ذروة الغباء.. بهذه الكلمات عبر مجموعة من المتخصصين فى كلاسيكيات الأدب العالمى، عن غضبهم من تلك الخطوة التى اتخذتها الجامعة المفتوحة، فى المملكة المتحدة، بعدما أصدرت تحذيرا للمدرسين والطلاب، بشأن قراءة مجموعة محددة من أشهر الأعمال الكلاسيكية فى تاريخ الأدب العالمى.
التحذير الذى أطلقته الجامعة المفتوحة، حدد أعمالا أدبية، وحذر طلاب الجامعة من قراءتها بزعم الخوف على مشاعرهم من قراءة مشاهد أو نصوص تتعلق بأشكال متنوعة من الخوف، والتى تتمثل فى الأعمال الأدبية التى تمت الإشارة إليها بعينها، وهى – حسبما ذكرت "ديلى ميل": "هاملت" لأيقونة الأدب الإنجليزى ويليام شكسبير، و"رحلات جاليفر" للأيرلندى جوناثان سويفت، و"إقناع" للإنجليزية جين أوستن، والليالى العربية للكاتب الفرنسي موليير.
وتعليقا على مزاعم الجامعة المفتوحة فى المملكة المتحدة، وصف بعض النقاد هذا التحذير، حسبما ذكرت "ديلى ميل" بأنه "ذروة الغباء"، وذلك لأن الجامعة فى تحذيرها ذكرت أنها تخشى من تأثير أشكال العنف الذى قد يسبب "صدمة" للطلاب، بينما علق النقاد بأن هذا التحذير يحرم الطلاب من اكتشاف بعض الكنوز الأدبية في العالم.
وفى المقابل، قال فرانك فوريدي، الأستاذ الفخري لعلم الاجتماع بجامعة كنت: "بصرف النظر عن غباء استخدام هذه التحذيرات، فإنها تتعارض بشكل مباشر مع الرحلة الأكاديمية التي تنطوي عليها قراءة الأدب. يجب أن تكون قراءة الأدب رحلة استكشافية حيث يستجيب الطالب لمحتواه بطريقة شخصية.. مثل هذه التحذيرات تقصر رحلة الاكتشاف الفكري هذه".
وعلى الجانب الآخر، قال متحدث باسم الجامعة المفتوحة: "نريد أن يستمتع طلابنا بدراسة هذه الروايات الكلاسيكية، ولهذا نقوم بتعليمهم. لن يكون لدى معظم الطلاب أية مخاوف، ومع ذلك، فقد يكون من بينهم عدد قليل قد عانى من صدمة في الماضي وقد يستفيد من تحذير مسبق. مع وضع هؤلاء الطلاب في الاعتبار، نعتقد أنه من المنطقي وضع علامة على بعض محتوى الدورة التدريبية والعمل معهم حتى تتاح لهم أيضًا فرصة الوصول إلى هذه النصوص الكلاسيكية".
وردا على هذه المزاعم، رأى كاتب السيرة والناقد الأدبي أندرو ليسيت، بأن التحذيرات قد تأتي بنتائج عكسية على الجامعة، وعلى الطلاب أيضا، وبالتالى فمثل هذه التحذيرات تضر أكثر مما قد يتوقع البعض أنها تنفع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة