لم نتصور أن "المودة والرحمة" ستتحول إلى "عذاب وشقاء"، فاطفالنا تموت بسبب رفض آبائهم صرف نفقات العلاج التي تعد ابسط حقوق الطفل على والده.. الكلمات السابقة جاءت على لسان العديد من الزوجات ممن يحاولن الحصول على نفقات علاجية وسداد المصروفات الخاصة بالأطباء والإجراءات الجراحية الطارئة لأولادهن، بعد تخلى الآباء عن مسئوليتهن ورفضهم مد يد المساعدة لهم
وخلال السطور التالية نرصد أبرز شكاوي الزوجات ومطالبهن الخاصة بنفقات العلاج وموقف قانون الأحوال الشخصية منها:_
سيدة: يعنفنى بسبب إزعاج ابنه المريض
"يرفض دفع مصروفاته العلاجية، كنت فى كثير من الأوقات التى يصاب بها بحالة تشبه الصرع أحاول أن أبعده عن والده، بسبب أنه يقوم بتعنيفي عقابا له على إزعاجه، ليصارحنى بعدها أنه لن ينفق على طفل غير طبيعي رغم أنه يمتلك الكثير من الأموال ".. بتلك الكلمات وقفت إحدي الزوجات أمام محكمة الأسرة بالجيزة تطلب إلزام زوجها بدفع مصروفات علاجية قدرت بنحو 62 ألف جنيه لخضوع طفلها لتدخل طبى وجلسات تأهيلية طوال 6 شهور للعلاج بعد ظهور أعراض إصابته بزيادة كهرباء بالمخ، وامتناع زوجها عن أدائها رغم يسر حالته المادية.
زوجة: هدد بالتخلص منى بسبب 800 جنيه مصروفات علاج طفله
إحدي الزوجات وقفت بمحكمة الأسرة بـ أكتوبر، وقالت" إنهال علي ضربا عندما طالبته برد أموال جيراني التي اضطررت لاستدانتها للإنفاق على علاج طفله، وحاول التخلص مني، ورفض تركي أغادر المنزل مع طفلي".
وأضافت الزوجة بدعواها لإلزام زوجها بمصروفات علاج طفلها: "تركت منزل الزوجية وطالبته بالطلاق، فحاول سلبي حضانة طفلى، وبدد منقولاتي ومصوغاتي، وتركني معلقة منذ عامين، لأعيش في جحيم بسبب ملاحقته لى بمقر عملي، وتسببه لى بالفضائح، وسبي وقذفي بأبشع الألفاظ".
سيدة تطالب زوجها بـ240 ألف جنيه مصروفات عملية لابنتها المصابة بحروق
ومن جانبها وقفت إحدي الزوجات، التي عاشت مأساة بسبب إصابة طفلتها بحروق من الدرجة الأولى وفقا لتقارير طبية، لتروي أمام محكمة الأسرة مصر الجديدة، طالبته فيها بسداد مبلغ 240 ألف جنيه بعد خضوع ابنتها لعملية تجميل، أثر إصابتها بحروق، وادعت فيها تخليه عن مسئوليتها بعد زواج دام 20 عاما، وقدمت الزوجة ما يفيد سدادها المبلغ لابنتها -وفقا لفواتير ومستندات- تفيد خضوعها لعملية تجميل فى وجهها وجسدها، بعد إصابتها بحروق خطيرة تركتها تعاني نفسيا وصحيا.
وقالت الزوجة فى دعواها أمام محكمة الأسرة، إن زوجها تخلف عن سداد المصروفات رغم خضوع ابنته للإجراء الطبي بناء على رغبته وتوقيعه بالموافقة، ثم تهربه من أداء التكلفة وتركها مديونة ومهددة بالحبس وعائلتها لسداد تكلفة العملية، وبعض الإجراءات الطبية أخري.
قانون الأحوال الشخصية
قال وليد خلف المحامي المختص بالشأن الأسري، إن الهدف من فرض نفقات مصاريف علاج الزوجة والأولاد على الأب، مساعدتهم على تحمل أعباء المعيشة، وأن النفقات التى نص عليها القانون هى نفقات العلاج للأمراض الطارئة والخطيرة، إذا ثبت إصابة الصغار أو الزوجة" بشرط قيام الزوجية"، يلزم الزوج بسداد كافة المصروفات العلاجية اللازمة.
وتابع فى حديثه لـ"اليوم السابع": من المقرر شرعاً أن مصاريف العلاج لا غنى للصغير وللأقارب المستحقين للنفقة عامه فهى بهذه المثابة تدخل ضمن الحاجات التى هى مناط نفقة الأقارب فتكون إذن من جملة الكفاية وتجب للقريب على قريبة .
وأشار:" مصاريف العلاج تشمل نفقات علاج الأمراض التى تصيب الصغير سواء كانت بدنية أو نفسية أو عقلية، وسواء كان المرض طارئاً أو مزمناً، سواء ما تعلق منها بثمن الأدوية ونفقات العمليات الجراحية والإقامة بالمستشفيات وكشوف الأطباء والفحوص والإشاعات والتحليلات وما شابهها".
وأضاف المختص:" مصاريف علاج الأولاد تدخل فى النفقة الواجبة على الأب الموسر من جميع ما يحتاج إليه الطفل من النفقات وأجرة الطبيب وثمن الدواء و غير ذلك، إذ قد تكون حاجة الإنسان المريض الى أجرة الطبيب وثمن الدواء أشد من حاجته لكثير من الأشياء الأخرى، لذا تعد نفقة العلاج من النفقات الإنسانية".
وأشار المحامي إلى أنه وفقاً للقانون الذى أقر أن إلزام الأب أو الزوج بمصروفات صغاره وزوجته إذا كان ميسور الحال ويستطيع التكفل بنفقاتهم، وفق لمفردات مرتب الزوج وإثبات دخوله، وتستحق كلما قام الصغير أو صاحب اليد عليه بسدادها من ماله الخاص، شرط أن تقدم إيصالات وفواتير كمستندات يثبت إنفاقها، وتكمن شكاوي الزوجات الخاصة بـ" قضايا العلاج" التي تقيمها ألاف الامهات للإنفاق على علاج أطفالهن من امراض مزمنة او عمليه ضرورية من تأخر الحصول عليها، وتحايل الأزواج لعدم السداد، وملاحقتهن بدعاوي حبس لتخلفهن عن سداد الديون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة