خدمة وشوشة: "ابنى يعاملنى بقسوة وزوجى يتهمنى بالتقصير فى تربيته وأنا بين نارين"

الإثنين، 12 ديسمبر 2022 09:00 م
خدمة وشوشة: "ابنى يعاملنى بقسوة وزوجى يتهمنى بالتقصير فى تربيته وأنا بين نارين" وشوشة
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ابني عمره 15 عامًا دائمًا لا يطيع الأوامر ويعاملني معاملة قاسية ويرد عليّ بطريقة سيئة، مهمل في مذاكرة دروسه ومنعني من المذاكرة له وإن حاولت أن أمد يدي عليه يمسكني وينهرني، ذات مرة دفع الباب فاصطدمت به، وعندما اشتكي لوالده يتهرب ويقول لي إني لم أقدر على تربيته، ويلصق بي التهم أني مقصرة في تربيته، لكني غير قادرة على تربيته، وكل مايفعله معه هو أنه يقول له "ملكش دعوة بأمك" رد فعله سلبي، بل قد يحول شكوتي من الولد إلى مشاجرة بيننا، وتكون فرصة جيدة لابني لنتخاصم معًا أنا ووالده وهو يكون حر طليق يفعل ما يحلو له، ولدي عاق بمعنى الكلمة، رافض المذاكرة وغير مقتنع بها، على الرغم أنه يعيش في بيئة متعلمين، غير أنه إذا ذهب إلى المدرسة يفتعل مشكلات مع زملائه، مهما اكتب لن ينتهي الحديث عنه، أنا أعاني من حالة اكتئاب بسبب ابني وردة فعل زوجي، فكرت أكثر من مرة في الانتحار لولا خوفي على اخواته البنات، أن اتركهن وحدهن".

****

القارئة العزيزة نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية الذي قال: نقدر الضغوط الواقعة عليكم بسبب التصرفات غير المسؤولة من الابن وإلقاء اللوم عليكِ باستمرار في غياب دور الأب، ولكن وجدت شعاع النور وسعدت أن هذا الابن يعيش في بيئة متعلمين كما ذكرتِ وهذا سيحسن كثيرًا من الوضع بإذن الله مع اتباع التوصيات.

هنالك نموذج نفسي يسمى هرم البيت السوي قد تحدث عنه الكثير من الخبراء من قبل، تبدأ قاعدة الهرم بضرورة وجود علاقة قوية وخاصة تربط بين الإنسان والله، ثم تليها درجة أخرى يطلق عليها الشفاء النفسي، وصعودًا نصل إلى درجة ثالثة تسمى التفاهم الأسرى وأخيرًا وفي مقدمة الهرم "تربية الابناء"، فالأمور التربوية يترتب نجاحها على عدة مراحل سابقة لها مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن أن نفصلها أبدًا.

ومن خلال ذلك الهرم نجد أن صلاح الحال في كثير من الأحوال يبدأ بالصلاة والدعاء من أجل أنفسنا وحياة أبنائنا، فأرجو أن نهتم أولًا لهذا الأمر.

ومن ناحية علاقة الزوجة الفاضلة بزوجها علينا أن نميز بين أمرين وهما فتور العلاقة الزوجية وتبدل مشاعركم كأزواج، فإن كان زواجكما قائم من البداية على الحب والتفاهم فأنا أتوقع أن يكون هناك فقط فتور في علاقتكم الزوجية، الأمر الذي يستدعي أن تكسبي زوجك في صفك مرة أخرى ليساعدك في تقويم سلوك هذا الابن.

لا يخفى عليكِ أن المراهق في هذه السن يحتاج إلى الوالد من الناحية النفسية أكثر من الأم، فهو المثل الأعلى والقدوة له، يتعلم منه معنى القوة والرجولة وتحمل المسؤولية بالقدوة لا بالكلمات، وإن لم يرى هذا النموذج في والده سيتجه إلى مجتمع آخر من أصدقاء أو علاقات أو إلى السوشال ميديا ليكتسب ما يعرف بالتعليم المضاد، وفيه بالتأكيد سيتشبع من السلوك غير السوي وغير الطيب ويحدث عنده نوعًا من التغير السلبي.

ونحن نقول عن هذه المرحلة دائما إذا أحسنت التربية فيما قبلها سهل علينا اجتيازها وعبورها بسلام إلى مرحلة الرجولة، فهي مرحلة انتقالية تعتمد أولًا وبشكل رئيسي على ما قبلها.

يقال في المراجع العلمية الخاصة بالعلاقات الزوجية أن الزوجة دائمًا تكون هي العقل المدبر بينما يكون الرجل هو العقل المنفذ للقرار، فالبيت الصالح يبنى أولًا بحكمة المرأة قبل أي شيء، ولذلك نحن نرى أن الخطوة الأولى لعلاج الأمر تعتمد على علاقتك بزوجك، الزوج أسير المدح والكلام الطيب مهما بلغ من العمر وكبر، فإن إعتاد منك على ذلك باستمرار سينصلح حاله ويتبدل بمرور الوقت بإذن الله، فإجتهدي أولًا بذلك ثم الابتعاد عن منهج العصبية والعناد والعنف في ردات الفعل، فالبيت الهادئ بالحنان والود يبنى، وقد تكسبين بهذا قلب شريكك في صفك بإذن الله وهذا هو المفتاح الأول للعلاج.

لا شك أن هذا الابن يحتاج إلى التأهيل النفسي ما دام وصل به الحال إلى هذه الدرجة، فنحن نرى أننا أمام مجموعة مجتمعة من عدة مشكلات، ولذلك ننصح بعرض الأمر على الأخصائي النفسي لعمل تقييم نفسي ليضع خطة تأهيل مناسبة لحالة الابن وتقييمه من الناحية الدراسية ليمنحكم تقرير مفصل عن حالته الذهنية وقدراته.

كل تصرف سنسأل عنه أمام الله تجاه أبنائنا، فإسعِ أولًا لإصلاح ما بينك وبين زوجك، وعليكم بالابتعاد عن العنف في معاملة الابن فقد صار الآن رجلًا وليس طفل الأمس، اجتهدوا أن تعاملوه كرجل حتى يشعر بذلك، وأنا على ثقة أن ذلك سيحدث نقلة نوعية في تصرفاته، وتأكدوا أن صلاح الأسرة سيكون سبب مؤكد لصلاح هذا المراهق، فكل بيت يبنى بالحكمة والتفهم والود وهذا ما نحتاج أن نراه ونفعله لنصلح أحوال أبنائنا، حاولوا أيضًا تسليط الضوء على النماذج الصالحة ليراها الابن أمامه فكما يقال أن الصاحب ساحب، اجتهدوا في ذلك وتوقعوا الخير بإذن الله.

ومن جهة مسألة التفكير في الانتحار، هي دائما فكرة سلبية من الشيطان الذي يحاول أن يعكر صفو الحياه وينغصها علينا، وهذا ليس منهج العقلاء أبدًا، فإن كانت الفكرة ملحة ومستمرة أرجو مراجعة الطبيب النفساني لعلاج الأمر واتخاذ اللازم.

صفحة وشوشة (2)
صفحة وشوشة 
 
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة