أكرم القصاص - علا الشافعي

الوفد يحتفل غدا بذكرى ثورة 1919.. و"أبو شقة": نفى أقطاب الوفد فجر ثورة المصريين

الثلاثاء، 08 مارس 2022 06:04 م
الوفد يحتفل غدا بذكرى ثورة 1919.. و"أبو شقة": نفى أقطاب الوفد فجر ثورة المصريين المستشار بهاء أبو شقة رئيس حزب الوفد
كتب أمين صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، بياناً بمناسبة الذكرى الثالثة بعد المائة لثورة 1919 مؤكدا أن غدًا ذكرى ثورة 1919 وتأسيس حزب الوفد الذى اقترن بهذه الثورة التى تعد أعظم الثورات فى تاريخ البشرية، فقد بدأت إرهاصات هذه الثورة متمثلة فى تأسيس الوفد المصرى الذى خاض أول احتكاك مباشر مع المستعمر البريطانى خلال المطالبة باستقلال مصر، وكان يوم 13 نوفمبر عام 1918 الإرهاص الأول لثورة 1919، ولذلك تم اتخاذه عيداً وطنياً مصرياً يحتفل به الوفديون (عيد الجهاد) الذى ظل الاحتفال به حتى عام 1952.
 
وأوضح أن ثورة 19 تعد صفحة وطنية مضيئة فى تاريخ الحرية وكرامة وشرف المواطن المصرى، والبداية كانت خلال الفترة التى أعقبت الحرب العالمية الأولى «1914– 1918» وخلال هذه الحرب عانى المصريون كثيراً من الاحتلال ومن الضيق السياسى والاقتصادى الذى حرمهم من الاستفادة من مواردهم الاقتصادية وممارسة حقوقهم وحرياتهم العامة، ووقف النشاط السياسى، وشل حركة الهيئات النيابية والحزبية، ووقعت أضرار بالغة بحرية الصحافة وحرية الاجتماعات، وتم إعلان الأحكام العرفية وفرض الرقابة العسكرية البريطانية، وإعلان بريطانيا حمايتها على مصر. وشددت سلطات الاحتلال قبضتها على الشئون المصرية.. ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 وشيوع أنباء انتصار بريطانيا، بدأت الصحف تكتب عن مبادئ الرئيس الأمريكى «ويلسون» فى إقرار حقوق الحرية والاستقلال وتقرير المصير لكل الدول والشعوب، وهنا بدأ تأليف الوفد المصرى.
 
‎وتابع :تمثلت زعامة الحركة الوطنية بمصر فى سعد زغلول، وكيل الجمعية التشريعية المنتخب، وزعيم المعارضة بها، ومعه زملاؤه الأعضاء البارزون فيها، وأخذ «سعد» يعمل لتأليف جماعة أو هيئة للمطالبة بحقوق مصر فى الحرية والاستقلال والحكم النيابى.
 
واستطرد: وتفاقمت الأحداث بين إصرار المصريين على الحصول على الحقوق المشروعة وإصرار المحتل على إنكار هذه هذه الحقوق، وقد تجلى ذلك فى اللقاء الذى جمع بين السير ونجت وكل من سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى، وكان اللقاء يتسم بالتعالى، وأنهم بأى صفة يتحدوثون باسم الشعب، وكان رد المصريين بالتوكيلات التى تجاوزت ثلاثة ملايين توكيل فى وقت كان عدد سكان مصر فى ذلك الوقت 11,5 مليون، مفوضين سعد زغلول زعيماً ومتحدثاً ومعبراً عن مطالب المصريين، وتبلور حديث المقابلة فى أن طلب سعد زغلول وزميلاه من السير ونجت إلغاء الأحكام العرفية والرقابة المفروضة على الصحف وسائر المطبوعات، وتحقيق الاستقلال لمصر.
 
‎واجتمع ممثلو الشعب المصرى الثلاثة بحسين رشدى، رئيس الوزراء ووزير الداخلية، الذى أيد مسعاهم، وبدأ إجراءات تنفيذ ما سبق اتفاقهم عليه، وهو سفر وفدين أحدهما رسمى يترأسه حسين رشدى، والآخر شعبى برئاسة سعد زغلول، على أن يساند كل منهما سعى الآخر، ووافق السلطان أحمد فؤاد على سفر رئيس الوزراء، وعدلى يكن، وزير المعارف العمومية، إلى لندن لبحث مستقبل مصر السياسى مع الحكومة البريطانية.
 
‎وفى يوم 13 نوفمبر 1918، قابل سعد زغلول ومعه عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى زميلاه فى الجمعية التشريعية، السير ريجنلد ونجت، المندوب السامى البريطانى لدى مصر، فبدأت المواجهة المباشرة بين ممثلى الشعب المصرى وممثل دولة الاحتلال.
 
‎وفى اليوم ذاته، أبدى المندوب السامى البريطانى لرئيس الوزراء المصرى دهشته من أن سعد زغلول وزميليه يتحدثان عن أمر أمة بأسرها دون أن تكون لهم صفة التحدث باسمها، فأوضح رئيس الوزراء تمتعهم بهذه الصفة، بعضويتهم فى الجمعية التشريعية، الهيئة التى تمثل الأمة المصرية من الناحية النظامية.
 
‎فأسرع سعد زغلول إلى تنفيذ ما سبق اتجاه الفكر إليه، بالاتفاق مع زملائه على تأليف هيئة تسمى الوفد المصرى، مهمتها المطالبة باستقلال مصر، على أن تحصل على توكيلات من أفراد الأمة تخولها صفة التحدث باسمها لدحض الزعم البريطانى بافتقارهم إلى هذه الصفة.
 
‎وتألف الوفد المصرى فعلاً فى يوم 13 نوفمبر 1918، برئاسة سعد زغلول، وعضوية على شعراوى، وعبدالعزيز فهمى، وعبداللطيف المكباتى، ‎ومحمد على علوبة، من أعضاء الجمعية التشريعية، ومحمد محمود، وأحمد لطفى السيد، الذى يمثل رجال الفكر والصحافة بين رجال السياسة والقانون والإدارة، وكانوا يعتنقون المبدأ «الليبرالى»، ويمثل أكثرهم طبقة كبار الملاك.
 
‎واشتدت الأزمة السياسية فى مصر بقبول السلطان أحمد فؤاد استقالة وزارة رشدى فى أول مارس 1919، فقد وافقت الحكومة البريطانية على سفر رئيس الوزراء ووزير المعارف العمومية إلى ‎لندن فى فبراير أو مارس 1919، ولكنهما اشترطا لسحب استقالتيهما وسفرهما، السماح بالسفر لكل المصريين، ولكن الحكومة البريطانية رفضت وقبل السلطان استقالة الوزارة، فاستاء الرأى العام المصرى من تحول موقف السلطان من مساندة الحركة الوطنية إلى الخضوع للسياسة البريطانية.
 
‎رأى المسئولون البريطانيون فى كفاح الوفد تحدياً لهم، وتشهيراً بتصرفاتهم، وتحريضاً للشعب على مقاومة السلطات، وعرقلة تأليف وزارة تساير السياسة البريطانية، وظنوا أن سياسة التهديد والعنف كفيلة بالقضاء على هذه الحركة فى مهدها فاستدعى الجنرال وطسن، نائب قائد القوات البريطانية فى مصر، يوم 6 مارس 1919، رئيس وأعضاء الوفد، وأنذرهم بالمعاملة الشديدة إذا قاموا بأى عمل يعرقل سير الإدارة.
 
‎فبادر رئيس الوفد بإرسال برقية إلى لويد جورج، رئيس الوزارة البريطانية، احتج فيها على تصرف السلطة البريطانية، وأكد طلب الاستقلال وبطلان الحماية، وطلب حل الأزمة بالسماح للوفد بالسفر لعرض قضية مصر على مؤتمر الصلح، فتأكدت السلطة البريطانية من إصرار الوفد على موقفه.
 
‎وفى مساء السبت 8 مارس 1919، ألقت مجموعة من الجيش البريطانى القبض على رئيس الوفد سعد زغلول وثلاثة من أقطابه، هم: محمد محمود وإسماعيل صدقى وحمد الباسل، واعتقلوهم فى ثكنة قصر النيل طوال الليل، وصباح اليوم التالى، الأحد 9 مارس، نقل قادة الوفد الأربعة إلى بورسعيد بالقطار، ومنها بالباخرة إلى جزيرة مالطة حيث المنفى والمعتقل.
 
‎تابع البيان: كان القبض على أقطاب الوفد الأربعة ونفيهم إلى مالطة بعد أن تعلقت آمال المصريين بالوفد هو الشرارة التى فجرت طاقات الشعب المكبوتة.
 
‎ففى صباح الأحد 9 مارس  1919 اندلعت ثورة المصريين احتجاجاً على الحماية والاحتلال البريطانى الذى فرضها، وما صاحبهما من ظلم واستغلال، وعلى المصير الذى آل إليه القادة المصريون المعبرون عن مطالب شعبهم وأمانيه.
 
‎وفى اليوم التالى 10 مارس 1919 اتسع نطاق الثورة بأن أعلن جميع طلبة المدارس والأزهر الإضراب العام وألفوا تظاهرة كبرى، وانضم إليهم أفراد من سائر فئات الشعب، واخترق الجميع شوارع وميادين القاهرة ومروا بدور المعتمدين السياسيين هاتفين بحياة مصر والحرية والوفد، منادين بسقوط الاحتلال والحماية، فأطلقت جماعة من الجنود البريطانيين النار على المتظاهرين، وسقط أول شهيدين، وأتلف بعض المتظاهرين كثيراً من قطارات الترام وعطلوها، وأضرب عمال شركة ترام القاهرة عن العمل، فتوقفت جميع قطاراتها، كما توقف قطار هليوبوليس الكهربائى فى سيره عند محطة كوبرى الليمون، وحطم المتظاهرون بعض المحلات التجارية المملوكة للأجانب ومصابيح وأشجار بعض الشوارع، وبادر الطلبة بإذاعة منشور فى الصحف العربية والأجنبية أعلنوا فيه أسفهم على حوادث الاعتداء على المرافق العامة والممتلكات الخاصة ودعوا إلى الإقلاع عن هذا.
 
‎ثم تزايدت الأعمال الثورية وامتدت إلى كل الأقاليم، فتصدى الجيش البريطانى لها بعنف وسقط الشهداء والجرحى من المصريين، فطغت أخبار الثورة على صفحات كل الصحف المصرية التى حملت على أعمال العنف والتخريب، وحاول بعضها نقد سياسة المحتل البريطانى.
‎فشلت الحكومة البريطانية وسلطاتها فى مصر فى مواجهة الثورة بوسائل الكبت والقهر، فاتجهت إلى مهادنة الثوار والتخفيف من حدة الثورة، بالسماح للقادة المصريين بالسفر لعرض قضية مصر فى لندن أو باريس، وتشكيل وزارة مصرية معتدلة، تجدد لها الدعوة لزيارة لندن، ولم تتخذ الحكومة البريطانية هذا الموقف،إلا بعد نجاحها فى إقناع حلفائها فى مؤتمر السلام بالاعتراف بالحماية البريطانية على مصر، وانتفاء أى ضرر يصيب المصالح البريطانية من عرض المطالب المصرية على المؤتمر أو الحكومة البريطانية، وقد صدر الإفراج عن قادة الوفد المنفيين يوم 7 أبريل 1919 فاتجهوا من مالطة إلى فرنسا ولحق بهم باقى أعضاء الوفد المصرى الذين سافروا من القاهرة يوم 11 أبريل إلى مالطة، حيث التقوا بسعد زغلول وزملائه الثلاثة، وأبحروا جميعاً إلى فرنسا فوصلوا إلى مارسيليا يوم 18 أبريل 1919.
 
واندلعت الثورة وشارك فيها الشباب والشيوخ ورأينا سيدات استشهدن ومصابات ورأينا شعار الوفد «يحيا الهلال مع الصليب» واستمر حتى الآن ورأينا مشاهد تجسد الوطنية الحقيقية والانتماء للوطن قبل أى شىء.
 
وأن مصلحة مصر هى الهدف، ورأينا الشيخ دراز يخطب فى الكنيسة والقس سرجيوس يخطب فى المسجد، و«نموت نموت وتحيا مصر... عاش الهلال مع الصليب»، وقد رضخ المستعمر، وكنا أمام تصريح 28 فبراير، وكنا أمام دستور أمام 1923 وكنا أمام نهضة تشريعية تشهد لها مضابط مجلسى النواب والشيوخ، وصورة ناصعة لثورة شعبية حقيقية أسست لدولة وشهد لها المؤرخون بأن المصريين توحدوا على كلمة واحدة، وهي «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، الباشوات مع الجلاليب الزرقاء، وكانت ثورة 1919 بداية انطلاق لتحرير الشعوب ولا أدل على ذلك من مقالة الزعيم الهندى غاندى الذى أسس حزب المؤتمر، بأنه تعلم الوطنية من سعد زغلول.
 
إنما نذكِّر أبناء الجيل والأجيال السابقة بهذا اليوم الوطنى الذى كان الوجه الآخر له ثورة 30 يونيه كثورة شعبية حقيقية، خرج فيها حسب تقرير جوجل 33 مليون مصرى فى وقت واحد بجميع المحافظات، حماية للدولة المصرية وليؤكدوا أن إرادة المصريين لا تقهر، وأنها الصخرة الصلبة التى تتحطم عليها كل المؤامرات والفتن ضد الوطن والمواطن.
 
وبمناسبة أن ذكرى ثورة 1919 تصادفت مع الاحتفال بيوم الشهيد، فإننا نذكر هذا اليوم بالفخر بأبناء القوات المسلحة الباسلة والشرطة الذين افتدوا مصر بأرواحهم ولنتضرع إلى الله بأن يدخلهم فسيح جناته ولأهلهم نقدم خالص العرفان، وحزب الوفد ومصر كلها تقدران ولا ينسيان دورهم البطولى لفداء الدولة المصرية والمواطن المصرى، لتحيا مصر وترتفع أعلامها عالية خفاقة، وتحيا مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة