أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 أغسطس 1990..الملك حسين يطلب مقابلة جورج بوش «الأب».. والرئيس الأمريكى: «لن أسمح لصدام حسين أن يسيطر على ثلث إنتاج البترول»

السبت، 13 أغسطس 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 أغسطس 1990..الملك حسين يطلب مقابلة جورج بوش «الأب».. والرئيس الأمريكى: «لن أسمح لصدام حسين أن يسيطر على ثلث إنتاج البترول» جورج بوش الأب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتصل العاهل الأردنى الملك حسين بن طلال بالرئيس الأمريكى، جورج بوش الأب، تليفونيا بمصيفه «كينيينكبورت» فى 13 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1990، يقول له إنه يريد مقابلته، وألح الملك على طلب المقابلة حتى وإن كان سيقطع على «بوش» إجازته، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، فى كتابه «حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر»، مضيفا: «كانت بين الاثنين صداقة طويلة، وكان كلاهما ينادى الآخر باسمه الأول».
 
جاء الاتصال فى سياق الأزمة التى كانت تعيشها المنطقة بسبب غزو العراق برئاسة صدام حسين للكويت يوم 2 أغسطس 1990، وكان الملك حسين طرفا مهما فى إدارة هذه الأزمة، لصلاته الوثيقة بكل أطرافها، وتنقل بين العواصم العربية والعالمية المعنية محاولا تجنب الحرب التى اندلعت بعد ذلك، ويذكر «هيكل» أن أول حديث تليفونى بينهما، انتهى بأن قال «بوش» للملك إنه سيرد عليه بعد ساعات، وبالفعل اتصل وأبلغ الملك أنه فى انتظاره فى أى وقت خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وقرر الملك أن يبادر بالسفر فورا، ولم يكن السفير الأميركى روجر هاربسون، المعتمد لدى البلاط الأردنى، قدم أوراق اعتماده بعد، لأنه وصل إلى عمان قبل أيام، وجرى إيقاظه من نومه، وطلب إليه أن يجىء إلى القصر حاملا معه حقيبة سفر تكفيه لرحلة إلى الولايات المتحدة، وتوجه السفير إلى القصر، ثم صعد مع الملك فى طائرته التى انطلقت دون توقف لمدة 13 ساعة إلى «كينيينكورت»، وتوجه الملك إلى بيت يستريح فيه، وبعد ساعات مر عليه «بوش» ليأخذه بنفسه ليسمع منه ما لديه.
 
يذكر «هيكل»، أن الملك تكلم حتى وصل إلى نقطة، قال فيها: «إن الحشود الأمريكية فى الشرق الأوسط رفعت درجة التوتر فى المنطقة إلى حد كبير»، وهنا قاطعه «بوش» بحدة ظاهرة، قائلا له: «لم نكن نحن الطرف الذى رفع حدة التوتر فى المنطقة، وحشودنا العسكرية التى تتحدث عنها كانت ردا على احتلال عسكرى عراقى للكويت سبقها»، يؤكد هيكل: «تنبه الملك حسين إلى أن جو المقابلة لم يكن ما عهده من قبل فى لقاءات سبقت مع صديقه جورج بوش، وقد أضاف «بوش» ملاحظة قال فيها: «إنه يدرك أن الملك حسين لا بد أن يشعر بالقلق من أوضاع الأردن الاقتصادية بعد فرض الحصار الكامل على العراق، ومضى «بوش» يستكمل ملاحظته قائلا: «إن دولا عربية أخرى تستطيع مساعدة الأردن»، يعلق هيكل: «كان بوش بالطبع يقصد دول الخليج».
 
يضيف هيكل: «أحس الملك حسين بالحرج، وقال إنه لم يأت إلى هنا ليبحث هذا الموضوع، وإنما ليبحث موضوعا آخر أكبر منه بكثير وهو موضوع السلام»، يؤكد هيكل: «كان رد فعل بوش سريعا بمقدار ما كان جافا، فقد ركز نظره على الملك، وقال له: حسين.. اسمعنى، البترول بالنسبة لنا أكثر من ضرورة، هو أسلوب حياة، ولن أسمح لهذا الرجل (يقصد صدام حسين) أن يسيطر على ثلث إنتاج الخليج اليوم، وعلى ثلثى احتياطى العالم من البترول غدا.. إن هذا الرجل أثبت أنه عدو الولايات المتحدة، ولن أسمح لنفسى أن أترك ديكتاتورا يضع يده على شريان حياتنا.. أنتم العرب تعيشون على برميل بارود، هذا الرجل هددكم وما زال يهددكم، وهو يستطيع أن يفعل ذلك معكم، ولكن ليس معنا، نحن بعيدون عنه، ولكن لنا فى المنطقة مصالح حيوية، ونحن هناك لحمايتها».
 
يذكر «هيكل»، أن «بوش» أضاف: «إننى ترددت قبل أن أوافق على مقابلتك، فأنت كنت فى بغداد قبل أربع وعشرين ساعة من اتصالك التليفونى بى، وكان ترددى هو خشيتى من أن تظهر زيارتك، وكأن بينى وبين هذا الرجل وساطة، وأنا لا أريد ذلك، ولا الكونجرس ولا الرأى العام الأمريكى يسمحان به»، يضيف «هيكل»: «تدخل الملك ليقول للرئيس إنه على استعداد للانسحاب، رد بوش بصوت يحتمل كل تأويل، ثم استدرك بنبرة مثقلة بإيحاءات شتى: الانسحاب بشروط؟ جاءتنا هذه الشروط، ونحن نرفض كل شرط فيها، فات آوان هذا الكلام، إذا كان يريد أن ينسحب فنحن لا نمسك به لنمنعه، ينسحب فورا وبلا قيد أوشرط، وتعود أسرة الصباح إلى الكويت، ثم نرى بعد ذلك ما يلزم عمله».
 
يقول هيكل: «تحول بوش إلى الهجوم المباشر، فقال للملك: ميناء العقبة ما زال مفتوحا للعراق رغم قرار صادر من الأمم المتحدة، والأردن لا يستطيع أن يخالف قرار يخالف الشرعية الدولية، ولهذا فإنه يجب أن يطبق إجراءات الحصار، وإلا وجد نفسه يواجه الإرادة الدولية»، رد الملك: «الأردن ليس خارجا عن الشرعية الدولية ولا عن قرارات مجلس الأمن»، يكشف «هيكل»، أن الملك وخلال اجتماع مغلق مع عدد من أعضاء مجلس الأعيان بعد عودته قال، إن «بوش» تلقى مكالمة أثناء اجتماعهما، وقال له بعد انتهائها: «هذا أحد زملائك يحثنى على سرعة العمل قبل أن تؤثر الدعاية العراقية على الشارع العربى».
يؤكد هيكل: «غادر الملك حسين «كينييتكبورت» محبطا بأكثر مما وصل إليها».  









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة