محمد أحمد طنطاوى

المسكنات دون استشارة طبية أسرع طريق للفشل الكلوى

الثلاثاء، 01 فبراير 2022 11:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مسكن للألم ومضاد للالتهاب وخافض للحرارة"، هذه عبارة شهيرة نصادفها دائماً على عبوات الأدوية المسكنة، المنتشرة الأنواع والأشكال في الصيدليات، التي نشتريها غالباً بدون وصفة طبية أو استشارة من مختصين، فقط بمجرد ذكر اسم الدواء للصيدلي أو البائع، سوف تشتريه، لدرجة أن بعض المرضى - خاصة في الريف - صاروا يعتمدون على تناول الأدوية المسكنة صباحاً ومساء، ويعتبرونها ضمن طقوسه اليومية، التي لا يمكن الاستغناء عنها.

المسكنات لها أضرار مباشرة على صحة الكلى، ومع المداومة على استخدامها، قد تؤدى إلى تدهور وظائف الكلى، خاصة أن هذه الأخيرة من الأعضاء التي قد تعتل بصورة مفاجئة، ويحدث بها خلل أو فشل في أداء وظائفها بسبب المسكنات دون مقدمات، لذلك قد تعالج الصداع المزمن لعدة أشهر باستخدام المسكنات الشائعة، إلا أنك قد تتلقى الصدمة في نهاية الرحلة بأنك تعاني الفشل الكلوي!

المسكنات لها خطورة مباشرة على كبار السن ومن يعانون أمراضاً مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، أو مشكلات في الكبد، لذلك لا يجب أن نستخدم المسكنات دون وصفات طبية، ولا نغتر ونفرح بقدرتها الكبيرة على تقليل الالتهاب وتسكين الألم أو إخفائه في الكثير من الأحيان، فغالباً ما يكون هذا التسكين المؤقت على حساب أمراض مستقبلية قد تتعرض لها.

هيئة الدواء المصرية، حذرت قبل عدة أسابيع من خطورة استخدام المسكنات دون وصفة طبية أو استشارة من المختصين سواء الأطباء أو الصيادلة، ودعت إلى ضرورة استخدام أقل جرعة ممكنة منها، بحيث لا تزيد عن 10 أيام للألم، و3 أيام للحمى وارتفاع درجات الحرارة، وهذا بالنسبة للأنواع التي لا تحتاج وصفة طبية، بينما الأنواع الأكثر تأثيراً لا يجب أن يتم استخدامها دون العودة للطبيب، خاصة من يعانون أمراضاً مزمنة، أو من تزيد أعمارهم على 65 عاماً، محذرة من الإفراط في تناول المسكنات بأنواعها، لما قد تحمله من أضرار مستقبلية للجسم.

نقطة هامة أيضا ترتبط بالاستخدام الخاطئ للأدوية، انتشرت بالتزامن مع فيروس كورونا المستجد، وهي استخدام عقاقير السيولة بصورة غير مبررة من مع تعافوا من الفيروس، مع تجاهل ما قد يترتب عليها من مضاعفات خطيرة،  يتعرض فيها المريض للنزيف أثناء الاستخدام، أو الجلطات عقب التوقف عنها، خاصة إذا تم استهلاكها لفترات طويلة، لذلك لا يجب استخدام أدوية السيولة بالصورة التي نراها، ووصفها يجب أن يكون من خلال طبيب متخصص، لاسيما أن الموضوع زاد عن الحد، وبدأ المواطنون يستخدمون أدوية السيولة من تلقاء أنفسهم، سواء في صورة أقراص أو أمبولات للحقن.

لا امتلك معلومات كافية عن حجم استهلاكات المصريين من الأدوية، لكنى أظن أن مصر ضمن أعلى الدول استهلاكاً وإفراطا في استخدامها، خاصة المضادات الحيوية والمسكنات والمكملات الغذائية، لذلك هناك حاجة ملحة لأن تقدم الجهات المعنية في وزارة الصحة وهيئة الدواء، ومنظمة الصحة العالمية، بحثاً مفصلاً حول استهلاك الأدوية في مصر، فيمكن من خلال نتائج هذه الدراسة ترشيد استخدام الأدوية، والتوعية بأضرار الإفراط فيها، على أن يتم الترويج لهذه الدراسة والاستفادة من نتائجها في التوعية بتلك القضية الهامة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة