أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 نوفمبر 1969.. الأسطول المصرى يهاجم بمدافع المدمرات الثقيلة مراكز حشد للعدو فى شمال سيناء

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 نوفمبر 1969.. الأسطول المصرى يهاجم بمدافع المدمرات الثقيلة مراكز حشد للعدو فى شمال سيناء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الحادية عشرة مساء السبت 8 نوفمبر، مثل هذا اليوم 1969، حين بدأت مدافع المدمرات المصرية الثقيلة تدك المواقع الإسرائيلية فى رمانة وبالوظة، حسبما تذكر الأهرام فى 10 نوفمبر 1969.
 
تؤكد الأهرام، أن الهجوم كان مفاجأة تامة للعدو، لظنه أن هذه المواقع فى مأمن تام، لبعدها عن مرمى المدفعية المصرية على جبهة القناة، وكانت كل توقعاته تأتى من هجوم دوريات العبور أو من فدائى منظمة سيناء، لكن المفاجأة جاءت من القوات البحرية، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة فى الأفراد والمعدات.
 
تذكر الأهرام، أن المدفعية الثقيلة للمدمرات المصرية تصحبها مجموعة من وحدات الحراسة، ظلت تهدر ساعة كاملة بنيران كثيفة ومركزة على مواقع العدو فى هذه المنطقة، التى تبعد 40 كيلو متر شرقى قناة السويس، وارتفعت ألسنة اللهب والدخان من مواقع العدو ومخازن عتاده وذخيرته ومناطق حشوده، ولشدة المفاجأة لم يتدخل العدو، وعندما بدأت وحدات الأسطول المصرى المشتركة فى هذه العملية الكبرى تستدير عائدة، حاولت مجموعات من طائرات العدو مهاجمتها، فتصدت لها المدفعية المضادة للطائرات على قطع الأسطول فأصابت طائرتين للعدو، وكانت الخطة تقتضى تعاون الطائرات المقاتلة المصرية مع قطع الأسطول فى الوقت المناسب، وعند هذا الحد ظهرت المقاتلات المصرية الثقيلة، وطاردت طائرات العدو فى سماء المعركة لتؤمن قطع الأسطول المصرى العودة بسلام.
 
بعد خمس ساعات من وقوع العملية، وفى الساعة الرابعة صباح 9 نوفمبر 1969، صدر بيان من تل أبيب، جاء فيه:  «إن مدمرتين مصريتين وثلاث سفن حربية أخرى قصفت فى الساعة العاشرة مساء «الحادية عشرة بتوقيت القاهرة» المنشآت الإسرائيلية الواقعة على الطريق من العريش إلى القنطرة فى الجزء الشمالى من سيناء، وتصدى الطيران الإسرائيلى للسفن المصرية».
 
أذاعت مصر بيانها الأول فى السابعة صباحا، واكتفى بالإعلان عن العملية، وكانت التفاصيل فى البيان الثانى، ووصفها بأنها «من أنجح عمليات قواتنا البحرية بعد عملية إغراق إيلات»، ويكشف البيان، أن المدفعية الثقيلة لوحدات الأسطول المصرى قامت بدك مواقع العدو ومنشآته الإدارية لمدة تقترب من ساعة فى مناطق رمانة وبالوظة، فأصابتها إصابات مباشرة، واندلعت ألسنة اللهب فى مخازن الذخيرة وشوهدت من مسافات بعيدة.
 
ذكر البيان، أنه بعد هذا الهجوم، اتجهت قطعنا البحرية إلى قواعدها، وأثناء عودتها حاول عدد كبير من طائرات العدو عرقلتها، فتصدت لها المدفعية المضادة للطائرات بقطع الأسطول، مما ترتب عليه إصابة طائرتين للعدو، كما اشتركت بعد ذلك مقاتلاتنا الاعتراضية الليلية فى مطاردة طائرات العدو، وعادت جميع قطعنا البحرية وطائراتنا إلى قواعدها سالمة.
 
كانت هذه العملية ضمن مخطط وضعته القوات البحرية أثناء حرب الاستنزاف، وتذكر الباحثة «إنجى محمد جنيدى» فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 - 1970»: «إن أفرع القوات المسلحة المصرية لعبت دورًا عظيم الأهمية من مارس 1969 إلى أغسطس 1970، فى سبيل تحرير الأرض المحتلة، وتضافرت معًا فى نسيج واحد لتحقيق أهدافها، وتفرغت القوات البحرية للقيام بعمليات فى العمق الإسرائيلى».
 
وقعت هذه العملية بعد أسابيع من تولى اللواء محمود فهمى قيادة القوات البحرية، بقرار الرئيس جمال عبدالناصر يوم 12 سبتمبر 1969، ويكشف الكاتب الصحفى والمراسل الحربى لجريدة الأهرام وقتئذ «عبده مباشر» فى كتابه «تاريخ البحرية المصرية من محمد على إلى السادات»، أنه فى التخطيط لهذه العملية، رأت القيادة البحرية أن تبدأ فى الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل، خلافا للمتعارف عليه فى العلوم العسكرية التقليدية بأن تبدأ مع أول أوآخر ضوء، ولتحقيق السرية راعت القيادات ألا تكون هناك اتصالات تليفونية أو لاسلكية، ويتم تبادل رسائل مكتوبة بالأوامر المختلفة وبأيدى القادة أنفسهم، ويسلمها بعضهم إلى بعض مباشرة.
 
يؤكد «مباشر»، أنه زيادة فى السرية استمرت المدمرات فى أداء تدريباتها الروتينية حتى لحظة بدء التحرك للتنفيذ، بتلقى المقدم عدلى عطية قائد المدمرة «دمياط»، والمقدم عادل الشراكى قائد المدمرة «الناصر» أمرا بالاستعداد لرحلة تدريبية، يقوم خلالهما قائد القوات البحرية اللواء محمود فهمى بالتفتيش، ويذكر «مباشر» أنه كان على ظهر كل من المدمرتين خبير روسى، ورفض الفريق محمد أحمد صادق رئيس أركان حرب القوات المسلحة، طلب اللواء محمود فهمى بإنزالهما خشية أن تكشف لهما أو لغيرهما أن خلف الإبحار سببا ما غير ما هو معلن.
 
لم يحضر قائد القوات البحرية للتفتيش، وإنما حضر سكرتيره حاملا ظرفا مغلقا، وفيه أمر نصه: «من قائد القوات البحرية إلى العقيد جلال فهمى قائد لواء المدمرات.. شعبان8 «الاسم الكودى للعملية»، نفذ اليوم.. بالتوفيق بإذن الله»، يؤكد «مباشر» أنه تم تسليم قائدى «دمياط» و«الناصر» مظروفين، وتلقيا أوامر بعدم فتحهما إلا أمام دمياط، ولم يكن أحدهما يتصور ما بداخلهما، ولما تم فتحهما، عرف كل منهما بالعملية لأول مرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة