أورد كتاب التذكرة الحمدونية لبهاء الدين محمد بن الحسن بن على بن حمدون البغدادى، والمعرف باسم ابن حمدون الكاتب طرائف العرب حيث ذكر في الفصل الثانى من الباب الخامس أخبارا فى السياسة والآداب، كما كتب الباب الخامس فيما ورد عن العرب فى أحوال السخاء والجود والبخل واللوم.
ومن أخبار ابن حمدون الذى ولد فى القرن الخامس الهجرى عن مواقف العرب فى شهر رمضان: "أتى رجل أبا حنيفة بالمدينة، فقال له: قد وصفوك لي، وأريدك أن تخلصني من يمين عجلت فيها، وقد استفتيت ابن شبرمة، وابن أبى ليلى، وعطاء، وغيرهم، فلم يخرجونى من مسألتى بحال، قال: وما هى؟ قال له: إنى حلفت أن أطأ امرأتى فى شهر رمضان بالنهار، فقال له أبو حنيفة: فإذا أخرجتك عن يمينك تعاود؟ قال: لا. قال: اذهب، فاعمل على أن تسافر بامرأتك ثلاثة أيام. فإذا جاوزت أبيات المدينة، فافطر، وتفطر زوجتك، وطأ، ولا تعاود ما كان منك، واقض أيام فطرك بعد انقضاء سفرك. قال: فقبل رأسه، ودعا له، وانصرف.
وفى حكاية أخرى عن شهر رمضان أن أبا العيناء قال: كان بالري مجوسي موسر فأسلم، وحضر شهر رمضان، فلم يطق الصوم، فنزل إلى سرداب له وقعد يأكل. فسمع ابنه حسًا من السرداب، فطلع فيه، وقال: من هذا؟ فقال الشيخ: أبوك الشقي، يأكل خبز نفسه، ويفزع من الناس.
وفى طرفة أخرى قيل لمزبد: صوم يوم عرفة يعادل صوم سنة فصام إلى الظهر ثم أفطر، وقال: يكفيني صوم نصف سنة، فيه شهر رمضان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة