شريف عارف

"دواعش الفكر".. وتخريب العقول

الخميس، 03 فبراير 2022 02:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أخطر ما تعرض له هذا الوطن على مدى العقود الماضية، هو "تخريب العقول" قبل المنشآت. فتخريب العقل ببساطة يعني الاستمرارية والقدرة على تجديد أفكار الفوضى، أما " المنشأة" فأمرها سهل إلى حد كبير، فمن الممكن استعادتها!

قبل سنوات، حاورت الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، عن فكرة " تخريب العقول"، التي كانت – وستظل- منهجاً لتيار الإسلام السياسي. دار الحوار على مائدته فى الفندق الشهير التي لا تخلو من تشكيلة منوعة من الأوراق الملونة، والأقلام بدرجاتها وألوانها.. تنوع الألوان يمتعه هو بصرياً.. كذلك تنوع الأفكار وتعددها.. وهذه " التيمة" سر من أسرار الصنعة !.

-  سألته.. على مدى سنوات طويلة تم تصنيفك ككاتب «مناهض» للإخوان.. إلى أى حد يكون للمشهد السياسى تأثير على الكاتب.. خاصة فى الدراما؟.. فأجاب: " أنا كمواطن أحب أن أعيش فى دولة مدنية. وجماعة الإخوان المسلمين بدأت نشاطها كجماعة دينية، وتحولت مع الوقت إلى جماعة دينية سياسية، وتطورت إلى أن وصلت إلى «جر» البلد إلى عصر ما يسمى «الخلافة الإسلامية». فأنا ضد العيش فى دولة «دينية»، ضد العيش فى دولة بها تيارات «متناحرة». فالوضع فى مصر الآن غريب للغاية.. نحن نعيش فى دولة فيها إخوان وسلفيين وصوفيين وشيعة.. وكل تيار منهم يريد الوصول إلى الحكم.. ده كلام فارغ! وبين وقت وآخر تظهر المزايدات بين أنصار كل تيار. فتجد «السلفيين» يخرجون علينا بـ «تقليعة» جديدة مضمونها أننا نؤدى صلاة الفجر فى توقيت خاطئ وأن علينا أن نصحح هذا! بينما آخرون يشتكون من قرار وزير الأوقاف بمنع «الميكروفونات» فى صلاة التراويح.. هل يمكن لأى كاتب أن يعيش بمعزل عن كل ذلك؟!.. ولذلك فتوحش هذه التيارات خاصة «السلفيين» سيحرق هذا البلد. ولا أعرف لماذا «الدولة ساكتة» على هذا الزحف السلفى الذى سيدمر البنية المصرية.. وهويتها؟! هذا السكوت سيجرنا إلى عالم آخر بعيد عن الهوية المصرية التى ولدنا وتربينا فيها.. إلى عالم شبه داعشى!

قبل أيام ودعنا واحداً من رواد التنوير، هو الكاتب الكبير ياسر رزق، الذي ملأ الدنيا فكراً وإنتاجاً كان آخره مؤلفه المهم " سنوات الخماسين"، المؤلف الذي أعاد إلى الكتاب السياسي هيبته، وإلى عملية النشر عموماً حيويتها.

الكاتب الكبير الراحل ياسر رزق، هو من أشرس المقاتلين ضد " الاسلام السياسي" وضد استغلال الدين في العمل السياسي، ويخطئ من يعتقد أن معركته مع الجماعة الإرهابية، كانت وليدة الفترة الحاسمة بين يناير الغضب ويونيو الخلاص، معركة ياسر رزق، بدأت قبل عقود.. وستستمر لعقود قادمة ..

في حفل التوقيع الوحيد للكاتب الراحل ياسر رزق، تحدث صراحة عن مستقبل المواجهة الفكرية، مع الجماعة الارهابية. وقال نصاً : " قد يأتي حين ولا يتصدى للتأريخ في مصر .. إلا جماعة الإخوان"!

هذا اليوم لن يأتي باذن الله.. طالما أننا ننير الطريق لمن بعد بعدنا بكتاباتنا الحرة.. لله وللحرية وللوطن.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة