واستهلت الصحيفة تقريرا خاصا على موقعها الإلكتروني، بوصف الأوضاع في الصومال التي تعتبر ضمن الدول الأكثر تضررا، حيث تتكدس مخيمات المصابين بسوء التغذية بالناس، بينما تنتظر العائلات خروج أي من الأطفال المُحتجزين بالداخل لإدخال طفلا أخر في الحال، فيما تعود الأمهات إلى منازلهن خاليات الوفاض من أسواق المواد الغذائية المتضائلة باستمرار، خاصة مع تضاعف أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية خلال الشهور الأخيرة.


ووصفت الصحيفة الأوضاع في الصومال بـ"أنها أسوأ حالة طوارئ في قطاع الأغذية تشهدها الصومال وبعض البلدان الأكثر فقرا في العالم منذ نصف قرن، حيث تفاقمت الآثار الاقتصادية التي كانت موجودة بالفعل بسبب النزاعات طويلة الأمد وظاهرة تغير المناخ، نتيجة الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن حرب روسيا وأوكرانيا وجائحة فيروس كورونا المستجد".


وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن الارتفاع الهائل في أسعار الغذاء والوقود منذ مارس الماضي دفعت 47 مليون شخصا إضافيا إلى انعدام حاد في الغذاء، وأصبح هناك ملايين من الأشخاص غير القادرين على استهلاك السعرات الحرارية الكافية للحفاظ على حياتهم وسبل عيشهم يوميا، وهو ما أدى إلى ارتفاع إجمالي الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى أكثر من 345 مليون شخص حول العالم، ومن ضمنهم نحو 50 مليونا يعيشون على حافة المجاعة.


وذكرت الصحيفة أنه في الصومال وأثيوبيا وجنوب السودان واليمن وأفغانستان، يواجه نحو 900 ألف شخص المجاعة وخطر الموت يوميا، ما يعتبر ارتفاعا بأكثر من 10 مرات عن الإحصائية نفسها لعام 2019، مشيرة إلى تكهنات بأن بتضخم عدد الأشخاص الذين سيفقدوا أرواحهم نتيجة الجوع خلال عامي 2022 و2023 عن أي عام أخر منذ الستينيات عندما توفى ملايين في الصين فيما عُرف حينها بالمجاعة الصينية.


ورغم انخفاض أسعار السوق العالمية لبعض الأغذية خلال الفترة الأخيرة، خاصة الحبوب، إلا أن خبراء سلاسل الإمداد يحذرون من أن صدى هذا الانخفاض لن يصل الدول الفقيرة قبل شهور، ليكون قد فوات الأوان بالنسبة لآلاف العائلات التي تتضور جوعا الآن، كما أنه في الوقت نفسه تستمر أسعار الوقود المرتفعة في زيادة أسعار كل السلع الأخرى من شحن المساعدات الغذائية إلى نقل مياه الشرب بالشاحنات.


وحذرت منظمات إنسانية تعمل في أفريقيا من أن حرب أوكرانيا تستحوذ على الاهتمام والموارد التي من المفترض أن تُوجه إلى أزمات أخرى أكثر أهمية، وذلك مع مواجهتهم ارتفاعا في أسعار السلع التي يحتاجونها لإنقاذ الأرواح.


ولفتت الصحيفة إلى أن تكلفة المواد الغذائية التي يوفرها برنامج الغذاء العالمي لبرامج المساعدة ارتفعت بنسبة 46٪ مقارنة بعام 2019، مدفوعة بالزيادات الحادة في أسعار الزيوت النباتية وبعض أنواع المعجون الغذائي اللازمة لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وهو ما دفع منظمات الإغاثة إلى تخفيض الحصص الغذائية المُخصصة للمحتاجين وكذلك عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدات.


وأشارت الصحيفة إلى أن برنامج الغذاء العالمي قرر الشهر الماضي تخفيض المساعدة الغذائية في إثيوبيا والسودان التي يتم تقديمها لنحو 1.2 مليون لاجئ إلى نصف حصصهم الغذائية اليومية نتيجة فجوة في التمويل تبلغ قيمتها حوالي 529 مليون دولار أمريكي، مضيفة أن تلك التخفيضات في المساعدات أضرت بالعديد من البلدان الفقيرة على رأسهم الصومال، التي تنتج أقل من 10٪ من احتياجاتها الغذائية، بسبب مناخها الجاف والتمرد الذي تقوده جماعة الشباب الإرهابية المرتبطة بالقاعدة.