مغامرات فلة وريحان.. الحلقة الخامسة عشرة: ثروة ملك

السبت، 16 أبريل 2022 05:00 م
مغامرات فلة وريحان.. الحلقة الخامسة عشرة: ثروة ملك فلة وريحان
تكتبها: سارة درويش ـ رسوم: أحمد خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقدمة
 
 
قبل أن تنام، تفقدت ملك حصالة نقودها، أصبحت ممتلئة تمامًا لدرجة أنها بالكاد استوعبت الجنيهات الخمس التي وضعتها فيها اليوم. ابتسم والدها وقال لها "حسنًا يا ملك يبدو أنه حان وقت كسر الحصالة وشراء شيء بالأموال التي ادخرتيها.. مارأيك أن نشتري لكِ اللعبة التي أعجبتك الأسبوع الماضي بالمتجر؟ أظن أن مدخراتك ستغطي ثمنها وربما تكفي لشراء هدية لصديقتك مريم أيضًا" انعقد حاجبا ملك وقالت بانفعال لوالدها "لا.. لن أكسر الحصالة ولن أخرج الأموال.. أنا أريدها ممتلئة هكذا" اندهش والدها وقال "لكن يا ملك ماذا ستفعلين بكل هذه المدخرات؟ هل تخططين لشراء شيء أكبر" هزت ملك رأسها نافية "لا.. لن أشتري شيئًا أنا أريد أن ادخر المزيد من المال" "لماذا يا صغيرتي؟" سألها والدها بدهشة فردت بحسم "لأنني أحب الادخار ألم تقل لي إن الادخار فكرة جيدة؟ أنا أحبها" ابتسم والدها وقال "نعم يا حبيبتي لكن الادخار يجب أن يكون لهدف.. لا أن يكون هدفك هو الادخار فقط من أجل كنز الأموال وإلا ما هي قيمة المال؟" بعناد ردت ملك "هدفي أن يكون معي الكثير من المال" سألها الأب "لماذا؟ ما هو الهدف من المال؟" ردت ببساطة "سأكون ثرية" ابتسم والدها وقال سنناقش هذا غدًا يا ملك، حان وقت النوم". 
 
راقب ريحان وفلة الحوار بين ملك ووالدها، تنهد ريحان وقال "ألا تذكرك ملك بصديق قديم؟" ابتسمت فلة وقالت "بالطبع بالطبع.. وكانت فكرة أمه عبقرية لحل هذه المشكلة.. ما رأيك أن نجرب نفس الحيلة مع ملك؟" ابتسم ريحان وقال "هيا بنا.. ابدأي العمل لقد نامت". 
 
في الحلم، كان لدى ملك نحو 10 حصالات ثقيلة متخمة بالنقود، كلما امتلأت واحدة تضعها على الرف وتبدأ الادخار في واحدة جديدة، وبينما كانت تضع حصالة ممتلئة جديدة على الرف دفعت دون قصد حصالة من القديمة فوقعت من على الرف وانكسرت. نزلت ملك بسرعة لتتفقد الحصالة المكسورة فصدمت حين وجدت أنها كانت ممتلئة بالتراب لا بالمال. بكت ملك وذهبت لتفقد حصالة أخرى وكسرتها فوجدت أن داخلها تراب أيضًا. كسرت جميع الحصالات وهي تبكي وصدمت أن بها تراب لا نقود. دخل والدها وقبل أن يسأل عن سبب البكاء رأى المشهد وفهم. 
 
اقترب منها وقالت "ممم ربما لم تخسري الكثير يا ملك" اندهشت ملك وسألته "كيف؟ كل مدخراتي فقدت! أين ذهبت" رد والدها ببساطة "هل شعرتِ بأي فرق يا ملك؟ لقد فقد المال قيمته بالفعل منذ وضعتيه في هذه الحصالات.. إذا كنتِ تريدين أن تدخريه فقط من أجل الادخار والفرحة بمشاهدة الحصالات أمامك.. لقد كانت أمامك وكنتي تشعرين بالسعادة طيلة هذا الوقت وأنتِ لا تعرفين أن ما بداخلها تراب وليس مال.."ثم سألها والدها "لو أن هذه المدخرات لم تضيع كيف كنتِ ستنفقينها؟".
 
أطرقت ملك وهي تفكر ثم قالت "لن أنفقها.. سأحتفظ بها" فتابع والدها "إذن ما الفارق بينها وبين التراب؟كلاهما يمكن أن يملأ الحصالة بلا أي فائدة ولا استخدام"، ردت ملك باحتجاج "ولكن الادخار مفيد!"  رد والدها "مفيد حين نستثمر هذه الأموال في شيء مفيد" سألته "مثل ماذا؟" قال بعد تفكير قصير "كل هذه المدخرات كان يمكن أن تترجم إلى سعادة حقيقية.. تشترين بها ألعابًا أو هدايا لأصدقائك أو تتبرعين بها لإسعاد أطفال آخرين أو إنقاذ مريض أو إطعام فقير.." هزت ملك رأسها ببطء وبدا عليها الاقتناع ثم قالت "حسنًا على الأقل لا يزال لدي حصالة جديدة.. سأشتري هدية لعيد ميلاد أمي".
 
ابتسم الأب "رائع.. وماذا لو عادت لكِ مدخراتك ماذا كنتِ ستفعلين بها؟" ردت مريم "لا أعرف فعلاً" قال الأب "ما رأيك ان تفكري؟ ضعي قائمة بما يمكن أن تفعليه بهذه المدخرات المفقودة وضعيها تحت وسادتك ربما تزول اللعنة عن الحصالات وتجدي أموالك من جديد؟" في المساء جلست ملك على مكتبها وانهمكت طويلاً في الكتابة، وبعد ساعة تنهدت وهي تضع القلم جانبًا "لقد انتهيت آخيرًا.. لقد كتبت قائمة بكل الأشياء التي كان يمكن أن أفعلها بأموالي المفقودة.. كلها أشياء رائعة يالتني فعلتها قبل أن أفقدها.. عموما سأجرب حيلة والدي وأضع القائمة تحت الوسادة.. من يدري قد تحدث المعجزة". 
 
في الصباح استيقظت ملك ووجدت على المكتب أمام سريرها أموالها مقسمة في برطمانات صغيرة يحمل كل منها اسمًا مختلفًا (هدية ماما ـ هدية سلمى ـ تبرع لمستشفى السرطان ـ تبرع لإنقاذ الحيوانات ). قفزت من سريرها بسعادة وهي تحتضن البرطمانات، وقررت أنه من الآن وصاعدًا ستحمل كل حصالة لها اسمًا مختلفًا وهدفًا مختلفًا تدخر لأجله.
 
 
ثروة ملك
ثروة ملك

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة