انطلاقًا من دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، انطلقت فكرة مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسماؤهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى، ولهذا نستعرض يوميًا شخصية من الشخصيات التى لهم شوارع تحمل أسماءهم، حسب ما جاء فى حكاية شارع للتنسيق الحضارى، واليوم نستعرض شخصية عائشة التيمورية، والتى لها له شارع يحمل اسمها بالقاهرة.
عائشة عصمت إسماعيل محمد كاشف تيمور الشهيرة بعائشة التيمورية ولدت فى باب الخلق بالقاهرة عام 1840م، ووالدها من أصل كردى تركى كان موظفًا فى الأرشيف الأوربى لمحمد علي، وكان محبا للعلم والأدب ووضع لأسرته تاريخًا باللغة التركية، كانت عائشة تنوى نقله إلى اللغة العربية، وكان يمتلك مكتبة هامة استفادت منها عائشة فائدة كبيرة، تعلمت عائشة فى المنزل فقرأت القرآن وتعلمت إلى جانبه العربية والتركية والفارسية.
أتقنت النحو والعروض على يد معلمتين من أهل العلم فى ذلك العصر، كتبت العديد من الكتب منها ما هو دواوين شعرية وكتب نثرية وقصص أدبية. نشرت العديد من المقالات فى الآداب والمؤيد وغيرها من صحف زمانها.
كتبت عائشة شعرها العربى بذات الاسم، أما شعرها التركى والفارسى فكتبته باسم "عصمت"، وكتبت النثر باسم "التيمورية" وقد خلى شعرها من الهجاء وكانت تتكلم فى الشعر الدينى بصيغة المذكر، كانت عائشة أول امرأة عربية كتبت قصة كاملة، كما كانت أول من نبغ من المصريات فى الشعر والأدب، كما كتبت الشعر بالعربية والفارسية والتركية، وكتبت أعمالاً نثرية تعد من بشائر الأدب القصصى الحديث.
تعد أعمال عائشة تيمور أولى الكتابات المدونة للمرأة العربية فى العصر الحديث من شعر ونثر، ويمكننا القول أنها فتحت الباب أمام المزيد من النساء للتعبير عن أنفسهن، إذ اعتبرتها مثيرات ممن ألهمتهن المثابرة والهمة.
كانت التيمورية أول مصرية عالجت الموضوعات الاجتماعية واهتمت بنهضة المرأة المصرية وبذلك تكون سبقت قاسم أمين الذى دعى إلى تحرير المرأة المصرية، وكانت تحضر مجالس الأدب، حيث كانت تتهافت على هذه المجالس بدون ارتباك.
كما تعد التيمورية أول امرأة كتبت بالعربية قصة كاملة وهى "نتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال"، وأول امرأة فى مصر تنبغ فى الشعر والأدب فى العصر الحديث، وأول من تمردت على وضع المرأة فتركت أعمالها المنزلية واتجهت إلى الشعر والأدب، وأول من عالجت الموضوعات الاجتماعية ومسألة نهضة المرأة، حيث كتبت فى عام 1892 أسراها النقدية فى عدة مقالات، وكانت من أوائل النسوة اللاتى كن يتهافتن على حضور مجالس العلم والأدب.
لها العديد من المؤلفات، منها: "نتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال" وهى قصة أخلاقية اجتماعية، و"مرآة التأمل فى الأمور" وهى رسالة وجيزة فى 16 صفحة، وحلية الطرز (ديوان شعر باللغة العربية) عام 1884م، "ديوان عصمت" وهو ديوان، ورواية "اللقاء بعد الشتات.
لافتة الشارع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة