أكرم القصاص - علا الشافعي

د. داليا مجدى عبد الغني تكتب: كُنْ فَرِّيزًا

الجمعة، 22 يوليو 2022 05:34 م
  د. داليا مجدى عبد الغني تكتب: كُنْ فَرِّيزًا د./ داليا مجدى عبد الغنى
بقلـــم د./ داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الناس نوعان، منهم من يتذكر أنك فعلت من أجله الكثير فيحترمك، ومنهم من يتذكر أنك فعلت من أجله الكثير فيستغل طيبتك.

هذان صنفان من البشر، وللأسف، لا ثالث لهما، فالإنسان الذى يمنح الكثير وبلا حدود، لابد أن يجد مقابلاً لهذا العطاء، وهذا المُقابل عادة لا يخرج عن أمرين، أولهما الشعور بالامتنان والتقدير، والأهم من ذلك الاحترام، بمعنى أنه لا يُفهم سلوكه هذا على أنه ضعف، بل يُترجم على أنه كرم أخلاق، وسُمو، ونُبل، وثانيهما، الاستغلال والاستضعاف، بمعنى أن يراه مثل الفريسة الضعيفة، ويبدأ يتلاعب به بشتى الوسائل والطرق، لأنه يكون فى نظره مُجرد شخص ساذج، ليس لديه قانون يسير عليه، وبالتبعية سهل التحكم فيه، والتلاعب به.

وبالمُناسبة، العطاء لا يتوقف فقط على المادة، ولكنه ينسحب كذلك إلى الأحاسيس والمشاعر، وهى التسامح، والمُؤازرة، والكلمة الطيبة، وللأسف، فالاستغلال أيضًا لا يتوقف على المادة فقط، ولكن هناك استغلال للمشاعر والأحاسيس، بمعنى أن تتلاعب بمشاعر مَنْ يُحبك، وبأعصابه، وتستهين به، وتستخف بعقله، وتنتظر منه أن يتسامح معك فى أى سلوك تأتيه.

ومن هنا، على المُتلقى أن يختار بين أن يستمر فى التعامل مع تلك النوعية من البشر التى لا تقدر سمات الآخرين الطيبة، وبين أن يرفض استهتارهم بأفعاله النبيلة واستغلاله.

وفى الواقع، على كل إنسان أن يرفض أى نوع من أنواع التلاعب به، حتى لو أتى هذا السلوك من أقرب المُقربين منه، وأحب الناس إليه، فمُجرد استهتارهم به، وعدم تقديرهم له كفيل بأن يجعله يزدريهم تمامً، بل ويستبدلهم بمَنْ يُقدرونه، ويضعونه فى الإطار الذى يستحقه، وما أكثر هؤلاء.

والأهم من ذلك، ألا تكره طيبتك، ولا تُبدل سماتك، ولا تندم على حُسن صنيعك، ولكن كُنْ فَرِّيزًا لمعادن البشر ليس إلا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة