عفريت الرياضة.. بهذه الكلمات وصف معلم جول هنري بوانكاريه تلميذيه، الذى أصبح فيما بعد آخر العلماء الشموليين، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ110، حيث رحل عن عالمنا فى 17 يوليو 1912.. فماذا نعرف عنه؟
ما لا يعرفه الكثيرون، أن جول هنري بوانكاريه، الذى ولد في 29 أبريل 1854، تلقى أغلب تعليمه فى المنزل، لأنه أصيب فى طفولته بمرض الدفتريا، فتلقى تعليمه على يده والدته "يوجينيه لانوا"، التى أصبحت بمثابة المعلم والأول له في هذه المرحلة.
في عام 1862 دخل هنري بونكاريه مدرسة نانسي - والتي تسمي الآن ثانوية هنري بونكاريه، كما سميت جامعة نانسي أيضا باسمه تشريفا له - قضي هنري أحد عشر سنة في هذه المدرسة عرف خلالها بكونه أكثر الطلاب تفوقا، الأمر الذى دفع معلمه حينذاك لأنه يصفه بـ"عفريت الرياضة".
هذه المهارة، مكنته فيما بعد لأن يكون له مساهمات أساسية في مجال الرياضيات التطبيقية والرياضيات البحتة والرياضيات الفيزيائية من قبيل ميكانيك الأجرام السماوية وميكانيكا السوائل والبصريات والكهرباء والتلغراف ودراسة الخصائص الشَعرية والديناميكا الحرارية وميكانيكا الكم ونظرية النسبية وعلم الكون الفيزيائي.
ومن هنا سميت رموز بوانكاريه في الرياضيات والفيزياء نسبة إليه، كما يرجع إليه الفضل في صياغة حدسية بوانكاريه والتي تعد من أشهر المسائل الرياضية، والتي برهن عليها جريجوري بيرلمان عام 2003.
ولهذا أصبح جول هنري بوانكاريه أحد أمهر العلماء الفرنسيين في مجال الرياضيات والفيزياء النظرية وفلاسفة العلوم، ووصف بأنه آخر العلماء الشموليين لكونه قادرا على فهم مختلف فروع الرياضيات والمساهمة فيها.