سقوط قرطبة.. من هو محمد بن يوسف بن هود الذى تخلى عن المدينة؟

الأربعاء، 29 يونيو 2022 09:00 م
سقوط قرطبة.. من هو محمد بن يوسف بن هود الذى تخلى عن المدينة؟ سقوط قرطبة
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في 29 يونيو من سنة 1236 سقطت مدينة قرطبة وهي حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس، وكبرى قواعدها، في يد فرناندو الثالث ملك مملكة قشتالة، بعد أن تخلى عنها "محمد بن يوسف بن هود" على الرغم من أنه كان في إمكانه نجدتها، فمن هو محمد بن يوسف بن هود؟

هو سليل الأسرة الشهيرة بالأندلس بنو هود، وهم من قبيلة جذام من قحطان، وأسرة هود من السلالات الحاكمة الشهيرة بالأندلس زمن ملوك الطوائف، وكانت تحكم سرقسطة ولاردة والشمال الشرقي من الأندلس المعروف بالثغر الأعلى.

ثار محمد بن بن يوسف هود بالصخيرات، وهي منطقة قريبة من مرسية، عنـد فشـل دولة الموحدين، واختلاف أمراء بلنسية، وذلك عندما مات يوسف المستنصر سلطان الموحدين سنة 620 هـ، وبايع الموحدون بمراكش لعمه عبد الواحد المخلوع بن أمير المؤمنين يوسف.

وثار عبد الله العادل ابن أخيـه المنصـور بمرسية ودخل في طاعة صاحب جيان عبد الله بن أبي حفص وخالفهمـا فـي ذلـك السيـد أبـو زيـد أخوه ابن محمد بن أبي حفص.

وتفاقمت الفتنة واستظهر كل علـى أمـره بالطاغيـة فرناندو الثالث ملك قشتالة ونزلـوا لـه عن كثير من الثغور والحصون.

وقلقت من ذلك ضمائر أهل الأندلس فتصدر محمد بن يوسف بن هـود للثـورة وهـو مـن أحفاد بني هود من ملوك الطوائف وكان يؤمل لها النجاح، حتى حاربة أمراء الموحدون في الأندلس عدة مرات، فخرج إليهم في نفر من الأجناد سنة 625 هـ وجهز إليه والي مرسية السيد أبو العباس بن أبي عمران موسى بن يوسف بن عبد المؤمن جيشا فهزمهم.

وزحف إلى مرسية فدخلها واعتقل السيد أبو العباس وخطب للخليفة المستنصر بالله العباسي صاحب بغداد، وزحـف إليـه أبـو زيـد بـن محمـد بـن أبـي حفـص بـن عبد المؤمن من شاطبة وكـان واليـه بهـا، فهزمه ابن هود ورجع إلى شاطبة واستجاش أبو زيد والي شاطبة بإدريس المأمون الموحدي وهو بإشبيلية فخـرج فـي العساكـر ولقيه ابن هود فانهزم ابن هود وأتبعه المأمون إلى مرسية فحاصره مدة وامتنعت عليه فأقلع عنه ورجع إلى إشبيليه. ثم انتقض على السيد أبي زيد الموحدي ببلنسية زيان بن مدافع بن حجاج بن سعد بن مردنيـش ( وبنو مردنيش من الأسر العريقة بالأندلس ) وخـرج عنـه إلـى أبدة وذلـك سنـة 626 هـ.

وكان بنو مردنيش هؤلاء أهل عصبة وأولي بأس ونفوذ في شرق الأندلس، فتوقع أبو زيد اختلال أمره وبعـث إليـه ولاطفـه فـي الرجـوع فامتنـع فخـرج أبـو زيـد الموحدي مـن بلنسية ولحـق بملك برشلونة ودخـل في دين النصرانية. وبايع أهل شاطبة لابن هود، ثم تابعه أهل جزيرة شقر بتأييد من ولاتها بنو عزيز بن يوسف عم زيان بن مدافع الجذامى.

ثم بايعه أهل جيان وأهل قرطبة ثم تسمى بأمير المسلمين وبايعه أهل إشبيلية عند رحيل السلطان الموحدي إدريس المأمون عنها إلى مراكش وولى عليهم أخاه، ولكن ثار عليه زيان بن مدافع الجذامى وكانت بينهم حروب انهزم فيها زيان سنة 629 هـ .

وحاصره ابن هود ببلنسية ثم أقلع، ثم لقي ابن هود بملك قشتالة فرناندو الثالث ملك قشتالة عند ماردة فانهزم ابن هود والمسلمين ، ثـم استولـى ابـن هـود علـى الجزيرة الخضراء وجبل الفتح فرضتي المجاز على سبتة من يد السيد أبـي عمـران موسـى لمـا انتقـض على أخيه المأمون ونازله بسبتة فبايع هو لابن هود وأمكنه منها، ثم ثار بهـا اليناشتـي، ثـم بويـع للسلطـان محمـد بـن يوسـف بـن نصـر سنـة 629 هـ بأرجونـة ودخلـت قرطبـة فـي طاعتـه ثـم قرمونة، ثـم انتقض أهل إشبيلية وأخرجوا سالم بن هود وبايعـوا لابـن مـروان أحمد بن محمد الباجي وجهز عسكرا للقاء ابن الأحمر فانهزموا وأسر قائده، ثم اتفق الباجـي مـع ابـن الأحمـر علـى قتال ابـن هـود، وتصالـح ابن هـود مع ملك قشتالة على دفع ألـف دينـار فـي كـل يـوم، ثـم أصبحت قرطبـة إلـى ابن هود وزحف لقتال الباجي وابن الأحمر ثم انهزم أمامهم ونزل ابـن الأحمـر جوار إشبيليـة، ثـم غـدر بالباجـي وقتلـه، ثم زحف سالم بن هود والي اشبيلة لمحمد بن هود، ووصل خطـاب الخليفـة المستنصـر العباسـي إلـى محمد بن يوسف بن هـود يوليه بلاد الاندلس سنـة 631 هـ، وجاء وفد الخليفة العباسي بالراية والخلع والعهد ولقبـه المتوكـل. وقـدم عليـه بذلـك فـي غرناطة في يوم مشهود وبايع له ابن الأحمر، وعندما غدر ابن الأحمر بالباجي فر من إشبيلية شعيب بن صمد إلى البلد فاعتصم بها وتسمى المعتصم فحاصـره ابـن هـود وأخذهـا مـن يـده. ثـم خـرج الإفرنج من كل جهة ونازلوا ثغور المسلمين وأحاطوا بهـم وانتهـت مدنهم علـى الثغـور إلـى سبع. ثم حاصر فرناندو الثالث ملك قشتالة مدينة قرطبة وغلب عليها سنة 633 هـ وبايـع أهـل إشبيليـة لعبد الواحد الرشيد مـن بنـي عبـد المؤمـن. ثم زحف ابن الأحمر إلى غرناطة وملكها وبويع للرشيد سنة 637 هـ.

وفاة محمد بن يوسف بن هود

بعد أن ضاقت الأندلس بمحمد بن هود اتجه إلى وزيرة أبو محمد بن عبد الله بن محمـد بن عبد الملك الأموي الرميمي وكان في المرية جنوب الاندلس وكان ابن هود يدعوه ذو الوزارتين وتولى الرميمي المرية فلـم يـزل بهـا حتى قدم عليـه ابن هود سنـة 635 هـ واستقر عنده، ثم هلك بالحمام ودفن بمرسية ويقال أن وزيرة الرميمي قتلـه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة