتمر بالتقاليد كان «سلوين لويد» وزير خارجية بريطانيا ورئيس وفد الدولة المضيفة، واقترح فى الجلسة الأولى أن يلتزم المؤتمر بلوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن يكون هناك تصويت، ورفض «شبيلوف»، واقترح «لويد» اختيار متحدث رسمى يعطى الصحافة العالمية فكرة كل يوم عن مداولات المؤتمر لأن الجلسات سرية، ورفض رئيس الوفد الهندى، واقترح أنه إذا كان مطلوبا أن يعرف الرأى العام العالمى تفاصيل ما يجرى فى المؤتمر فلتفتح الجلسات، وسقط اقتراح اختيار متحدث رسمى.
 
تقدم «دالاس» وزير الخارجية الأمريكى بمشروع ينص على أربعة بنود أهمها: «إنشاء مجلس إدارة دولى لتشغيل وصيانة وتطوير القناة وتوسيعها، ويقوم مجلس الإدارة بعمل تقارير دورية للأمم المتحدة، بما يعنى تدويل قناة السويس تحت ادعاء إبعادها عن سياسة أى دولة، وفى المقابل تقدم الاتحاد السوفيتى بمشروع شاركت فى صياغته الدول الصديقة لمصر، وانقسم المؤتمر وطالت مناقشاته سبعة أيام متواصلة، ويقول هيكل: «طرح سلوين لويد مشروع دالاس للتصويت على عكس ما تم الاتفاق عليه من إجراءات فى البداية، ونال 18 صوتا وأصبح بذلك مشروع الأغلبية، وأما المشروع الآخر فحصل على 5 أصوات».
 
اقترح دالاس تشكيل وفد يمثل الأغلبية تشترك فيه خمس دول يسافر إلى مصر لعرض مشروع الثمانية عشرة دولة لإدارة القناة، واقترح وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اسم «روبرت منزيس» رئيس وزراء أستراليا رئيسا لبعثة الخمسة التى تتكون من أمريكا، أستراليا، أثيوبيا، إيران، السويد، ويذكر «دونالدنيف»، أن منزيس كان رابع شخص من المعارضين لناصر، وأعلن عن وجهة نظره فى تليفزيون لندن بقوله: «من الخطورة أن تترك مصالحنا فى يد رجل واحد، فهذا كان بمثابة قرار بالانتحار». 
 
اقترح «منزيس» دعوة عبدالناصر إلى لقاء اللجنة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك أوفى جنيف، ورد عبدالناصر: «أن مصر ترفض مشروع الثمانية عشر جملة وتفصيلا لأن فكرة التدويل هى الأساس فيه، وأنه لن يقابل اللجنة خارج مصر»، وفهمت اللجنة من ذلك استعداد عبدالناصر لمقابلتها بالقاهرة، فأبدى «منزيس» الاستعداد للسفر إلى القاهرة إذا طلب الرئيس عبدالناصر»، ورد عبدالناصر ببيان قال فيه: «إنه لا يطلب مجىء اللجنة، وإنما سيعطى تعليمات للسفارة المصرية فى لندن لأن تعطى أعضاءها تأشيرة دخول إلى مصر، إذ ا هم تقدموا بجوازات سفرهم»، وقررت اللجنة السفر إلى مصر، فعلق عبدالناصر بأنه يوافق على أن يكون واضحا أن اجتماعه بأعضائها لا يقيد مصر بأى شىء».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة