تعتبر مدينة حلوان واحدة من أقدم مدن مصر وكانت في الأصل مدينة فرعونية وفيها يوجد أول سد مائي في التاريخ بمنطقة وادي حوف ولكنها اندثرت عبر العصور إلى أن أحياها عبد العزيز بن مروان والد خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز والي مصر من قبل الأمويين وكان قد خرج من الفسطاط العاصمة آنذاك متجهاً إلى الجنوب بعد أن دب الوباء في الفسطاط فأعجبته حلوان فاتخذها عاصمة مؤقتة لولاية مصر وأنشأ الدور والقصور وغرس فيها البساتين إلى أن توفي فيها فنُقل منها إلى الفسطاط عن طريق النيل.
وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان فقال إنها قرية نزهة، وفي خطط المقريزي، نسبها إلى حلوان بن عمرو بن امرؤ القيس، ملك مصر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
في العصر القبطي سكن مدينة حلوان المسيحيون، وحافظوا على تراثها وآثارها، وشيدوا الأديرة والكنائس، كما سكنها الأجانب خاصة اليونانيين والإيطاليين لذلك انتشرت كنائس الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والإنجليين هناك، كما سكنها اليهود، وبنوا فيها معبدا صغيرا.
في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وبعد تولي عباس باشا حكم مصر، شهدت مدينة حلوان أول محاولة للتوسع العمراني، بعد اكتشاف عين حلوان، للمياه الكبريتية، التي تساعد على الاستشفاء، فتدفق الأوروبيون على المدينة، إلا أن بعدها عن القاهرة وصعوبة وسائل المواصلات إليها حال دون استثمارها، وفي عهد سعيد في الفترة بين 1854 و1863، تم إقامة مجموعة من الاستراحات الخشبية حول العيون الكبريتية، وأُنشأت إدارة للإشراف عليها لتنظيم حركة الزيارات إليها وتطهيرها للمحافظة على استمرارها وفقا لما جاء فى كتاب ماجد عزت "حلوان عبر التاريخ".
ودخلت مدينة حلوان دائرة الضوء بعد ثورة يوليو حيث شيدت بها المصانع الحربية، ومصانع الطائرات، ومصنع الحديد والصلب، كما شيد بها مصانع إنتاج الأسمنت، ومواد البناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة