الصحافة والسياسة.. محطات فى حياة رئيس وزراء بريطانيا بعد استقالته من "المحافظين".. خطأ تحريرى أنهى مسيرته فى "تايمز" وتليجراف منحته "فرصة ثانية".. وأولمبياد لندن قادته للشهرة.. ورحلته تعكس عداء لبروكسل وموسكو

الجمعة، 08 يوليو 2022 05:00 ص
الصحافة والسياسة.. محطات فى حياة رئيس وزراء بريطانيا بعد استقالته من "المحافظين".. خطأ تحريرى أنهى مسيرته فى "تايمز" وتليجراف منحته "فرصة ثانية".. وأولمبياد لندن قادته للشهرة.. ورحلته تعكس عداء لبروكسل وموسكو محطات فى حياة بوريس جونسون
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

 

جاءت استقالة بوريس جونسون من زعامة حزب المحافظين بعد أيام من الدراما والمعارك العلنية والخفية، إلى أن وصل إلى اللحظة التي بقي فيها شبه وحيد في ساحة المعركة يواجه مصيره بمفرده، فاختار إعلان استقالته من زعامة الحزب ليحافظ على ما تبقي من شعبية، استعدادا لمعاركه السياسة المقبلة.

 

وبعد إعلان استقالته ظهر الخميس ، رصدت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي مسيرة جونسون ، الذي وصفته بـ"الرجل الإنجليزي غريب الأطوار"، المدعو ألكسندرز بوريس دو فيفيل جونسون، المولود في نيويورك عام 1964 لأبوين بريطانيين هما ستانلي جونسون والفنانة شارلوت فوسيت.

 

وعاد والداه لاحقا إلى إنجلترا، وذكر بوريس أن تركيزه كان منصباً على الدراسة وتحصيل العلم في طفولته، وأن تصوره للاستمتاع بالوقت كان يعني "ركوب مترو الأنفاق في لندن لزيارة المتحف البريطاني".

 

كما كان جونسون طموحا، مثلما يتبين من مقولته الشهيرة بأنه أراد أن يصبح "ملك العالم"، وقال لاحقا: "كنت أعرف دائماً أنني سأصبح نائباً بالبرلمان - كنت أشعر أنها الوظيفة الأكثر إثارة التي يمكن أن يعمل بها المرء".

 

جونسون في المدرسة
جونسون في المدرسة

 

 

وفي المدرسة، كان يهوى جونسون قراءة الأعمال الكلاسيكية، وفاز بمنحة للدراسة في مدرسة إيتون المرموقة، حيث ترك انطباعاً لدى مديرها، سير إريك أندرسون، الذي دَرّس أيضاً لتوني بلير في معهد فيتيس بإدنبره.

 

ويقول سير إيريك عن الصبيين، بلير وجونسون، إن كلاهما كان يفضل "الاعتماد على فطتنه بدلاً من التحضير والاستذكار".

 

ثم التحق بوريس جونسون بجامعة أوكسفورد لدراسة الأدب الكلاسيكي، وبعد تخرجه، عمل كصحفي متدرب في صحيفة التايمز، ولكنه فقد وظيفته بعد تحريفه لأحد الاقتباسات، وهي الواقعة التي وصفها في صحيفة الإندبندنت عام 2002 بأنها أكبر خطأ ارتكبه في حياته.

 

الخطأ والتحريف لم ينهيان مسيرة جونسون مع الصحافة، فسرعان ما أعطاه سير ماكس هيستينجز رئيس تحرير الديلي تليجراف وظيفة في الصحيفة، وعندما كان مراسلاً للتليجراف في بروكسل، أخذ جونسون يسخر من القوانين الصادرة عن المفوضية الأوروبية. ثم أصبح في عام 1999 رئيس تحرير مجلة "سبكتيتور" ذات التوجه اليميني، ثم بعد ذلك بعامين، خاض الانتخابات وفاز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة هينلي بمقاطعة أوكسفوردشير.

 

وأدرك جونسون صعوبة عمله كصحفي وسياسي في الوقت نفسه، لا سيما عندما انضم إلى حكومة الظل برئاسة مايكل هاوارد، حيث قال: "أظن أنني نجحت في امتطاء حصانين لبعض الوقت، ولكن كانت هناك بعض اللحظات التي اتسعت فيها الهوة بين الحصانين بشكل مخيف".

 

واحتفظ جونسون بدوره في حكومة الظل، لكنه أقيل بعد شهر واحد لأنه لم يقل الحقيقة فيما يتعلق بمزاعم إقامته علاقة خارج نطاق الزواج.

 

وبعد ذلك بعام، عاد إلى حكومة الظل، بزعامة ديفيد كاميرون وكان الاثنان قد درسا في إيتون وأكسفورد، ووصف بوريس كون كاميرون أصغر منه سناً بأنه "صدمة شخصية".

 

واستقال جونسون في الوقت ذاته من رئاسة تحرير سبكتيتور، قائلاً إن من "الرائع" العودة إلى الصفوف الأمامية لحزبه، وإنه بحاجة إلى "بعض الوقت والتفكير لكي يقوم بوظيفته على أكمل وجه".

 

وكنائب في البرلمان، دخل جونسون الوعي الجماهيري من خلال ظهوره في برامج مثل Have I got News for You، الذي يعلق على الأخبار بشكل ساخر، حيث ظهر بشخصية السياسي الذي ينتمي إلى الطبقة الغنية والذي يتلعثم في الكلام، تلك الشخصية التي لاقت شعبية كبيرة لدى الجماهير، الذين رأوا فيه اختلافا كبيرا عن بقية السياسيين.

 

ورغم مظهره ذلك، لم ينس جونسون الطموحات التي كانت لديه منذ الصغر. وفي عام 2007، سنحت له فرصة ارتقاء السلم السياسي، عندما خاض المنافسة ليصبح مرشح حزب المحافظين لمنصب عمدة لندن، والذي تمكن من شغله على مدى ثمانية أعوام بين 2008 و 2016.

 

وبصفته عمدة العاصمة، أشرف جونسون على تنظيم أولمبياد لندن 2012، وهو ما أدى إلى التقاط إحدى أشهر الصور في تاريخه السياسي ، فأثناء زيارته لفيكتوريا بارك شرق لندن لحضور دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012، ترك عمدة المدينة آنذاك متدليا على ارتفاع 20 قدمًا في الهواء بعد أن علق أثناء مشاركته في لعبة للقفز لفترة طويلة وبينما كان المتفرجون يلتقطون الصور على هواتفهم المحمولة ، حاول محادثة قصيرة مضحكة قبل أن ينادي في يأس وهمي: "أحضر لي سلمًا!" بمجرد حل المشكلة، قال جونسون مازحا إنه يوصي بتجربة اللعبة وأعرب عن اعتقاده أن شخص ما قد نسي خلع الفرامل.

 

2012
2012

 

 

وبينما كان يشغل منصب عمدة لندن، ووسط تكهنات بأنه مهتم بمنصب رئيس الوزراء، أعلن جونسون أنه سوف يرشح نفسه لعضوية البرلمان مرة أخرى، هذه المرة عن دائرة أوكسبيريدج بمنطقة ساوث روزليب.

 

انتخب بأغلبية كبيرة، وبعد عام هادئ قضاه في المقاعد الخلفية للبرلمان، عاد مرة أخرى ليحتل العناوين الرئيسية بعد إعلانه أنه سينضم إلى الحملة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

كان ذلك بمثابة صفعة قوية لديفيد كاميرون رئيس الوزراء آنذاك، والذي كان يأمل في أن يشارك جونسون في حملته الداعية إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن دومينيك كامينجز، العقل المدبر لحملة الترويح للخروج من الاتحاد الأوروبي، اعتبر أن تلك الخطوة ستؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة.

 

واستخدم جونسون مهاراته الترويجية خلال الحملة، رغم أنه تعرض لانتقادات لاذعة بسبب زعمه أن عضوية الاتحاد الأوروبي تكلف المملكة المتحدة 350 مليون جنيه استرليني أسبوعيا، وهو ما لم يأخذ في الاعتبار الأموال التي تستردها البلاد.

 

وعندما انتصر فريقه بعد حملات أسفرت عن انقسام الرأي العام، كان أمرا حتميا أن يسعى جونسون إلى أن يحل محل ديفيد كاميرون كرئيس للوزراء وزعيم للمحافظين لكن حملته تضررت كثيرا بسبب سحب زميله مايكل جوف تأييده له، حيث قرر أن يترشح هو شخصيا للمنصب.

 

ولم يفز أي منهما رغم ذلك، ولكن الفائزة بالمنصب كانت تيريزا ماي التي عينت جونسون وزيرا للخارجية، وخلال توليه الوزارة انتهج سياسة صارمة تجاه روسيا، وقام بطرد 23 من دبلوماسييها.

 

واستقال من الحكومة في عام 2018 احتجاجا على الاتفاقية التي اقترحتها تيريزا ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا إنها ستؤدي إلى تحويل بريطانيا إلى مستعمرة، وظل جونسون ينتقد رئيسة الوزراء، وعندما أجبرت على الاستقالة، خاض سباق زعامة حزبه مرة أخرى، وتمكن من الفوز وأصبح زعيما لحزب المحافظين ورئيسا للوزراء.

 

في عام 2019، أثبت فوزه الساحق في الانتخابات العامة مرة أخرى أنه قادر على استمالة قطاعات من الناخبين لم يتمكن غيره من المحافظين من استمالتها.

 

وتمكن الحزب بقيادته من الفوز بمقاعد في مناطق من البلاد لم تصوت للمحافظين سابقاً، ووجد تعهده "بإنجاز البريكست" صدى لدى الناخبين بعد حالة الشلل السياسي التي استمرت ثلاثة أعوام في أعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

 

ومن امام مقر اقامته الجديد في داونينج ستريت بعد الفوز، تعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد بإنهاء "ثلاثة أعوام من التردد"، وتم إقرار الاتفاق الذي توصل إليه حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي 31 يناير من عام 2020، انتهت عضوية المملكة المتحدة بالاتحاد.

 

وخلال الأعوام الثلاثة التي قضاها جونسون كرئيس وزراء لبريطانيا واجه الكثير من الازمات تزايدت حدتها في الأشهر الاخيرة، بدأت بأزمة حفلات داونينج ستريت ، والتي كشفت عن عدم التزام الحكومة، بما فيها بوريس نفسه بقواعد الإغلاق الخاص بكورونا في الموجة الأولي من الوباء ، حيث أقيمت احتفالات ومناسبات اجتماعية في مقار حكومية بالمخالفة للقواعد.

 

كما كان لتدني الاقتصاد وموجة التضخم المستمرة في الصعود دور في الازمة، وشهدت الحكومة وحزب المحافظين سلسلة من الفضائح ، حيث أقر جونسون بارتكابه "خطأ" بتعيينه في فبراير الماضي كريس بينشر في منصب مساعد المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين، ليستقيل الأخير نهاية الأسبوع الماضي بعد اتهامه بالتحرش برجلين.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة