وبئر المياه سر خاص لا يعرفه أحد..

مساجد لها تاريخ.. مسجد "المعينى" بدمياط استقبل الصوفيين وصد هجمات الفرنجة

الخميس، 08 ديسمبر 2022 04:00 ص
مساجد لها تاريخ.. مسجد "المعينى" بدمياط استقبل الصوفيين وصد هجمات الفرنجة مسجد المعينى بدمياط
دمياط - هيثم مراد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مسجد المعينى أحد آثار محافظة دمياط الشاهدة على تاريخ تأسيس الصوفية بمصر، تحمل جدرانه عبق الماضى، وتشهد مأذنته على تاريخ الأكابر، جولة بسيطة بين جدران مسجد المعينى بدمياط، كفيلة كى تتعرف على حياة السلف، وكيف كان للتصوف مكانته بينهم؟ تحولت قبلة "مسجد المعينى" مرات عديدة فتارة يكون مدرسة، وتارة مسجدًا وتارة أخرى مكانًا للقاء أبناء الصوفية لإحياء الشعائر، بينما لم يبوح المسجد عن أسراره بعد.

وأجرى "اليوم السابع"، جولة داخل جدران اقدم مساجد دمياط، لنتعرف سويا على أسراره والتى لا تزال محط اهتمام الجميع حتى الآن. 

ويعود مسجد "المعينى" إلى محمد معين الدولة الفارسكورى، أحد كبار التجار بعصر المماليك، شيده "معين الدولة" فى عام 1310 ميلادية، 710 هجرية، كان الغرض منه أنذاك هو الحصول على مكانة أكبر بين وجهاء القوم، فتقول رواية تاريخية أن كبار التجار وقتها كانوا يشترون منصب القاضى شريطة امتلاكهم لمدرسة أو "خانقاه" كما تدعى قديمًا وهى مكان للتصوف، ويقع المسجد بمنطقة "الشارع الأعظم" _الشرباصى_ إ حاليًا إحدى الأماكن الحيوية بدمياط والتى عُرفت قديمًا بمنطقة الأكابر إسوة لتمركز كبار التجار بها

يتكون المسجد من أربع إيوانات، تصل مأذنته إلى 6 أمتار والتى ارتفعت دون أعمدة، لترتكز على الإيوانات فقط، كانت هناك رافعة مررها بناة المسجد قديما لترفعه عن نهر النيل، أُستخد الإيوانات الأربع لنشر المذاهب الأربعة وتعلمها، ولكن سرعان ما تحولت إلى حلقات ذكر يقصدها الباحثين عن التصوف.

وبدأت الحملات الفرنسيين، والتى خربت كافة معالم الحياة بهذا الزمن، طالت أعمال التخريب مبانى المسجد ليتم إغلاقه لسنوات عديدة، ولكن وعقب اغلاقه احتوى المسجد لقاءات أعضاء المقاومة، حتى تم الانتصار على الفرنسيين وأسر لويس التاسع بفارسكور، ولكن ظل المسجد مغلقًا لأزمنة بعيدة.

وجاء "حسين الفارسكورى" الحفيد الأصغر لمعين الدولة مشيد المسجد، ليعيد أمجاد الأجداد، ولكنه صمم على فتح أبواب مدرسة أجداده أمام البسطاء لتعلم الصوفية، حتى بات المسجد مقصدًا لطلاب العلم من بلدان أخرى، فكانوا بقصدونه من كل صوب وحدب .

لم يكن تعلم الصوفية وقتها أمرًا مستحب لدى أبناء الأكابر، ولكن للبسطاء كانت بمثابة قبلة حياة، ربما كان لقرار الحفيد الأصغر بعائلة "الفارسكورى" الأثر فى الابقاء على جدران المسجد حتى الأن.

ومن بين مفاجئات المسجد احتوائه على بيرًا للمياه الجوفية، لم يعرف أحدًا مصدر تلك المياه، ربما كان لمكانه الأثر فى هذا إذ كان قديمًا يعتلى قمة النهر، ولكن أمام استمرار المياه والتى لن تنتهى احتار الجميع، ليظل سر "بير المياه الجوفية" أحد الأسرار التى لم يبوح بها المسجد حتى الآن.

 
 مسجد المعينى بدمياط (1)
مسجد المعينى بدمياط (1)

 مسجد المعينى بدمياط (2)
مسجد المعينى بدمياط (2)

 مسجد المعينى بدمياط (3)
مسجد المعينى بدمياط (3)

 مسجد المعينى بدمياط (4)
مسجد المعينى بدمياط (4)

 مسجد المعينى بدمياط (5)
مسجد المعينى بدمياط (5)

 مسجد المعينى بدمياط (6)
مسجد المعينى بدمياط (6)

 مسجد المعينى بدمياط (7)
مسجد المعينى بدمياط (7)
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة