اشتهر المعمارى المبدع حسن فتحي، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث ولد في 23 مارس من عام 1900، بطرازه المعمارى الفريد الذى استمد مصادره من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة فى العصرين المملوكى والعثمانى إذ تعد القرنة التى بناها لتقطنها 3200 أسرة جزءا من تاريخ البناء الشعبى الذى أسسه بما يعرف بعمارة الفقراء.
وقد تأثر المهندس حسن فتحى بالريف وبحالة الفلاحين أثناء زيارته للريف وهو فى سن الثامنة عشر، وكان يود أن يكون مهندسا زراعيا، لكنه لم يستطع تجاوز امتحان القبول، فحصل على دبلوم العمارة من المهندس خانة - كلية الهندسة حالياً - بجامعة الملك فؤاد الأول - جامعة القاهرة حاليا - فى عام 1926.
بدأ حسن فتحى أولى خطواته المعمارية عام 1928 وكان أول مشروع له هو مدرسة طلخا الابتدائية التى غلب عليها الطابع الكلاسيكى الذى درسه بكلية الفنون الجميلة.
سار المهندس العالمى حسن فتحى على خطى (أمنحتب بن حابو) المعمارى الفرعونى الأسطورى الذى بنى غالبية معابد وتماثيل محافظة الأقصر، حيث إن المهندس المعمارى العالمى حسن فتحى صاحب أشهر فلسفة حديثة فى البناء الحديث الذى يحاكى الحداثة والأصالة وتأثر بالريف والفلاحين فى أعماله.
ومن أهم ما قام ببنائه المعمارى حسن فتحى "قرية القرنة الجديدة" بغرب مدينة الأقصر فى مصر، والتى بدأ فيها المهندس حسن فتحى العمل عام 1946م، وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذى يسرد فيه قصة بنائها، وأنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربى لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصًا بعد أن اكتشف المختصين وعلماء الآثار سرقة نقش صخرى بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم. وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضى الزراعية، وبدأ حسن فتحى المرحلة الأولى من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان، واعتمد فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثّره بالعمارة الإسلامية.
قرية حسن فتحى
قرية القرنة فى صورة نادرة قديماً
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة