أكرم القصاص - علا الشافعي

حياد سويسرا.. حكاية حرب جعلت الدولة الأوروبية تتبنى السلام منذ 500 عام

الأحد، 13 فبراير 2022 09:00 م
حياد سويسرا.. حكاية حرب جعلت الدولة الأوروبية تتبنى السلام منذ 500 عام سويسرا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا اليوم قبل 102 عام، اعترفت منظمة "عصبة الأمم"، بحياد سويسرا، وهو الموقف الذي تبنته سويسرا على مدى قرون، يعد الحياد السياسي أحد المبادئ الرئيسية في سياسة سويسرا الخارجية، والذي ينص على ألا تشارك سويسرا في أي حرب مسلحة بين الدول الأخرى، هذه السياسة مفروضة ذاتيا، دائمة، ومسلحة، ومصممة لضمان الأمن الخارجي وتعزيز السلام العالمي.
 
خلال الحرب العالمية الأولى، استمرت سويسرا في نهج سياسة الحياد على الرغم من تقاسمها الحدود البرية مع اثنتين من دول المركز (ألمانيا والنمسا المجر) واثنتان من دول الحلفاء (فرنسا وإيطاليا). فضلت الغالبية الناطقة بالألمانية في سويسرا عمومًا دول المركز، بينما وجدت سويسرا نفسها محاطة بالكامل من قبل دول المحور والأراضي التي سيطروا عليها معظم فترات الحرب العالمية الثانية. خططت ألمانيا النازية لغزو سويسرا، لكن سويسرا قامت باستعداداتها لحدوث مثل ذلك. عند نقطة واحدة، حشدت سويسرا 850,000 جندي. تحت قيادة هنري جيسان، طورت سويسرا خطتها لإعادة الشك الوطني في حالة حدوث غزو.
 
لكن الأسباب التى جعلت سويسرا تلتزم بالحياد التام وعلى مدار نحو أكثر من 5 قرون كاملة، جاء لأسباب متعلقة بالحرب نفسها، حيث ترجع بدايات الحياد السويسري إلى هزيمة الاتحاد السويسري القديم في معركة مارينيانو في سبتمبر 1515، أو معاهدة السلام التي وقعها الاتحاد السويسري القديم مع فرنسا في 12 نوفمبر 1516. قبل ذلك، نهج الاتحاد السويسري القديم سياسة خارجية توسعية.
 
أصبحت سويسرا قوة عظمى في أواخر فترة القرون الوسطى، وخاصة خلال الحروب الإيطالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، حيث اكتسب السويسريون شهرة واسعة بسبب غزواتهم وانتصاراتهم الحربية، حيث أدى المرتزقة السويسريون عرضاً مذهلاً للقوة العسكرية، كما عُرف حاملو الرماح السويسريون بقدرتهم على الحفاظ على تشكيلة مثالية حتى في المواقف الصعبة، فضلاً عن قدرتهم على تغيير تشكيلتهم بسرعة من الهجوم إلى الدفاع، وكان لهم دور كبير في الثورة السويسرية للحصول على حكم ذاتي من الإمبراطورية الرومانية المقدسة، حيث أرسلت الامبراطورية قوة من الفرسان لسحق الثورة، لكنها تعرضوا لهزيمة نكراء على يد حاملي الرماح السويسريين.
 
كانت معركة Marignano سبباً أساسياً في استيعاب السويسريين لأهمية السلام، حيث مُنيت بلادهم الصغيرة نسبياً بواحدة من أسوأ الهزائم في تاريخهم، وخلال العقد القادم، لم يشارك السويسريون في الحروب كأمة واحدة، لكنهم عانوا خسائر فادحة في الأرواح بسبب خسارة مرتزقتهم حروباً في القارة الأوروبية.
 
في معركة (بيكوكا) مثلاً، تعثرت قوات المشاة السويسرية بسبب الطين ونيران المدفعية، وكانت تشكيلة القوات الضخمة هدفاً سهلاً للمدفعية الإسبانية ورماة القنابل. بدا واضحاً أن عصر حاملي الرماح السويسريين قد انتهى. إن هذه المعركة، والسلم الفرنسي السويسري، هما سبب تبني هذه الدولة الصغيرة سياسة الحياد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة