عادت ممارسة البشعة لتثير الجدل مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، لتخرج دار الإفتاء المصرية لتؤكد مجددًا إن تلك العادة لا أصل لها فى الشريعة الإسلامية بحالٍ من الأحوال، وأن التعامل بها محرَّم شرعًا؛ لما تنطوى عليه من إيذاء وتعذيب وإضرار بالإنسان، ولما تشتمل عليه من تخمينات باطلة لا تقوم على أى طريق معتبر لإثبات الحقوق أو نفى التهم، موضحة أن الشريعة الإسلامية رسمت طرقًا واضحة وعادلة لإثبات الحقوق ودفع التُّهَم، تقوم على البَيِّنات الشرعية المعتبرة.
جهاز كشف الكذب في التراث
واستُخدمت البشعة كوسيلة تقليدية للتحقق من صدق المتهم عن طريق تعريض لسانه لقطعة حديد ساخنة؛ فإذا تألم يُعتبر مذنبًا، وإذا لم يتألم يُعتبر بريئًا.
البشعة هي طريقة تقليدية كانت تُستخدم لاختبار صدق المتهمين في القضايا التي يصعب إثباتها بالأدلة العادية، من خلال قيام أحد الأشخاص والذى يطلق عليه اسم "المبشع"، بتسخين (الميسم) وهو يد محماس القهوة العربية حتى تصبح حمراء من شدة النار ثم يخرجها ويقلبها، ويرجعها إلى النار مرة أخرى، أمام مجموعة من الحضور، وخلال هذه الفترة يقوم المُبشع بدور المحقق، كما ينبه المتهم بضرورة قول الحقيقة وإلا حرق لسانه.
برزت البشعة، كطريقة استخدمتها بعض القبائل العربية، خاصة في سيناء والصعيد ومناطق من الشام، للحكم على صدق الأفراد من خلال اختبار النار.
ومع تطور الزمن واكتشاف أساليب أكثر دقة للتحقيق في الجرائم، تراجعت ممارسة البشعة وأصبحت جزءًا من التاريخ والعادات القديمة، ومع ذلك، لا تزال تُذكر في بعض الروايات الشعبية والقصص الدرامية، ما يعكس تأثيرها العميق في الثقافة العربية التقليدية، لتعود "البشعة"، إلى الواجهة بعد استخدامها في مسلسل "ظلم المصطبة".