قبر الرمل.. "البوكر" تكتشف الأدب الهندى.. وماذا يعنى خسارة الفائزة بنوبل؟

الجمعة، 27 مايو 2022 11:30 م
قبر الرمل.. "البوكر" تكتشف الأدب الهندى.. وماذا يعنى خسارة الفائزة بنوبل؟ رواية "قبر الرمل"
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت جائزة البوكر الدولية للرواية المترجمة، فوز رواية "قبر الرمل" للكاتبة الهندية جيتنجالي شري، والمترجمة ديزي روكويل، في دورتها لعام 2022، وذهبت الجائزة مناصفة بين الكاتبة والمترجمة، وقدرها 50 ألف جنيه استرلينى، لتصبح بذلك، أول رواية هندية تفوز بهذه الجائزة.
 
لجنة تحكيم الجائزة كشفت أن حيثيات فوز الرواية تمثلت في أنها رواية "مضحكة وممتعة بشكل غير عادى"، فأحداثها تدور في شمال الهند، حول مغامرات امرأة، تبلغ من العمر 80 عاما، وتكتسب بشكل غير متوقع حياة جديدة وغير تقليدية للغاية.
 
قبل إعلان الفائز بالجائزة، كانت الكاتبة البولندية أولجا توكارتشوك المرشحة الأبرز بعدما استطاعت روايتها "كتب يعقوب" أن تصل إلى القائمة القصيرة، وحينها استشعر بعض المهتمين أنها سوف تفوز بالجائزة، لعدة أسباب.
 
أولى هذه الأسباب، هو أن أولجا توكارتشوك حازت جائزة نوبل للآداب عام 2018، وقبل فوزها بهذه الجائزة العالمية التى يطمح ويسعى إليها كافة الأدباء حول العالم، فازت روايتها "الرحلات" بجائزة البوكر الدولية للرواية المترجمة، أما روايتها التى نافست بها فى القائمة القصيرة فى نفس الجائزة هذا العام، فهى رواية "كتب يعقوب" وقد استطاعت هذه الرواية أن تحظى بشهرة عالمية، جعلت البعض يعتقد أنها ستفوز بجائزة البوكر 2022. 
 
وقبل أن تحصل أولجا على جائزة نوبل للآداب، أو جائزة البوكر الدولية عام 2018، كانت أسواق النشر تتعامل معها بعين أخرى، فهى المعروفة بغزارة إنتاجها الروائى، وبتصدر روايتها لمنصات الأكثر مبيعا فى بلدها، ناهيك عن أنها نالت العديد من الجوائز عن أعمالها.
 
وحتى حينما صدرت ترجمة رواية "كتب يعقوب" من اللغة البولندية إلى الفرنسية، فازت النسخة المترجمة بجائزة أفضل رواية أوروبية، والتى تمنحها Transfuge Magazine فى فرنسا.
 
ولم تدخل أولجا توكارتشوك الساحة الأدبية فى بداية مسيرتها عبر بوابة الرواية، بل عبر الشعر، ففى عام 1989، نشرت أول مجموعة شعرية لها، وبعد دخلت من أبواب الأدب، لتترك بصمتها، ففى القصة القصيرة، وخلفت ورائها مجموعتين، وفى الرواية فلا تزال عام بعد الآخر، تطرح رواية جديدة، تفرض نفسها على الساحة الأدبية العالمية، تدفع أشهر المترجمين إلى نيل حقوقها ترجمتها.
 
من أشهر هذه الروايات، روايتها المثيرة للجدل وعنوانها "سر بمحراثك فوق عظام القتلى" فحينما صدرت تعرضت "أولجا" إلى حملة نقد شديدة.
 
الملاحظ دائما هو أن أولجا توكارتشوك لا تتوقف أيضا عند كونها كاتبة نسوية، تدافع عن قضايا المرأة، لكنها أيضا تهتم فى أعمالها بالقصص التى تنتقد الطائفية، ففى رواية "كتاب يعقوب" التى توصف بأنها رواية تاريخية، تدور أحداثها على الحدود بين أوكرانيا وبولندا فى العصر الحديث، وتحكى قصة يعقوب فرانك، الزعيم الدينى اليهودى، الذى قاد عملية تحول اليهود إلى الكاثوليكية فى القرن الثامن عشر، ومن ثم اعتنق الإسلام.
 
بالعودة إلى السؤال الذى يفرض نفسه الآن، ما الذى يعنيه خسارة صاحبة نوبل للآداب لجائزة البوكر الدولية هذا العام؟، الإجابة على هذا السؤال، ربما نحصل عليها بشكل رسمى من أحد أعضاء الجائزة خلال الأيام المقبلة، لكن المتخصص فى متابعة مثل هذه الجوائز، يدرك جيدا أنها دائما ما تسعى لاكتشاف أصوات جديدة، حتى ولو كررت اعترافها بصوت أدبى سبق وأن اعترفت به ومنحته تقديره العالمى، فإذا كانت أولجا توكارتشوك قد فازت بالبوكر الدولية عام 2018، وبنوبل للآداب فى نفس العام، فقد كان بإمكان الجائزة أن تنحى اسمها من القائمة الطويلة، أو تكتفى بوصولها إليها، بدلا من وصولها إلى القائمة القصيرة أيضا، لكنها اعترفت بأحقية الرواية، وفى الوقت نفسه اكتشفت صوتا جديدا يتم الاعتراف به لأول مرة، وهو صوت جيتنجالى شرى ممثلة الأدب الهندى. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة