تعافى قطاع الطيران من تداعيات جائحة كورونا.. تراجع خسائر شركات خلال 2022.. الاتحاد الدولى للنقل الجوى يتوقع تحقيق أرباح 4.7 مليار دولار العام المقبل.. والشحن الجوى يلعب دوراً رئيسياً فى تخفيف الخسائر

الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 07:30 م
تعافى قطاع الطيران من تداعيات جائحة كورونا.. تراجع خسائر شركات خلال 2022.. الاتحاد الدولى للنقل الجوى يتوقع تحقيق أرباح 4.7 مليار دولار العام المقبل.. والشحن الجوى يلعب دوراً رئيسياً فى تخفيف الخسائر مصر للطيران
كتبت رحاب نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشف الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) عن توقعاته بعودة شركات الطيران العالمية إلى تحقيق الأرباح خلال عام 2023 بعد التراجع المستمر فى الخسائر التى تكبدتها جراء تداعيات جائحة كورونا، فمن المتوقع أن تحقق الشركات 4.7 مليار دولار أمريكى بهامش ربح صافى بواقع 0.6%، وهى أول الأرباح التى تسجلها الشركات منذ عام 2019، والتى بلغت فيه الأرباح الصافية للقطاع 26.4 مليار دولار أمريكى (بهامش ربح صافى عند 3.1%).

 

وحسب تقرير الاتحاد الدولى للنقل الجوى، من المتوقع أن يتراجع صافى خسائر شركات الطيران إلى 6.9 مليار دولار أمريكى فى عام 2022 (ما يشكل تحسنًا عن خسائر 9.7 مليار دولار أمريكى التى قدرتها توقعات إياتا لشهر يونيو 2022)، حيث تراجعت الخسائر المسجلة خلال العام الجارى بشكل ملحوظ عن تلك التى تكبدها القطاع بقيمة 42.0 و137.7 مليار دولار أمريكى خلال عامى 2021 و2020، على الترتيب.

 

وقال ويلى والش، المدير العام للاتحاد الدولى للنقل الجوي: "كانت المرونة السمة الأبرز لشركات الطيران بالمجمل خلال جائحة كوفيد-19، وبينما نتطلع لبدء العام المقبل، نتوقع أن يعود القطاع للتعافى من خلال تسجيل أول أرباحه على الإطلاق منذ عام 2019، ونرى فى هذه الخطوة إنجازًا كبيرًا، لا سيما بالنظر إلى جسامة الضرر المالى والاقتصادى الذى تسببت به القيود المفروضة جراء الجائحة الصحية، ومع ذلك فإن تسجيل أرباح بقيمة 4.7 مليار دولار أمريكى فى قطاع تصل إيراداته إلى 779 مليار دولار يوضح مدى العمل الذى ينتظرنا لنستطيع استئناف أنشطة القطاع على أساس مالى متين. تحقق العديد من شركات الطيران ما يكفى من الأرباح لاستقطاب رأس المال الضرورى للمضى بالقطاع قدمًا بينما يسعى للحد من بصمته الكربونية، بينما تعانى الكثير من الشركات الأخرى جراء العديد من الأسباب المختلفة، والتى تشمل اللوائح التنظيمية المتشددة والتكاليف المرتفعة والسياسات الحكومية غير المتسقة والبنى التحتية غير الكافية وسلسلة القيمة التى لا تتيح فرص التوزيع العادل لمزايا خدمات الترابط العالمي".

 

ومن جانبها، لعبت إيرادات الشحن الجوى دورًا رئيسيًا فى تخفيف الخسائر مع توقعات بوصولها إلى 201.4 مليار دولار أمريكى، وهذا ما يعتبر تحسنًا ملحوظًا بالمقارنة مع توقعات شهر يونيو، والتى بقيت دون أى تغيير عن عام 2021 إلى حد كبير، بينما كانت ضعف ما جرى تحقيقه فى عام 2019 عند 100.8 مليار دولار أمريكي.

 

وأشارت توقعات إياتا لشهر يونيو بأنّ حركة المسافرين خلال عام 2022 قد تصل إلى 82.4% من مستوياتها المسجلة قبل الجائحة الصحية، إلا أن المؤشرات الحالية تفيد بأنّ معدلات تعافى الطلب فى القطاع ستقف عند 70.6% من المستويات المسجلة قبل كوفيد-19، ومن الناحية الثانية أشارت التوقعات سابقًا إلى أن قطاع الشحن سيتجاوز المستويات المسجلة فى عام 2019 بواقع 11.7%، مع ترجيحات بتعديل هذه النسبة الآن إلى 98.4% من مستويات عام 2019 فحسب.

 

وأوضح والش: "يعد نجاح شركات الطيران فى الحد من خسائرها فى عام 2022، برغم ما تواجهه من ارتفاع فى التكاليف ونقص فى العمالة وحالات الإضراب والاضطرابات التشغيلية فى العديد من المراكز الحيوية وغيرها من حالات الغموض الاقتصادى المتنامية، خير دليل على رغبة الناس بالسفر ومدى ضرورة الترابط العالمي. وتجدر الإشارة إلى أن أعداد المسافرين كانت أقل من التوقعات مدفوعةً باتجاه بعض الأسواق، مثل الصين، فى إطالة أمد القيود المفروضة أكثر مما كان متوقعًا لها. سننهى العام الجارى عند مستويات تقارب الـ 70% من أعداد المسافرين المسجلة فى عام 2019، وسيؤدى تحسن الإيرادات فى أنشطة الشحن ونقل المسافرين إلى دفع شركات الطيران نحو الاقتراب من تحقيق الأرباح من جديد".

 

وتشير التوقعات إلى أن قطاع الطيران سيعود إلى مسار تحقيق الأرباح فى عام 2023، ويتوقع أن تسجل شركات الطيران أرباحًا صافية بقيمة 4.7 مليار دولار أمريكى على إيرادات تبلغ 779 مليار دولار أمريكى (بهامش ربح صافى عند 0.6%). ويأتى هذا التحسن المتوقع برغم تنامى حالات الغموض الاقتصادى وبالتزامن مع تباطؤ نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى إلى 1.3% (من 2.9% فى عام 2022).

 

وأضاف والش: "هناك العديد من الأسباب التى تدفعنا للتفاؤل برغم حالات الغموض الاقتصادى التى تواجهنا، مثل تراجع التضخم فى أسعار النفط واستمرار الطلب المكبوت، فى ضمان التحكم فى التكاليف بالتزامن مع استمرار الاتجاه القوى للنمو. وفى الوقت ذاته، وفى ضوء هذه الهوامش، فمن شأن أى تحول بسيط فى أى من هذه المتغيرات أن يرجح الكفة نحو النطاقات السلبية وبناءً عليه لا بد من الحفاظ على اليقظة والمرونة بشكل أساسي".

 

وتوقع الاتحاد الدولى للنقل الجوى، أن تتعرض أسواق الشحن للمزيد من الضغوط خلال عام 2023، وترجح التوقعات وصول الإيرادات إلى 149.4 مليار دولار أمريكى، أقل بواقع 52 مليار دولار أمريكى عن عام 2022، وأعلى بمقدار 48.6 مليار دولار أمريكى عن عام 2019، وفى ضوء الغموض الاقتصادى الذى يلف العالم، يتوقع أن تتراجع أحجام الشحن إلى 57.7 مليون طن من ذروتها عند 65.6 مليون طن فى عام 2021. كما يتوقع أن تتباطأ الإيرادات بشكل كبير بينما تنمو سعة حجرات الأمتعة فى طائرات الركاب بالتوازى مع التعافى فى أسواق المسافرين. وبالإضافة إلى ذلك، تتوقع إياتا تراجع إيرادات الشحن بواقع 22.6%، لا سيما خلال الجزء الأخير من العام، عندما تبدأ آثار التدابير المتخذة لكبح التضخم بالظهور.

 

ومن المتوقع أن ينمو إجمالى التكاليف بواقع 5.3% إلى 776 مليار دولار أمريكي. وتشير التوقعات إلى أن هذا النمو سيبقى أقل بنسبة 1.8 نقطة مئوية عن مستوى نمو الإيرادات، ما سيسهم فى دعم مسار العودة إلى تحقيق الأرباح. ومع ذلك، لا تزال ضغوطات التكاليف مستمرة جراء شح اليد العاملة والمهارات والسعة، كما تشكل تكاليف البنية التحتية أحد مصادر القلق أيضًا.

 

ويتوقع الاتحاد الدولى للنقل الجوى، أن تتراجع التكاليف غير المتصلة بالوقود للوحدة إلى 39.8 سنت لكل طن كيلومتر متاح (بانخفاض عن 41.7 سنت لكل طن كيلومتر متاح فى عام 2022 ومقاربة لـ 39.2 سنت لكل طن كيلومتر متاح المسجلة عام 2019). وبحسب التوقعات، ستدفع المكاسب المتعلقة بكفاءة شركات الطيران عوامل حمولة المسافرين إلى 81.0%، بفارق طفيف عن 82.6% المسجلة فى عام 2019.

 

ومن ناحية أخرى، يتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية للوقود المستهلك فى عام 2023 إلى 229 مليار دولار أمريكى، بما يتوافق مع نسبة 30% من إجمالى النفقات. تستند توقعات إياتا على أسعار خام برنت عند 92.3 دولار أمريكى للبرميل (فى انخفاض عن السعر الوسطى عند 103.2 دولار أمريكى للبرميل فى عام 2022). كما يتوقع أن تصل القيمة الوسطية لكيروسين الطائرات إلى 111.9 دولار أمريكى للبرميل (فى تراجع عن 138.8 دولار أمريكى للبرميل). ويعكس هذا التراجع الاستقرار النسبى فى إمدادات الوقود بعد الاضطرابات الناجمة فى بداية المطاف عن اندلاع الحرب فى أوكرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، تبقى هوامش تكرير وقود الطائرات على مقربة من أعلى المستويات على الإطلاق.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة