يبدو أن العالم يتجه إلى إعادة رسم خريطة العملات القوية بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، إذ تغيرت قواعد اللعبة جزئياً ونجحت روسيا فى تجاوز نقطة العقوبات المفروضة عليها، وتمكن الوربل الروسى من الارتفاع لأعلى مستوى فى 5 سنوات أمام الدولار، الأمر الذى يفرض تساؤلات عن مستقبل الدولار كعملة رئيسية للعالم أجمع.
وخفض بنك روسيا أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالى فى شهر تقريباً، وقال بنك روسيا فى تقرير، إن تكاليف الاقتراض يمكن أن تهبط أكثر، بهدف تهدئة جموح وقلل البنك المركزى الروسى سعر الفائدة الرئيسى من 14% إلى 11% فى اجتماع استثنائي
بعد تسع نقاط مئوية من التيسير منذ أبريل، قالت محافظة البنك المركزى إلفيرا نابيولينا إنها لا تزال ترى مجالاً لمزيد من الخفض لأسعار الفائدة فى الاجتماعات المقبلة مؤكدة أن سعر الصرف ساهم فى تباطؤ التضخم.
وعلى الرغم من العقوبات الشاملة المفروضة على روسيا، أدى ارتفاع الصادرات وضوابط رأس المال إلى استنزاف الطلب على النقد الأجنبى ودفع الروبل للصعود إلى أعلى مستوياته منذ عام 2018 بحسب بلومبج.
أسباب صعود الروبل أمام الدولار
وقالت تاتيانا أورلوفا، كبيرة الاقتصاديين فى الأسواق النامية، فى شركة "Oxford Economics": "إن أسعار السلع الأساسية مرتفعة للغاية حاليا، وعلى الرغم من انخفاض الصادرات الروسية بسبب الحظر والعقوبات، إلا أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية أكبر من تعويض هذا الانخفاض".
وأشارت الخبيرة إلى أن عائدات روسيا من تصدير الطاقة تبلغ نحو 20 مليار دولار شهريا، مشيرة إلى أن العديد من المشترين الأجانب وافقوا على دفع ثمن الغاز والنفط الروسيين بالروبل، مما بالتالى أدى إلى مواصلة ارتفاع سعر العملة الروسية.وأضافت: "تخلق كل هذه العوامل الطلب على الروبل ويرفع سعر هذه العملة الروسية".
فى النصف الأول من الشهر الجارى وصفت وكالة "بلومبرغ" الروبل بأنه الأفضل بين العملات الرئيسية فى العالم من حيث ارتفاع سعره مقابل الدولار.
الدكتور على الأدريسى أستاذ الاقتصاد، يرى أن العالم فى صدمة اقتصادية كبيرة ولا يمكن أن نقرأ مستقبل العملات من خلال الوضع الحالى، والدولار يسيطر على التجارة العالمية منذ سبعينات القرن الماضى لذلك الحديث عن صعود الروبل كعملة عالمية أو دخوله ضمن عملات الملاذ الآمن بجانب الدولار والين والجنيه الإسترلينى واليورو أمر خاطئ فى هذا التوقيت".
وأضاف فى تصريحات خاصة، أن السبب الرئيسى فى الارتفاع الكبير للروبل الروسى أمام الدولار يعود فى المقام الأول لقبول شركات استيراد الطاقة فى أوروبا لدفع مستحقات روسيا بالروبل بدلا من العملات الأخرى، وهذا تسبب فى زيادة الطلب على الروبل وتعزيز قوته أمام الدولار، لكن المستقبل غير واضح المعالم فى ظل استمرار التصعيد العسكرى والاقتصادى.
وتابع، من الواضح أن توازنات القوى تختلف الآن مع الأزمة العالمية الحالية فى توافر الطاقة والغذاء وتعزز الطلب على الملاذات الأمنة، فى حين أن الحكم على وضع العملات فى المستقبل مرتبط بمدى قوة الاقتصادات الكبرى، والحديث عن دخول الروبل كمنافس للخمسة الكبار فى غير محله حاليًا.
ويبلغ سعر صرف الدولار الأمريكى 66,40 روبل، وفق تداولات السوق بنهاية الأسبوع، لتغلق بورصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة