التليفزيون المصرى، ولقاءاته المتعددة مع الفنانين، يمكن أن نطلق عليه المذيع الشامل، حيث قدم نشرات الأخبار، وبرامج المنوعات، والتوك شو، بجانب المنوعات والمسابقات، وكان من أصغر القيادات في التليفزيون الذين يتولون القيادة داخل ماسبيرو، بعدما ترأس القناة الرابعة، وله الكثير من القصص والحكايات داخل مبنى التليفزيون، إنه الإعلامى الكبير عبد المجيد خضر. تميز كثيرا ببرامج المسابقات التي كان يقدمها في
تميز الإعلامى عبد المجيد خضر، أنه يقدم السهل الممتنع، ولا يتطلف خلال تقديمه البرامج، وكان أول من يقدم برامج المسابقات مع فنانين، بعد أن كانت المسابقات يتم إجرائها مع المواطنين، وظل يقدم حفلات التليفزيون ومهرجانات السينما لسنوات عديدة، وتمكن من اكتشاف العديد من الأصوات الجيدة، مكنته من أن يحفر أسمه داخل ماسبيرو بحروف من ذهب.
خلال حوارنا مع عبد المجيد خضر، يكشف دولاب أسرار مسيرته الإعلامية داخل التليفزيون، ولقاءاته مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما كان خضر رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة، وعلاقة جيهان السادات بتعيينه في التليفزيون، ومواقفه الطريفة مع الفنانين، وحقيقة إغلاقه ستارة الحفل على المطربة ميادة الحناوى، بجانب علاقته بظهور المطرب كاظم الساهر في ليالى التليفزيون، والكثير من الأسرار والكواليس في الحوار التالى..
أنت خريج كلية التجارة جامعة القاهرة ورغم ذلك فضلت الاتجاه إلى مجال الإعلام.. لماذا؟
أنا دخلت اتحاد الطلبة في جامعة القاهرة، وشاركت في الأنشطة فتفتحت مداركى أكثر، فلا تريد وظيفة ثابتة، فقد عرض علي العمل في بنك، وعملت فيه شهرين ثم تركته، وعملت في شركة أيضا، ولكن قررت ألا أعمل في وظيفة ثابتة ولكن أعمل في وظيفة بها حركة وشئ جديد، ففضلت أن التحق في مجال الإعلام لأن مجال الإعلام كان يستهوينى .
احك لنا عن لقاءاتك مع الرئيس الراحل السادات عندما كنت رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة؟
كنت أنا ورؤساء اتحاد طلاب الجامعات، بحكم أنى رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، كنا نلتقى كل يوم جمعة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كنت أجمع الطلاب للقاء الرئيس السادات، حيث كان السادات حريص على الاجتماع بالطلاب، ويعرض أرائه ووجهات نظره، ويستمع لأراء الطلاب ، وكانت جلسة أبوية كل يوم جمعة ، وكنا نحضرها إما في القناطر أو في بيت أبو الكوم، وكان يجلس معنا ونتغدى معا، وأنا أجمع له الـ 10 طلاب رؤساء اتحادات طلاب الجامعات، وكان يقول لنا تاريخه وحياته وانتمائه وحبه لوطنه وكيف ينتمى الشباب لمصر.
ما أشهر العبارات التي تتذكرها للسادات خلال لقاءاتكم كطلاب معه؟
نعم أتذكر قوله لنا كطلاب "هناك مشكلة تحلها وهناك مشكلة تحل نفسها"، فهناك مشكلة لا ينغى أن تتكرها دون أن تحل، وهناك مشكلة لابد أن تتكرها لغدا كى تحل نفسها، وكان يقول لنا أيضا "لابد أن يكون لك مثال أعلى في الحياة"، وكذلك "لابد أن يكون لك طموح ولا تيأس من ما يحدث ذلك"، فكل ضربة توقفك ولا تسقطك ، وكذلك "أجعل لديك إيمان بالله، فكل ما كان لديك إيمان بالله ربنا سيوفقك"، وكنا نقتدى بهذه الكلمات التي يقولها لنا، لأنه كان يقول لنا عصارة تاريخه وحياته، كان يقول لنا أيضا لابد أن يكون لديك كبير، ترجع له سواء في أبوك أو في عائلتك أو في عمك، فلا يجبأن تعيش بدون كبير، ومن ليس له كبير لن يكون كبيرا.
الإعلامى عبد المجيد خضر مذيع ماسبيرو
أحك لنا عن لقاءاتك مع جيهان السادات خلال مرحلة دراستك بالجامعة؟
نعم كنت أقابل جيهان السادات كل يوم أحد، لأنها كانت تدرس للقسم الألماني، تدرس لهم اللغة العربية، فكنت أقابلها بصفتى رئيس اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة، وكنت أعطى لها دفتر لطلبات لبعض الطلاب مثل أحد الطلاب يريد علاج أبيه، أو طالب يريد إعانة أو طالب يريد أحد أفراد أسرته أن يدخل مستشفى.
وماذا كانت تفعل جيهان السادات بهذا الدفتر؟
كانت جيهان السادات تأخذ هذا الملف وتعطيه لأحمد فوزى، كان سكرتيرها وكان زوج الإعلامية نجوى إبراهيم حينها، وكانت تقول له جيهان السادات " يا أحمد خذ من عبد المجيد هذه الطلبات"، وفى الأسبوع الذى يليه أجد كل هذه الطلبات منفذة، فكانت تلبى كل الطلبات.
ما أبرز ما قدمته خلال رئاستك لاتحاد طلاب جامعة القاهرة؟
كان معى في هذه الفترة بالجامعة خلال رئاستى لاتحاد طلاب الجامعة، محمد الصاوى، وفتوح أحمد وصلاح عبد الله، وأحمد صيام، وأحمد الكحلاوى، وقمت بعمل فرقة مسرحية لهم بكلية التجارة، وهذه الفرقة كسبت على مستوى الجامعة ، وإيمان الطوخى كانت تأتى لنا من كلية الإعلام لتمثل معنا، وأنا كنت بشجع الفن، وكان معنا اللاعب مجدى عبد الغنى، وكان في كلية الأداب، فأنا كنت أتولى اللجنة الرياضية في الجامعة، وكذلك رئيس الاتحاد، وكان مجدى عبد الغنى معنا في منتخب الجامعة، عندما كان يلعب في النادى الأهلى.
الإعلامى عبد المجيد خضر والإعلامى جمال الشاعر
ما حقيقة أن جيهان السادات هي من توسطت لك للعمل في التليفزيون؟
نعم.. جيهان السادات توسطت لى كى أعمل في التليفزيون المصرى، فأنا طلبت منها أن أعمل في التليفزيون، ففي البداية أرسلتنى لأعمل مضيف في الطيران وانتهيت من كل الاختبارات وذهبت لكشف الطبي وحينها قابلنى صوفى أبو طالب كان رئيس جامعة القاهرة، ورئيس مجلس الشعب حينها، وأنا كنت رئيس اتحاد الطلبة بالجامعة، وقابلنى وهو عائد من السفر وسألنى "ما الذى جاء بك هنا يا خضر؟"، فقلت له "أنا أتيت لأعمل مضيف"، فقال لى "مضيف، أنا عايزك كادر في الدولة، ورئيس اتحاد طلبة ولك كيان، وتريد أن تعمل مضيف في الطائرة، أنت بتهرج، تعالى مكتبى غدا".
ماذا فعلت بعد حديث صوفى أبو طالب معك؟
ذهبت لمكتبه وعملت معه لمدة 15 يوما، وكنت سكرتيره الخاص في مجلس الشعب، ولكن العمل كسكرتير لم يكن طموحى فقلت له يا أفندم لن استطيع أن أكمل في العمل، وسأبحث عن عمل أخر.
وماذا فعلت حينها؟
ذهبت لأقابل السيدة جيهان السادات يوم الأحد، وقلت لها إن هناك مسابقة في الإذاعة وأنا أريد أن أعمل مذيعا في التليفزيون، فقالت لسكرتيرها أحمد فوزى "يا أحمد خذه لهمت مصطفى غدا".
الإعلامى عبد المجيد خضر والإعلامى طارق حبيب
وكيف كان بداية دخولك للتليفزيون المصرى؟
ذهبت للتليفزيون، وبالفعل كان هناك مسابقة، ولكن هناك توصية كبيرة علي، فقابلت همت مصطفى في مكتبها ، والتقيت في مكتبها بنور الدمرداش، وحمادة عبد الوهاب، ومحمد فاضل، وكل المخرجين الكبار، وكانوا يلتقون بمن جاء من عند جيهان السادات، وتخيلوا أن قريب جيهان السادات، وكانوا في كل موقف يقولون لى أنت قريب الهانم – في إشارة إلى جيهان السادات – كنت أصمت ، وبعد ذلك أصبحت أدخل المكتب في الدور السادس بماسبيرو، فأجد العاملين يصمتون ، ثم أخرج فالعاملين يتحدثون وكانوا قلقين منى، وكان هذا في عام 1981، ، ففي أحد الأيام سألتهم لماذا تفعلون ذلك أنا مثلكم بضبط، ، وإذا تم معاملتى بهذا الأمر سأشتكيكم، فبدأوا يتعاملون معى بشكل طبيعى، ودخلت مسابقة اختيار المذيعين، وكان اختيار المذيعين في الإذاعة والتليفزيون، واختارونى كمذيع فى التليفزيون ثم بدأت أتدرب في التليفزيون المصرى، وكان عام 1981، وتم تعيينى في ذات العام كمذيع بالقطعة في التليفزيون.
احك لنا عن بداية عملك في ماسبيرو؟
ذهبت للتدريب في التليفزيون كمذيع أخبار ، وكنت أتدرب أنا ومعتز الدمرداش ، وخرجنا في الأحداث مرتين أو ثلاثة، ثم وجد بعد ذلك الفنان سمير صبرى يقدم برنامج 3 ساعات ونصف ونحن نظهر 10 قائق ولا يكتبون أسمائنا .
وماذا فعلت؟
ذهبت لمدام همت مصطفى وقلت لها أنا سأترك الأخبار.
وماذا كان رد همت مصطفى عليك؟
قالت باستغراب "أنت مجنون" تريد أن تترك الأخبار.
الإعلامى عبد المجيد خضر والإعلامى عادل معاطى
وماذا كان ردك؟
قلت لها نعم، أنا أريد أن أترك الأخبار، لأن سمير صبرى يقدم برنامج 3 ساعات ونصف، ونحن نقدم 10دقائق فقط، ولا تضعون أسمائنا، فقالت لى "هذا هو النظام"، فقلت لها "أنا لا أحب الأخبار ولا أريد أن أكون مذيع أخبار"، وكان ذلك بعد 6 أشهر فقط من تعيينى.
وماذا حدث بعد ذلك؟
انتقلت بعدها وذهبت لتقديم البرامج والتحقت بالقناة الثانية، وقدمت برنامج "للشباب فقط"، وكان هذا بدايتى في التليفزيون، وكنت أجرى لقاءات في الشارع، حتى بدأ البرنامج يكون له شكل ثم بدأت أقدم برامج لخدمة المجتمع، وبرامج خدمية بالعديد من القطاعات.
كيف جاءت لك فكرة برنامج "ياميش ومجاويش" الذى يعد من أشهر برامجك في التليفزيون؟
فكرت أن أقدم برنامج يكون فيه مسابقات وكذلك لقاءات مع فنانين ، وكان أول برنامج شهرنى في التليفزيون هو برنامج "ياميش مجاويش"، حيث كان يحضر الفنانين لمنطقة مجاويش بالغردقة ، وعرض الفكرة على التليفزيون وضمت مقترحات اسم البرنامج 20 اسم، وكان أخر اسم من المقترحات هو ياميش مجاويش ، فسألوا ما هو اسم ياميش مجاويش، فقلت إن مجاويش قرية في الغردقة، وياميش نسبة إلى ياميش رمضان لأن البرنامج سيذاع في التليفزيون خلال شهر رمضان، فعجبهم اسم البرنامج، وتم الموافقة عليه، واستضفت 35 فنان بالبرنامج، بينهم فريد شوقى وصلاح ذو الفقار، وسعيد صالح وسعاد نصر، ونجوم كثر، وسجلنا البرنامج خلال 10 أيام، وبدأنا إذاعته في أول شهر رمضان، وكان شيرين رضا حينها تقدم إعلان عن مجاويش، وكان أول برنامج به إعلان ، وبعد انتهاء شهر رمضان كان إقبال المواطنين على مجاويش في الغردقة كبيرا، وكنت أول مذيع يقتحم مجال الغردقة، واستمر البرنامج خلال أشهر رمضان في كل مرة أقدم البرنامج خلال شهر رمضان، وقدمت ياميش مجاويش في الغردقة، وبرنامج عجائب في شرم الشيخ، وهذه هي البرامج التي كان لها الفضل فى إحداث جماهيرية لأسمى في التليفزيون وسبب شهرتى وبدأت أتعرف.
وماذا قدمت بعد هذين البرنامجين؟
بدأت أقدم برنامج واحد في المليون في الشارع وهو برنامج مسابقات وبرنامج عن السينما، ولقاءاتى مع الفنانين كانت سبب في أن يعرفنى الناس، وبعدها بدأت أقدم برنامج مساء الخير يا مصر، وقدمته لمدة 10 سنوات، بمشاركة الإعلامية هبة رشوان، وشافكى المنيرى وأميرة عبد العظيم.
لماذا اخترت تقديم برامج المسابقات في التليفزيون المصرى؟
أخترت تقديم برامج المسابقات لأنها كانت ناقصة في التليفزيون، وقررت أن أقدم مسابقات مع الفنانين لأن المشاهد يريد رؤية الفنان وكيف يتعامل ويتحدث، وهذا ما ميزنى عن زملائى ، وأنا في التليفزيون كنت أقدم البرنامج ثم لا أظهر بعد ذلك، ، فأنا كنت أذهب ماسبيرو لتقديم برامجى ثم أترك المبنى ولا أجلس كثيرا حتى لا أحكى أفكار برامجى لأحد ، وترقيت وأنا سنى صغير، حيث ترأست القناة الرابعة وأنا في سن 40 عاما ، فكانوا يسبونى في طرق مبنى ماسبيرو ويقولون " أيه العيال اللى جيبنها"، فخلال تلك الفترة كان هناك توجه لترقية الشباب في ماسبيرو، وتم ترقيتى أنا وفاطمة فؤاد وجمال الشاعر في وقت واحد، ففاطمة فؤاد تولت قناة إسكندرية، وتوليت أنا رئاسة القناة الرابعة، وجمال الشاعر تولى القناة الثقافية.
كيف جاء ترشيحك لرئاسة القناة الرابعة؟
رشحتنى سهير الإتربى رئيسة التليفزيون حينها لرئاسة القناة الرابعة، حيث شغلت منصب نائب رئيس القناة لمدة عام ثم رئيس للقناة لمدة 4 سنوات، وقدمت برامج مختلفة بالقناة.
هل عرضت عليك رئاسة قنوات أخرى بالتليفزيون المصرى؟
أنا رفضت أن أتولى رئاسة القنوات المتخصصة لأنه لم يمكن يشاهدها أحد حينها ، لأنها في البداية كانت مشفرة، حيث قلت لهم أريد أن أترقى في قنوات أرضية يشاهدها الجمهور، فكانت القناة الرابعة والخامسة تشاهد في القاهرة في ذلك الوقت، فذهبت لرئاسة القناة الرابعة، وانطلقت في القناة.
الإعلامى عبد المجيد خضر والإعلامى محمود سلطان
من أبرز من دعمك داخل التليفزيون المصرى؟
همت مصطفى دعمتنى، وكانت حينها مستشارة الرئيس السادات للإعلام، وجاءت بعدها سامية صادق وترأست التليفزيون لفترة ولكن كان العصر الذهبى لى في التليفزيون مع سهير الإتربى؟
لماذا؟
مدام سهير الإتربى كان ابنها زميلى في الجامعة، وهى تولت رئاسة القناة الثانية وأنا كنت مذيع بالقناة الثانية، فدعمتنى، ووجدت أننى مذيع أتحرك كثيرا في الشارع، وهى من أوصت بترقيتى لرئاسة القناة الرابعة.
ما هي أبرز نصيحة تتذكرها لسهير الإتربى قالتها لك؟
مدام سهير الإتربى كانت تنصحى تقول لى دائما " لا تظهر ما تريد أن تفعله وفاجئ الناس به " ، وكانت تقول دائما " أخفي تفاصيل عملك "، لذلك كنا قبل شهر رمضان لا أحد يقول تفاصيل فكرة البرنامج الذى سيقدمه ، وكنت قبل شهر رمضان بـ 20 يوما أعد برومو البرنامج وأذيعه ، وكان من يقدم برامج في شهر رمضان أنا وسهير شلبى، وطارق علام، وجمال الشاعر، فكل واحد فينا كان له برنامج في شهر رمضان.
من الذى تولى تدريبك داخل التليفزيون المصرى؟
الإعلامى أحمد سمير هو من دربنى وكان مثلى الأعلى في الأداء والقرار، وكان دائما يعلمنا مخارج الحروف، والتركيز على نهايات الجمل، ولابد أن تسمع صوتك كى يسمعه المشاهد، وعلمنى القيادة في الإدارة، وكان يستطيع أن يهدئ أي شخص منفعل، ولا يأخذ قرار سريعا، فهذه الأشياء تعلمتها منه ، ولكن سهير الإتربى كان ذكائها أنها لا تخشى أحدا وكانت تقول رأيها بكل صراحة .
احك لنا عن تجربتك في برنامج "مساء الخير يا مصر" الذى قدمته لسنوات عديدة في التليفزيون المصرى؟
قدمت برنامج مساء الخير يا مصر، ففي البداية ذهبت لبرنامج صباح الخير يا مصر، فطردونى من البرنامج لأنى لم أكن أستيقظ مبكرا حيث إن البرنامج كان يتطلب حضورى الساعة السادسة صباحا في التليفزيون وأنا كنت بنام الساعة 5 صباحا، ووضعونى في البداية يومين في البرنامج ولم أحضر، فتركت البرنامج فجعلونى أقدم برنامج مساء الخير يا مصر، حيث كان يتم تقديمه الساعة 4 عصرا، لكن تقديمى البرنامج صباحا كان لا أستطع أن أفعل ذلك، لأنى أنام فجرا، فأنا من مؤسسى برنامج مساء الخير يا مصر، وقدمناه بشكل جيد، وقدمته لفترة طويلة، وأتذكر أن شافكى المنيرى عندما عادت للتليفزيون قالت لسهير الإتربى إنها تريد تقديم برنامج مساء الخير يا مصر مع عبد المجيد خضر ، وكنت أقدم عدة برامج بجانب برنامج مساء الخير يا مصر في عهد سهير الإتربى الذى كان العصر الذهبى لي ، حيث كنت أقدم برنامج "لقاء كل يوم"، وبرامج مسابقات ليلا، وقدمت رسائل المهرجانات السينما جميعها، سواء مهرجان الإسكندرية أو مهرجان القاهرة، فكان لى وضع مهم في التليفزيون.
هل واجهتك تحديات خلال تقديمك برنامج مساء الخير يا مصر؟
خلال بداية تقديمى للبرنامج، هاجمنى عصام بصيلة ، وقال لسهير الإتربى حينها، عبد المجيد خضر لا يصلح لتقديم البرنامج، فطلبت منه سهير الإتربى أن يشاهدنى أولا، فظل يتابعنى لأسبوع أو أسبوعين ثم قال بعدها لسهير الإتربى " أنا أحيكى لأن عبد المجيد خضر يقدم السهل الممتنع، وله مدرسة خاصة"، وكانوا يأتون بالبعض ليتعلمون منى.
من أبرزهم؟
كانوا يأتون بوائل الإبراشى ومحمود سعد، ليتعلموا منى ، حيث قالت لهم زينب سويدان "إذا كنتم تريدون أن تقدموا برامج شاهدوا مساء الخير يا مصر لعبد المجيد خضر يوم السبت"، وكانوا يجلسون في الكنترول روم يشاهدون البرنامج ، قبل أن يقدم محمود سعد برنامج البيت بيتك، قالت له زينب سويدان " شاهد عبد المجيد خضر، فهو له أسلوب بسيط في التقديم"، والفنان سمير صبرى عندما سألوه من الذين تراه أنه قد يكون امتداد لك؟ قال "عبد المجيد خضر لأنه يعرف كيف يبسط المعلومة والسؤال".
الإعلامى عبد المجيد خضر والإعلامية سناء منصور
ما هي المواقف التي لا يمكن أن تنساها خلال تقديمك برنامج مساء الخير يا مصر؟
في أحد الحلقات استضفنا نعمان جمعة ، فقدمت له ورقة الأسئلة ، فقطعها وألقاها فى وجهى، قبل أن نخرج على الهواء بـ 10 دقائق، وكانت بجوارى هبة رشوان.
الإعلامى عبد المجيد خضر والفنانة عفاف شعيب
وماذا فعلت لمواجهة الموقف؟
أخرجت ورقة بيضاء وقلت له أكتب الأسئلة التي تريدها، فكتب 4 أسئلة، ولكن عندما ظهرنا على الهواء سألته الأسئلة التي أريدها أنا على الهواء، فأخذ يتصبب عرقا على الهواء، حيث سألته سؤال فنظر إلى كثيرا فقلت له " هل ستجاوب أم نخرج فاصل؟"، فتحدث، وفى النهاية قال لى" أنا أهنيك"، وفى أحد المواقف كان مع مرتضى منصور، ففي أحد حلقات البرنامج هاجمه صحفى، فوجده بعد نهاية البرنامج يكلمنى ويقول "لابد أن أحضر وأرد على هذا الهجوم"، فجاء في نفس الميعاد ليرد، وكان حينها قد رشح نفسه في الانتخابات، فقلت له قبل بداية البرنامج "لن نتحدث عن الانتخابات بل سنتحدث عن النادى"، فوافق، ثم بعد أول سؤال اسأله له وجده يقول " المذيع بيقولى لا تتحدث عن الانتخابات أنا هتكلم عن الانتخابات"، ونحن على الهواء فتركته يتحدث .
ما هي أكثر الحلقات التي أثرت عليك في التليفزيون؟
هناك حلقات كثيرا، حيق كنت أقدم برنامج "أريد حلا"، حيث كنا نرد على مشكلة ونستضيف مسئول لحلها، وكان اسم البرنامج على اسم فيلم أريد حلا لفاتن حمامة، وكانت حينها الإعلامية صديقة حياتى تقدم في الإذاعة برنامج "الحل أيه"، وبرنامج أريد حلا حل مشكلات عديدة وأعطينا شقق لمواطنين وعلاج لآخرين، وإدخال البعض لمستشفيات، فكان برنامج خدمى، وهو من البرامج التي أثرت علي كثيرا وقررت ألا أقدمها مرة أخرى لأنى لم أكن أستطيع النوم من عرض تلك المشكلات.
عبد المجيد خضر يمثل فى أحد المسرحيات
ما هي أصعب المواقف التي تعرض لها خلال عملك في التليفزيون؟
برنامج مساء الخير كان برنامج توك شو، ففي أحد حلقات برنامج مساء الخير يا مصر كان هناك صحفيا رحمه الله، فعرفت الجمهور بالصحفى، وكان من المفترض أن تقول هبة رشوان سؤالها، فوجد الصحفى يتحدث حوالى ربع ساعة قبل أن تسأل هبة رشوان أول سؤال، فقلتله " يا أستاذ، الأستاذة لم تسأل السؤال الخاص بها".
وماذا حدث بعد ذلك؟
وجد هبة رشوان ضحكت ، والصحفى الضيف ارتبك، ، ثم قطعوا علي البرنامج، وقالوا لى ما الذى فعلته؟ ، فشرحت لهم الموقف وأن الضيف تحدث قبل أن نلقى السؤال الأول عليه، فطلبوا منى ألا أقول ذلك على الهواء وأنه يمكننى أن أخرج فاصل حتى نشرح للضيف الموقف خارج الهواء، وبالفعل برامج الهواء أخطر من البرامج المسجلة، فبرامج الهواء خطر، والخطأ بفورة، ولا يوجد خطأ في الحوار، فالبرامج المسجلة يتم منتجتها ولكن برامج الهواء لا يتم ذلك .
هل هناك مواقف أخرى تتذكرها؟
من المواقف الصعبة، كان في أحد حلقات برنامج مساء الخير يا مصر، وكان البرنامج ساعتين، وكان هناك ضيفين في البرنامج، وساعة ونصف انتهيت من البرنامج وتبقى نصف ساعة فقط، وهناك ضيفين كل واحد منهم ربع ساعة، الأول اسمه أحمد سعيد على ويعمل طبيب، والثانى أحمد سعيد حسين وهو أخصائى فى مجال معين، فالضيف في البداية قدمته على أنه الطبيب، فكان الضيف الذى أقدمه هو الأخصائى وليس الطبيب، بعد ما قدمته، وكان الموقف على الهواء فقلت حينها "نطلع فاصل الإعداد هودينا في داهية"، وهذه مواقف خطر على الهواء، وأنا كنت أحمى من يعمل معي، وأحاول احتواء الموقف ولدي قدرة على المواجهة ولا أخاف أن أواجه إذا أخطأت .
كان لك لقاءات عديدة مع الفنانين سواء خلال تقديم البرامج أو في حفلات ليالى التليفزيون.. ما هي أبرز المواقف الطريفة التي جمعت بهم؟
مواقف طريفة كثيرة جمعتنى بالفنانين والفنانات، ففي أحد المرات استضفت الفنان عبد المنعم مدبولى فى برنامج ياميش ومجاويش، وكان يتم حجز غرف لهم فى فندق بالغردقة، وقال لى سأتى أنا والمدام فوجدته جاء هو و12 طفلا من أحفاده، وقال لى "هتوافق أم لن أحضر" فقلت له "تعالى"، وفى أحد المرات كانا في قرية مجاويش لتسجيل البرنامج، وكان الفنان محمد عوض يجلس على حمام السباحة، ثم وجدته ينادينى وعندما ذهبت له وجدته سقط على وجهه ووجهه ملئ بالدماء، وهو بمفرده فخشيت أن يتهمنى أحد بأننى أسقطه، فذهبت لأستنجد ببعض الحاضرين في المطعم لإنقاذه، وفى أحد المرات كنت أفطر أنا وفريد شوقى، فوجد سيدة متعصبة وشكلها مختلف تماما وتقول لنا صباح الخير، فلم أرد عليها، فقال لى فريد شوقى "لماذا لم ترد عليها هذه الفنانة ليلى طاهر"، فقلت له "شكلها متغير تماما"، م عادت مرة أخرى فتأسفت لها وقلت لها "انا لسة صاحى من النوم وعيناى لم تفتحان ط، ومن بين المواقف الصعبة، كنت في أحد المرات أقدم ليالى التليفزيون وكنت حينها مذيع وإدارة مركزية بتكليف من الإعلامى أحمد سمير، وكنت أجلس في غرفة مظلمى، فوجد سيدة تدخل الغرفة وتقول لى "مساء الخير يا خضر"، وأنا لم أراها جيدا، فاعتقد أنها سيدة من الجمهور، فقلت أهلا"، ولم أرد، فكانت من تسلم على هي المطربة وردة، كانت تقوم بعمل ماكياج في الغرفة فقالوا لى استعجل وردة كى تخرج على المسرح، فقد تبقى ربع ساعة فقط، فذهبت لأقابلها فقالت لى "أنا أقولك مساء الخير فلا ترد"، فقلت لها "والله لا أعرف أنك أنت وردة، فلم أراك جيدة في الغرفة لأنها كانت مظلمة".
الإعلامى عبد المجيد خضر والفنان خليل مرسى
هل كان لك دورا في دعم بعض المطربين؟
كاظم الساهر أنا من جعلت الإعلامى أحمد سمير يحضره إلى ليالى التليفزيون، فلم يكن يعرفه، فقد كان هناك مهرجان الأغنية، وكان منعقد في مركز المؤتمرات وأحمد سمير كان يحكم وقال لى "تعالى معي"، فذهب معه، ثم وجد عبد الحميد عبد الغفار، بالفرقة الموسيقية يقول لى " يا عبد المجيد، كاظم الساهر مطرب جيد جدا، ما تقول للرئيس أحمد سمير عليه، فهو يسمع كلامك.
الإعلامى عبد المجيد خضر والفنانة ليلى طاهر
وماذا فعلت حينها؟
قلت لأحمد سمير هناك مطرب في الأسفل يقولون إن صوته جيد ما نختبره، فدخلت أنا وأحمد سمير، ,جلسنا، وجاء كاظم الساهر، و صوت كاظم الساهر عجب أحمد سمير للغاية، وقال له ماذا تريد؟، فال كاظم الساهر "لا أريد شيء، فقط أنا وشقيقى وعازف الأورج نقيم في فندق الشيراتون ، نريد فقط دفع إقامتنا ونحن لا نريد أموال ، ودخل ليالى التليفزيون، ومنذ حينها أصبح مطرب مشهور ، وبعدها في أحد المرات جئت لأكلم كاظم الساهر وأردت دخول غرفته فوجد من يقف على بابه يقول "ممنوع الدخول"، فقلت له "قول له عبد المجيد خضر يقول لك لو لم تأت الآن لن تظهر على الحفلة"، فجاء كاظم الساهر وعنف الرجل، وكاظم الساهر شخصية لطيفة ومهذبة .
وما هو حقيقة موقف غلق ستارة حفل أحد ليالى التليفزيون على إحدى المطربات؟
خلال تقديمى أيضا أحد ليالى التليفزيون، كانت المطربة ميادة الحناوى ميعادها من الساعة 10 حتى الساعة 12 منتصف الليل ، فظلت تغنى للساعة 1 إلا ربع بعد منتصف الليل، وكان من المقرر أن يظهر بعدها في الحلفة المطرب هانى شاكر، فقال لى حينها "يا خضر أنا سأترك الحفل أنا وفرقتى، فقلت للعاملين في الحفل "أول ما تنتهى من الكوبليه وتحيى الجمهور أغلقوا ستارة المسرح حتى لا تعيد أغنيتها كما يطلب الجمهور منها"، وفعلت ذلك ثم أخذت سيارتى وعدت إلى منزلى فورا حتى لا يحضرنى أحد بعد هذا الموقف ويسألون من فعل ذلك ، وميادة الحناوى حينها غضبت وكانت تريد أن تكمل، فكانت موقف صعبة للغاية، ومن المواقف أيضا كنت أقدم مهرجان السينما، وكانت الفنانة غادة عبد الرازق في بداية مشوارها ، وكنت أسجل مع الفنانتين ليلى علوى وإلهام شاهين ، فطلبت منى أن تقف معهم ، فقلت لهم إن غادة عبد الرازق تريد أن تقف بجانبكم خلال التسجيل فرفضوا.
الإعلامى عبد المجيد خضر والفنان سعيد صالح
فيما يتعلق بدخولك لمجال السينما من رشحك لهذا المجال؟
من رشحنى كان إبراهيم عفيفى ونادية الجندى، في فيلم عزبة الصفيح، وكان يشاركها التمثيل حينها كمال الشناوى وسعيد صالح، وهذا كان أول عمل سنيمائى لى وفى التليفزيون شاركت في مسلسل مع صلاح ذو الفقار وعمر الحريرى، وعايدة عبد العزيز وكان هذا أول عمل درامى لى في التليفزيون، وكان المسلسل اسمه "ابدا لن أنساه" ، ثم قدمت نصيب الأسد مع دلال عبد العزيز، وكذلك فيلم المزاج مع فيفى عبده ومديحة كامل وهذا الفيلم هو من قضى على مسيرتى الفنية بسبب المشاهد الساخنة فيه، وقلت للمخرج على عبد الخالق أننى مذيع ولا ينبغي أن أظهر بتلك المشاهد، فقال لى إنهم سيحذفونه في المونتاج، ، وعندما ذهبت السينما مع زوجتى وجد المشهد الساخن في الفيلم، وشاهده الكثير من المقربين وعاتبونى، ومن حينها قررت ألا أشارك في أي عمل سينمائى وأن التمثيل ليس مجالى، ولكن مثلت مسرحيتين، ومسلسلين، من بينهم مسلسل "لا إله إلا الله" للمخرج أحمد طنطاوى، حيث ظهرت بدور "خفرع"، وقررت ترك التمثيل والتفرغ للعمل الإعلامى.
الإعلامى عبد المجيد خضر والفنان هانى شاكر
أنت قدمت أخبار وبرامج.. هل مذيع الأخبار يمكن أن يقدم برامج أو العكس؟
مذيع الأخبار يستطيع أن يقدم برامج، ولكن مذيع البرامج لا يستطيع أن يقدم أخبار، لأن مذيع البرامج يقول حمل عشوائية بدون ترتيب، ولكن مذيع الأخبار يقول الجمل بطريقة صحيحة ونطق صحيح ووقفات صحيحة حيث يكون قد تعلم مخارج الألفاظ ونهايات الجمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة