تزخر مصر من شمالها إلى جنوبها بأماكن لها قدسية وروحانية يعترف بها المصريون مسيحيون ومسلمون على حد سواء؛ حيث كانت مصر ملاذ السيد المسيح والسيدة مريم العذراء وسببًا فى خلاصهما من بطش "هيرودوس" فى بيت لحم.
ويقع ديرالسيدة العذراء مريم والقديس ماريوحنا الحبيب بمنطقة رهبنة الفرما أو برية الفرما، حيث روى عن هذه المنطقة قبل حفر قناة السويس، وكانت كلها برية واحدة تمتد من حدود الدير وحتى مدينة بورسعيد ويؤكد ذلك مسار رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر فيشير للفرما على أنها منطقة كبيرة.
وعاش فى الفارما القديس إيسيذورس الفرمى والقديس تادرس الفرمى وهم من اشهر قديسى هذه المنطقة ولهم اثار فى منطقة قرب بور سعيد ، وايضا منطقة سرابيوم والتى تبعد عن الدير بستة كيلومترات فقط حيث تسجل العديد من المخطوطات انه فى منطقة سرابيوم كانت هناك رهبنة قائمة فى القرن السابع والثامن والعاشر.
وكانت هناك رغبة لـ مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ان يعيد لهذه المنطقة مجدها القديم والحياة الرهبانية من جديد بتأسيس أول دير رهبانى بالمنطقة وعندما عرض الفكرة رحب بها نيافة الانبا بطرس الاسقف العام وسكرتير قداسة البابا انذاك حيث عرض على قداسة البابا شنودة قطعة ارض عبارة عن مزرعة بالكيلو 90 طريق مصر الاسماعلية الصحراوي حازت على اعجاب ومباركة قداسته وكلف نيافة الانبا بطرس بالعمل على تأسيس الدير فى هذه المزرعة كأول دير للرهبان في منطقه القناه في عصرنا الحديث( قديما الفرما ) والتى كانت عامره بالاديره.
ويمتاز هذا الدير عن باقى الأديرة القبطية والتى تسكن عمق الصحراء بأنه على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي مباشرة فيمكن للزائر أو عابر الطريق أن يراه من مسافة بعيدة تقدر بنحو 5 كيلو متر ويمكن الوصول إليه بسهولة ووقت قليل فيستغرق الوصول اليه أقل من ساعة من القاهرة وله منارتان على الطريق تحمل بينهما صورة كبيرة للقديس ماريوحنا الحبيب كما ان بداخل الدير ايضا منارتان كبيرتان لاحدى كنائسه يمكن مشاهدتهما ايضا من مسافة بعيدة.
ويخضع الدير مباشرة لرئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى واشراف نيافة الأنبا مقار اسقف الشرقية والعاشر من رمضان ويساعده القمص أبوللو الأنطونى امين الدير ويوجد حاليا بالدير 14 راهبا و5 أخوة بالزي الابيض و6 اخوة بالزي الرمادي
بداية نشأة الدير
وعن نشأة الدير يقول الراهب يوحنا الحبيب
فى 2010 بدأ نيافة الانبا بطرس بقبول اخوة جدد للرهبنة كاول دفعة رسمية تدخل الدير لتأسيس حياة رهبانية وكانوا يسكنون الدير بالزى العلماني.
وفى يوم الثلاثاء 15-11-2011 وهو اليوم التالي لعيد تجليس قداسة البابا شنودة الثالث قام قداسة البابا شنودة بمباركة هذه الدفعة بان ارسل نيافة الانبا بطرس ومعه اربعة من الاباء الاساقفة الاحبار الاجلاءنيافة الانبا اغابيوس اسقف دير مواس ونيافة الانبا ابوللو اسقف جنوب سيناء ورئيس دير موسى النبى بسيناء ونيافة الانبا اثناسيوس اسقف بنى مزار ونيافة الانبا دانيال رئيس دير الانبا بولا بالبحر الاحمر وذلك لتأسيس اول نواة بالدير باختيار خمسة اخوة من طالبى الرهبنة لتكون أول دفعة بالدير وقد تبارك الاخوة بأخذ اسماء الاباء الاساقفة الحاضرون.
وتمت فيما بعد سيامة 3 منهم رهبان علي اسم دير الانبا بولا وذلك لانه لم يكن قد اعترف بالدير حتي وقتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة