تزداد الدولة المصرية يومًا بعد يوم نضجًا وثباتا وقوة، تصبح أوراقها أكثر تنظيمًا، تزداد رؤيتها ثراءً وتزداد مثابرة وكأن التحديات العالمية والإقليمية لا تفعل شيئا سوى أن تُثرى جُعبة الدولة المصرية بأدوات خاصة جدًا وآليات مميزة تستطيع من خلالها صناعة الانتصار من رحم التحديات وكأن التحديات هي واحدة من مقدرات دولة الثلاثين من يونيو وكأن الانتصار هو الخيار الوحيد أمامها.
وكلما زادت الدولة المصرية نضجًا وكفاءة زاد حقد أهل الشر، ولكن ماذا يفعل الفعل الخسيس أمام الاعمار الكبير ؟ فمصر تشهد موجة كبيرة من الاعمار ليس على صعيد واحد بل على كافة الأصعدة.
فرؤية الدولة المصرية لا تقتصر فقط على اعمار الأراضي المصرية ولكنها تشمل الاعمار المؤسسي والإصلاح السياسي والإداري.
ومع بداية دعوات الرئيس لحوار وطني وشمول فئات أكبر من المجتمع في الحوار ومع دراما رمضان الهادفة التي استهدفت فضح مؤامرات أهل الشر بكل مهنية، بدأ الإرهاب الأسود يكشر عن أنيابه مرة أخرى ليستهدف أحد مناطق مصر الحيوية شرق القناة وهى محطة رفع المياه، ردًا على القوة الناعمة التي فضحت مؤامراتهم وردًا على الهدف الذي أحرزته مصر في مرمى الحريات وحقوق الإنسان.
وهو التطور الطبيعي لدولة تسير على الطريق الصحيح وتنمو وتتقدم يومًا بعد يوم في إقليم ملتهب ولا يهدأ وكأنها الثمرة الصالحة الوحيدة في غابة من النيران، تلك الطفرة التنموية التي تشهدها مصر و ذلك النضوج السياسي يجعل من الإرهاب الأسود يغير طريقته، فالإرهاب في مصر مر بمراحل كثيرة، كانت أولها الفوضى الخلاقة، وهي إثارة الفوضى والقلائل من أجل هدم المؤسسات فلا تقوم الدولة، ولكن لم تعد تلك الطريقة مجدية، فالمؤسسات وأركان الدولة أصبحت أقوى ما يمكن، ثم أصبح يستهدف المؤسسات الأمنية كي يتسبب في أم ثكلى وزوجة مكلومة، ويصبح لدينا رصيد من أبناء الجيش والشرطة شهداء أحياء، وهو الثمن أمام موجة التطهير التي قامت بها الدولة .
ثم جاءت المرحلة الأخيرة للإرهاب في مصر حيث أصابت الدولة المصرية تلك التنظيمات بالشلل وقطعت عنهم مصادر التمويل فأصيبت الشرايين المغذية لهم بجلطة وجففت منابعهم وتقطعت أوصالهم ولم يعد لديهم سوى أفعال منفردة خسيسة تستهدف بشكل عشوائي بعض من المشروعات القومية أو المناطق الحيوية في مصر .
إن مصر تحارب الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم أجمع منذ عقد ماضٍ، فلقد أصبح لديها سياسة قابلة للتصدير وللتطبيق للعالم وللإقليم كله، بل لديها رؤية تجاه العناصر العائدة من تلك التنظيمات والتي تشكل خطرًا على آسيا وأوروبا، لأن الدولة المصرية لديها رؤية وآلية وتستطيع التمييز بين حرية الرأي وبين الفعل الإرهابي الخسيس، فشتان بين الاثنين.
رحم الله شهداء الوطن .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة