خالد إبراهيم

الروائى "بخيت" محفوظ

الأربعاء، 27 يوليو 2022 11:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل أن أدخل في موضوع المقال، أرجو ألا تتهمنى بأننى ممن يرفضون الإبداع والأفكار الجديدة، وأننى من أنصار التفكير داخل الصندوق، ومناهض للتفكير خارجه، فإن كاتب هذه السطور داعم لحرية الإبداع والفكر، وكل ما هو جديد في عالم الفن والإبداع والأدب، ويرحب بالأفكار الخلاقة التى تضيف للرصيد الفكرى والإنسانى والفنى لنا.

حينما بدأت أغلفة روايات نجيب محفوظ الجديدة، تنتشر عبر السوشيال ميديا، انتابتنى صدمة حقيقية، صدمة شخص يدعى أنه يحب أدب نجيب محفوظ، ويتأمله وينتهز أي فرصة لفتح نقاشات أدبية فيه.

صدمتى لم تكن بسبب الأغلفة "السيئة"، غير المعبرة عن فلسفة الأعمال وعمقها ورسالتها ومضمونها، ولكن صدمتى الأكبر فى اسم الأستاذ "نجيب محفوظ"، فللوهلة الأولى، حينما تنظر إلى الغلاف، تقع عينك على اسم الأديب الكبير، باعتبار أن اسمه أهم من اسم الرواية أو المجموعة القصصية، ستجد أنه "بخيت" محفوظ، أو نجيب "مخفوظ"، أو "نحيب" محفوظ، المهم أنك لن تجد "نجيب محفوظ" بسهولة.

وهنا التساؤل الأول فى سلسلة التساؤلات الهامة الموجهة للمسئولين عن هذه الأغلفة الجديدة، مع كل الاحترام لصاحب النماذج، كيف يتم السقوط فى مثل هذا الخطأ الفادح، هل تمت مراجعة الأغلفة، كم شخصا مرت عليه النماذج والاقتراحات، ومن الذى استقر عليها، ومن الذى وافق، ومن ومن ومن.

أقدر الجزء الابداعى فى اختيار الرسومات، واعي ان أي عمل فني ابداعي له هدفه، وفلسفته، ولكن كيف لرسومات اغلفة لأعمال أهم روائي عربى أن تكون بهذا القدر من "العبث" والعبث هنا ليس وصفا للتقليل من الرسومات، بقدر ما هو "دهشة" لأن أدب نجيب محفوظ ليس عبثى _ من الناحية الادبية _ ولكنه فلسفي عميق تحليلى تشريحي ، صحيح أن محفوظ له أعمال ، يمكن ان نصف احداثها الداخلية بالعبثية، ولكن قولا واحدا ليس كاتبا عبثيا.

بمجرد نشر الأغلفة، بدأت المقارنات بين اغلفة طبعات دار مصر، ثم دار الشروق، وكل منهما له وجهة نظر تحترم، لكني أرى أن الاغلفة الاخيرة بعيدة كل البعد عن مضمون الأعمال نفسها، وتأتى في ذيل القائمة.

ورغم كل هذا الرفض من البعض والانتقاد الذى وجهت للاغلفة ــ وأنا من هؤلاء ــ  تظل هذه التجربة لها مبرراتها وأسبابها، ولكن كل ما اتمناه، أن يعيد المسئولون النظر فى أغلفة أعمال نجيب محفوظ في الطبعات الجديدة، بشكل يليق مع قيمة محفوظ الأدبية.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة