حازم صلاح الدين

رسالة حسن شحاتة فى ليلة قمة الأهلى والزمالك

الأحد، 19 يونيو 2022 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسن شحاتة، المدير الفنى الأسبق للمنتخب الوطنى، له مكانة لدى جماهير الكرة المصرية والعربية وهى مكانة احتلها بعد رحلة طويلة فى الملاعب منذ أن كان لاعبا في صفوف نادي الزمالك وعماد فريقه الأول ومهندس أدائه وقضائه فترة من أجمل فترات حياته بالكويت حتى وصوله لأعلى مراتب النجومية واعتلائه قمة التدريب وتحقيق العديد من الإنجازات مع الفراعنة.
 
اليوم يحتفل حسن شحاتة الشهير بـ"معلم الكرة المصرية" بعيد ميلاده رقم 73، حيث إنه من مواليد 19 يونيو 1949، بكفر الدوار إحدي مدن محافظة البحيرة، فصعب على من يلتقيه أو يمر به ولو من بعيد أن يتخيل أنه تجاوز السبعين، فروحه تظهر شبابا في منتهى الحيوية والانطلاق، بينما من يرصد مشواره الكروى كلاعب ومدير فنى، بالتأكيد سيتوهم أن هذا الرجل عاش ألف عام.. فهو اسم له رنته العجيبة ومجرد النطق به يسحبنا إلى زمان لم نعشه أنا وأبناء جيلى إلا قليلا.
 
شجاعة "المعلم" حسن شحاتة، وجرأته في رحلته تعود لإصراره الدائم على الحلم ومحاولات تحقيقه تحت وطأة أي ظروف وهكذا منذ أن كان لاعباً فكم من العقبات والمشاكل التي واجهته لكن بمرونته في تمرير الأفكار التي اكتسبها من نجاحه في تمريراته بالكرة وذكائه في صنع الفرص واستغلالها جيداً حتى حصد النجومية لاعباً ومدرباً.
 
"حسن شحاتة يا معلم خللى الشبكة تتكلم" وهو ما منحه لقب "المعلم" الذى صاحبه حتى اليوم.. فهو أحب الكرة فأحبته هى الأخرى وأعطته من الشهرة والمجد ما يحلم به كل شخص، بدأ مشواره مع كرة القدم كأى طفل صغير طامح فى أن يكون اسما ذهبيا يوما ما، حياته مليئة بالصراعات من أجل تحقيق حلمه فطريق الوصول للشهرة غير مكلل بالورود، انتقادات كثيرة لم يسلم منها كانت كفيلة بأن تحبط من عزيمته لكن عشقه للكرة وحب الجماهير له جعله لا يهتم بما يقال ويستمر في تحقيق إنجازاته وطموحاته.
 
بكل تأكيد أن حسن شحاتة هو أيقونة من أيقونات هذا الزمن الحلم، لاعب ومدرب من نوع خاص ونادر الوجود، فكان صاحب تاريخ طويل بصمة مؤثرة مع المنتخب المصري، فقد هجر عالم التدريب منذ فترة، ولكنه لم ينزو فى ركن مظلم يراقب الساحة من بعيد أو يغلبه الحنين إلى الماضى الجميل، بل راح بما عرف عنها من قوة تعترك مع الحياة بصورة أخري، فقد فضل منذ البداية أن يكون معترك وليس متفرج ، فهو صادق مع نفسه، فالصدق هو أقصر الطرق لإحترام الذات، حيث يجعل من يعرفه يزيد من احترامه له والأهم يجعل هو يحترم نفسه أكثر.
 
حسن شحاتة رجل يعشق صناعة التاريخ دون النظر إلى المشككين، ومن هنا عرف المعلم بصدقه وصلابته وتمتعه بالروح الحقيقية للفرسان من نبل وشجاعة واعتزاز بالكرامة، ففى رحلة صعوده الكروى فى الستينيات والسبعينيات ركز اهتمامه على موهبته وعدم الالتفات للشائعات وغيرها من هذا القبيل، حتى بات واحد من أفضل اللاعبين الذين مروا في تاريخ الكرة المصرية.
 
نفس الحال تكرر مع حسن شحاتة عندما سلك مجال التدريب نجح فى فرض اسمه كواحد من أفضل المدربين الذين سطروا بأسمائهم بأحرف من ذهب في نجاحات منتخبنا الوطني قاريا وعالميا، وبطولاته معروفة للجميع وأبرزها ثلاثية أمم أفريقيا الشهيرة 2006 و2008 و2010 مع الجيل الذهبي للفراعنة، وكان ينقصه فقط التأهل إلى كأس العالم، الذي لم يمنحه الحظ والتوفيق والزمن تحقيقه هذا الحلم.
 
عندما تسأل أي مشجع كروي من الزمن الجميل، يعني إيه كورة؟ يرد يعنى إثارة ومتعة ولعبة حلوة.. يعنى انتماء .. يعنى تشجع فريقك اللى بتحبه ع الحلوة والمرة.. يعنى الروح الرياضية اللى كانت في مباريات القمة بين الأهلى والزمالك قديمًا.. يعنى تشوف وتتفرج على أساطير الكرة من ملوك الإبداع مع عالم الساحرة المستديرة مثل حسن شحاتة ومحمود الخطيب ومصطفى رياض وحسن الشاذلي وحسام حسن وطاهر أبوزيد وغيرهم مما قدموا أحلى سيمفونية مع عالم التألق داخل البساط الأخضر فى مصر.
 
عيد ميلاد حسن شحاتة يتصادف اليوم مع قمة جديدة تجمع بين الأهلي والزمالك، ونحن نتمناها أن تتحلى بالروح الرياضية الحلوة مثلما كنا نشاهد في الزمن الجميل، وبمناسبة الحدثين فهناك قصة قديمة شهيرة كان بطلها الخطيب وشحاتة، حيث حرص بيبو على اصطحاب المعلم في إحدى مباريات القمة وصالحه على جماهير المارد الأحمر التي كان تهاجمه بشراسة.
 
كان هذا المشهد خير مثال على أن الأخلاق والصداقة بين اللاعبين بعيداً عن الانتماءات هي أهم عنوان في منافسات الكرة، ويؤكد أن السحر الحقيقى هو مشاهدة مباراة كروية جيدة بين الأهلي والزمالك مثلما كنا نرى قديما، منافسة قوية داخل الملعب فقط يغلفها روح رياضية بين جميع اللاعبين، على أن نبارك للفريق الفائز ونقول: "هرد لك للفريق الخاسر".. ومن هنا :" نتمنى روح المعلم وبيبو الرياضية تكون هي السائدة في مباراة الليلة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة