هي لم تكن فقط مذيعة، ولكن كانت أيضا أديبة وشاعرة، ما يميزها أنها كانت من أوائل السوريين الذين يعملون في التليفزيون المصرى، كما تميزت أيضا بتقديمها بعض الأعمال الدرامية، ولكن لم تستمر كثيرا فيها واهتمت بالعمل الإعلامى، إنها الإعلامية رشا مدينة.
تواصلنا مع ابنة شقيقتها نادية حسنى، التي كشفت لنا العديد من أسرار حياتها سواء الإعلامية أو الحياتية، وكيف دخلت العمل الإعلامى في مصر، وأبرز أصدقائها في العمل الإعلامى، وأبرز ما قدمته داخل مبنى ماسبيرو ودخولها لعالم الدراما وأسباب عدم استمرارها في هذا المجال.
وحول بدايتها الإعلامية تقول نادية حسنى، خلال حوارها مع اليوم السابع، إن رشا مدينة جاءت إلى مصر مع شقيقتها وزوج شقيقتها رحمه الله عبد الحميد السراج والذى كان حينها نائب رئيس الجمهورية ولجأ إلى لمصر وبعدما جاء إلى مصر واستقر فيها، جاءت رشا مدينة مع شقيقتها التي كانت زوجة عبد الحميد السراج، وأولاد شقيقتها لمصر ومنذ ذلك الحين عاشت في مصر وظلت هنا وذلك بعد انفصال مصر وسوريا.
وتضيف نادية حسنى: رشا مدينة عندما كانت في سوريا تعيش مع شقيقتها كانت في المدرسة، وعندما سافرت لمصر وعاشت في القاهرة، التحقت بمدرسة بمرحلة الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكانت دفعة الدكتورة هدى عبد الناصر وحاتم صادق.
وحول التحاقها بماسبيرو، قالت نادية حسنى: عندما تخرجت رشا مدينة من الجامعة وبعد تخرجها بفترة كانت تجلس مع مجموعة من الأصدقاء ، وأحدهم اقترح عليها أن تنضم للتليفزيون المصرى خاصة أن شقيقتها "هدى" ووهى والدتى، كانت مذيعة في التليفزيون السورى، فاقترح عليها – أي رشا مدينة – أن تلتحق بالتليفزيون وتعمل مذيعة مثل شقيقتها .
وتضيف نادية حسنى: بعد هذا الاقتراح بفترة قليلة كان هناك اختبار مذيعين بالتليفزيون المصرى، وتقدم فيه عدد كبير من المذيعين والمذيعات، وبالفعل التحقت رشا مدينة بالاختبار، ونجحت وكان من دفعتها عزة الإتربى معالى حسين، حيث كن الثلاثة دفعة واحدة في التليفزيون.
الإعلامية الكبيرة رشا مدينة
وتقول نادية حسنى: بدأن رشا مدينة المشوار ثم اشتهرت في جالها لأنها كانت جميلة للغاية وكان اسمها رشا وكان في ذلك الحين اسم غير معروف بمصر فكانت هى بداية انتشار اسم رشا وكانت مشهورة بـ"الجيم" أى بـ"تعطش الجيم" وتحافظ فيها على لغة بلدها وبالتحديد اللغة العربية الصحيحة فى العربي، وكذلك كانت رشا مدينة إنسانة رقيقة ومثقفة وتقرأ كثيرا فى الفنون والشعر والأدب والسياسة وكانت من الناس التي عندما تجلس في أي جلسة تملئها بالثقافة لأنها كانت مثقفة للغاية واتسمت أيضا بالهدوء الشديد، وصوتها كان جميلا ويشبه صوت المطربة اللبنانية فيروز.
وحول أبرز البرامج التي اشتهرت بها الإعلامية رشا مدينة، تقول نادية حسنى: عائلتنا كانت عائلة لاجئين سياسيين في مصر، واللاجئين السياسيين كان يتم معاملتهم كمصريين في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت خالتى من الممكن أن تلتحق بالتليفزيون المصري ولم يكن هناك أي مشكلة على الإطلاق في التحاقها بماسبيرو، واشتهرت في برامج الأطفال ومن هنا خرج اسم "ماما رشا"، وقدمت برامج عن الفنون وكانت تستضيف الفنانين وأشهرهم، وحينها كان يختم التليفزيون المصري الإرسال كل يوم وكانت تلقي فيه شعر، وكان التليفزيون يختم اليوم على الشعر الذى تلقيه وكان برنامج جيد للغاية، وبعد ذلك ذهبت للكويت حيث انتدبت في التليفزيون الكويتي لمدة عامين بطلب من التليفزيون الكويتى، وكذلك التليفزيون اللبناني طلبها وظلت هناك لمدة عامين.
وحول ما الذى كان يمثله لها التليفزيون المصرى قالت نادية حسنى: ماسبيرو كان كل حياة الإعلامية رشا مدينة، بل إنها رفضت الارتباط بشخصية كبيرة لعدم تركها عملها بالتلفزيون، كما عرض عليها التمثيل في السينما .
وحول تجربتها في عالم الدراما، قالت نادية حسنى: اشتركت رشا مدينة مع الفنان عمر الشريف، في مسلسل أنف وثلاث عيون، وكان إخراج الراحل محمد علوان، ولكنها اعتمدت أكثر بالعمل الإعلامى، لأنها كانت تحب عملها وكانت بعيدة عن الجو الفني، حيث مثلت فقط أنف وثلاث عيون، والفنان الكبير يوسف وهبي كان يعتبرها ابنته الروحية.
وحول أبرز أصدقائها في المجال الإعلامى قالت نادية حسنى: أقرب الإعلاميات من رشا مدينة كانتا معالى حسين وعزة الإتربي، لأنهن كن دفعة واحدة، وكانت تربطهم علاقات صداقة قوية للغاية.
وقالت نادية حسنى: رشا مدينة، عرض عليها التمثيل في الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية، وكانت تتفق بالفعل على تلك الأعمال ولكن كانت تغير رأيها في النهاية لأن رشا شخصية خجولة ولم تكن شخصية اجتماعية والتمثيل يحتاج جو معين ومضت عدة مرات عقود ولكن تراجعت عن رأيها، مستطردة: كما قلت في السابق هي مثلت فقط المسلسل الوحيد مع عمرو الشريف ونادية لطفى وكانت ضمن المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان وكان يخرجها محمد علوان.
وامتدتنا ابنة شقيقة رشا مدينة، بعدد من المقالات النادرة التي كتبتها الصحف والمجالات عن رشا مدينة في فترة الستينيات والسبعينيات، حيث تقول رشا مدينة خلال حوار سابق لها عن حبها للشعر : قصتى مع الشعر عجيبة، اختطف الموت أمى فاستغرقتنى الأحزان، ووجدت كلاما منظوما يجيش في صدرى لما أفرغته على الورق تعزبت وأحسست بأننى أبعث أمى بكل شطرة وبكل سطر، وكنت حينذاك في دوحة الأدب الثانوية في دمشق، وعندما تأت الكارثة على صفحة الأيام فقدت اهتمامى بالشعر، ولكنى كنت أحلم في ليال كثيرة أننى أكتب شعرا، واصحوا من النوم وكأننى أمضيت اليل أكتب وأكتب، ولا أتوقف عن الكتابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة