بكفاح وعزيمة وأمل، يبدأ عمال الترحيلة يومهم مع آذان الفجر، يجمعون بعضهم البعض، يصطفون على الأرصفة، حاملين المقطف والفأس، لتبدأ رحلة مشقتهم بقدوم مقاول العمل بسيارته، والذى يصطحبهم للأراضي الزراعية متنقلين بين قرية وأخرى؛ بحثا عن الرزق الحلال.
رصدت عدسة "اليوم السابع"، يوم من حياة عمال الترحيلة، بقرية المعصرة التابعة لمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، وهم يسعون منذ ساعات الصباح الباكر؛ لكسب قوت يومهم بعزة وكرامة ونفس راضية، رغم مشقة العمل ومخاطره.
وقالت سامية محمد صاحبة الـ58 عاما، إنها اعتادت منذ طفولتها على أن تكافح بالعمل في الغيطان والأراضي الزراعية؛ لتنفق على نفسها وتوفر حياة كريمة لوالديها، حيث يبدأ يومها مع زميلاتها بعد أذان الفجر، يقفون أمام رصيف الشارع، ينتظرون سيارة نصف نقل تقلهم للغيط الذي يبدأون العمل فيه مع الساعة الأولى لإشراقة الشمس، ليظلوا يزرعون ويحصدون الثمار حتى الساعة الواحدة ظهرا، مشيرة إلى أنها ولدت وجدت نفسها في الأراضي الزراعية والغيطان، وامتهنته، وأصبح مع مرور السنين كل حياتها.
وأضافت أنها تعشق عملها بكل ما فيه من تعب ومشقة، حيث تخرج للعمل يوميا في مهنة شاقة تحتاج لصبر وقوة تحمل ومجهود بدني كبير، تقضي الصيف والشتاء على الرصيف، وتسافر لمسافات طويلة شاقة طريقها للأراضي الزراعية، لتعمل بيومية 50 جنيه، مؤكدة على أن عملها الصعب يعينها على كسب رزق حلال بتعبها وشقاها، ويمكنها من الإنفاق على ذاتها وابنها الوحيد "محمد"، بعد وفاة زوجها.
"اتمرمطت واتبهدلت بس عرفت معنى الحياة.. واللقمة الحلال حلوة".. بهذه الكلمات بدأت بدوية صابر صاحب الـ30 عاما حديثها فقالت، إنها تعمل في الغيطان منذ أن كانت في السابعة من عمرها، فاضطرتها الظروف المرضية لوالدها، للكفاح والعمل مبكرا، حيث وهبت حياتها للعمل ورفضت الزواج، وتقضي أيامها في التنقل بين أرض وأخرى؛ لتوفر حياة كريمة لها ولوالديها، مؤكدة على أن العمل هو ما علمها معنى الحياة وعرفها قيمتها.
أحدى-العاملات
عامل
عامل-ترحيلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة