نلقى الضوء على كتاب "تفاعلات صراعية: استراتيجيات إدارة التهديدات فى ظل تحولات بيئة الأمن الدولى"، وهو يلقى الضوء على تعريف الحروب والتصعيد والسياسات الإكراهية، ثم يقدم بعد ذلك عدداً من الاستراتيجيات التى تتبعها الدول فى سياساتها الخارجية للتعامل مع الخصوم والدول المناوئة لها.
وتضمن الكتاب مجموعة من المفاهيم أعدها خبراء وباحثون نُشر معظمها فى إطار نشاطات وإصدارات مركز المستقبل، حيث تم تقسيمها إلى 14 فصلاً. وقام بتحريرها الدكتور شادى عبد الوهاب، رئيس وحدة الدراسات الأمنية ورئيس تحرير دورية "اتجاهات الأحداث" و"تقديرات المستقبل" بالمركز.
ويستعرض الكتاب التطور الذى شهدته الصراعات فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث لم تعد هذه الصراعات تقتصر على الحروب النظامية التى تُدار بين دولتين، بل أصبح واضحاً اتجاه الدول المختلفة، بما فى ذلك القوى الكبرى على غرار الولايات المتحدة وروسيا، إلى توظيف "الحروب بالوكالة . وبات من الشائع توظيف الفواعل المسلحة من دون الدول فى مثل هذه الصراعات، والتى هيمنت بشكل أساسى خلال العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين.
وخلص الكتاب إلى أنه بنهاية العقد الثانى من القرن الحالي، عادت الولايات المتحدة لتعيد ترتيب أولوياتها الأمنية، فبدأت تنسحب من الصراعات التى ترى أنه لا طائل من الاستمرار فيها، مثل أفغانستان، وبدأت ترى أن الصعود الصيني، والتوسع الروسي، يؤشران على تصاعد صراع القوى الكبرى. ورافق كل هذه التطورات ظهور استراتيجيات جديدة تقدم توصيات لكيفية إدارة الدول، خاصة الدول الكبرى والرئيسية فى أقاليم العالم المختلفة، لتفاعلاتها الصراعية.
