عادل السنهورى

هوامش على زيارة الرئيس السنغالى إلى مصر

الثلاثاء، 01 فبراير 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السنغال من أقرب الدول الأفريقية إلى مصر والعالم العربي، وخاصة في فترة تولي الرئيس السابق عبدو ضيوف حكم البلاد منذ عام 1981 وحتى عام 2000، وكان أول رئيس مسلم لبلاده لبلد يشكل المسلمون فيه أكثر من 95% من السكان. وعمل عبدو ضيوف على ترسيخ وحدة السنغال والنهوض بها، كما شجع الاتجاه إلى التعليم العربي والإسلامي في بلاده، وكان له دور بارز في تنظيم اللقاءات الإسلامية العالمية والمحلية في السنغال، كما اهتم بقضايا الأمة وجاهد في الدفاع عنها في المحافل الدولية، وأسهم إسهامًا كبيرًا في إنجاح مؤتمرات القمة الإسلامية. 
 
من هنا تتميز العلاقات مع السنغال بالتميز والخصوصية، والدور الذى تقوم به داكار في محيطها الإقليمي والعربي والدولي، وتأثيرها في القضايا الأفريقية، ولذلك تحظى زيارة الرئيس السنغالي ماكي سال الحالية لمصر بالاهتمام السياسي والاستراتيجي، واعتبارها زيارة نوعية لدعم العلاقات الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، علاوة على التنسيق السياسي بين البلدين.
 
الزيارة مهمة على صعيد العلاقات الثنائية وتطويرها، لكنها أكثر أهمية على صعيد الأمن القومي وخاصة أن السنغال سوف تتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي اعتبارا من 6 فبراير المقبل، خلال القمة الأفريقية المقبلة خلفا لرئاسة الكونغو الديمقراطية، وبالتالي سيتولى الرئيس السنغالي ماكي سال الإشراف على مفاوضات سد النهضة التي تقع تحت إشراف ورئاسة الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي الرئيس ماكي سال. 
 
الأهمية أيضا تكمن في أن السنغال بالإضافة إلى توليها مقعد الرئاسة ستستضيف المنتدى العالمي للمياه في 20 إلى 27 مارس المقبل، وهو منتدى سيتناول قضايا الأمن المائي على الصعيدين الوطني والدولي، ولن يكون ملف سد النهضة كمهدد للاستقرار الإقليمي بعيدا عن هذا المنتدى الذي سيشارك فيه قادة دول عديدة ووزراء مياه وخبراء من مختلف دول العالم.
 
السنغال أيضا- وهذا في غاية الأهمية – يعد شريكا مؤسسا لمنظمتين للتعاون الإقليمي بشأن الأنهار الدولية، وأكثرهما نجاحًا على الصعيدين الإفريقي والدولي هما منظمة حوض نهر السنغال والتي  تتشارك فها مع دول الجوار موريتانيا ومالي وغينيا،  ومنظمة حوض نهر جامبيا، وتتشارك فيها مع جامبيا وغينيا بيساو وغينيا، والمنظمتان تعملان من أجل الاستفادة المائية والكهرومائية والتنموية لصالح شعوب الدول المتشاطئة على النهرين الدوليين داخل القارة الإفريقية، ولذلك تتمتع السنغال بخبرة المفاوضات بشأن الأنهار وتقاسم المياه وحقوق كل دولة ويمكن أن تقدم الحلول لدول حوض النيل ودول نهر النيل الشرقي -النيل الأزرق- مصر وإثيوبيا والسودان، والتوصل لاتفاق قانوني ملزم يسمح لكل الأطراف بتحقيق كل ما تصبو إليه من مصالح تنموية، سواء كان الأمر يتعلق بتوليد الكهرباء أو غيرها من مجالات يتحقق مثيلها في أنهار أخرى مشابهة داخل القارة الأفريقية.
 
يمكن الاستفادة القصوى من زيارة الرئيس السنغالي والوفد المرافق له بالاطلاع على التجربة السنغالية وزيارة مقر منظمتي السنغال وجامبيا والتعرف كخبراء ومسؤولين على ما تم إنجازه داخل صعيد القارة بقيادة سنغالية وشراكة مع باقي دول الجوار الجغرافي، في مجال مياه النيل.
 
ملفات كثيرة مهمة تناولتها زيارة الرئيس السنغالي الى مصر ومنها أيضا ملف مكافحة الإرهاب وخصوصا في اقلية الساحل والصحراء. 
 
ننتظر الكثير من السنغال خلال الفترة المقبلة انطلاقا من علاقات الصداقة التاريخية التي تربط مصر والسنغال، حيث كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية السنغال فور استقلالها، وتم تبادل العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 1960، الأمر الذي جعل العلاقات بين البلدين تتسم بالتميز.
 
ويؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما على انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة، وفى مقدمتهم السنغال، وتطلعها لتطوير التعاون معها على جميع الأصعدة، كما تشهد العلاقات بين البلدين تناميا مطردا على جميع المستويات وتوافق الرؤى تجاه القضايا الدولية، والتعاون في المحافل الدولية والإقليمية، ولاسيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وتجمع الساحل والصحراء، فضلاً عن مبادرة "النيباد" للتنمية في إفريقيا. 
 
وتشارك مصر سنويا في منتدى "داكار" الدولي حول السلم والأمن في إفريقيا، والذي أطلقه الرئيس السنغالي ماكي سال في 2014. وتأتي المشاركة المصرية في إطار تدعيم آليات العمل الإفريقي المُشترك لمجابهة التحديات المختلفة التي تواجه القارة الإفريقية، ويبحث المنتدى سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب في القارة الإفريقية، وإمكانيات وضع استراتيجيات فاعلة للتصدي لهذه الظاهرة وإرساء السلم في القارة، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بقضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية. 
 
كما شاركت مصر في القمة الخامسة عشرة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية التي انعقدت بالعاصمة السنغالية داكار في نوفمبر 2014.   
 
وتبادل الجانبان الزيارات الرئاسية حيث قام الرئيس السيسي في أبريل 2019 بزيارة للسنغال، استقبله ماكي سال رئيس السنغال، 
 
وفي ديسمبر من العام ذاته قام رئيس السنغال بزيارة لمصر للمشاركة فى منتدى السلام والتنمية المستدامة، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحث الجانبان سبل تعميق التعاون الثنائي مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في القارة الأفريقية، وذلك على الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، وكذلك الصعيد الفكري.
 
وفى مايو الماضي التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في باريس مع الرئيس السنغالي "ماكي سال" وناقشا الجانبان المستجدات الخاصة بعدد من الملفات القارية، خاصةً في ظل الرئاسة السنغالية المرتقبة للاتحاد الأفريقي عام 2022، حيث تم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تطورات تلك الملفات، بما فيها دعم العلاقات الإفريقية مع التجمعات الإقليمية المختلفة حول العالم، وكذلك مع العالم العربي. وتبادل الجانبان الرؤى بشأن تطورات قضية سد النهضة.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة