سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 نوفمبر 1964 .. شيوخ المدرسة القديمة فى الغناء يشكون سيطرة الجدد ويعقدون مؤتمرا فى معهد الموسيقى لاقتحام الإذاعة والتليفزيون فنيا

الجمعة، 25 نوفمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 نوفمبر 1964 .. شيوخ المدرسة القديمة فى الغناء يشكون سيطرة الجدد ويعقدون مؤتمرا فى معهد الموسيقى لاقتحام الإذاعة والتليفزيون فنيا احمد شفيق ابو عوف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان صالون معهد الموسيقى، على موعد مع انعقاد مؤتمر فريد من نوعه، يضم القدامى من ملوك الطرب، الذين صالوا وجالوا فى الغناء والتلحين وقت شبابهم ثم طواهم النسيان، ولم يعد وجودهم مطروحا على أجندة الإذاعة والتليفزيون، وهى المشكلة التى تجمعوا من أجلها فى هذا المؤتمر، الذى دعا إليه موسيقار مهتم بتراث الموسيقى العربية، ومسؤول تنفيذى فى مجاله، وهو أحمد شفيق أبوعوف، وكان وقتئذ سكرتير عام مساعد للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ويقدم برنامجا للموسيقى العربية فى التليفزيون.
 
نشرت «الأهرام» وبالصور، مقتطفات من وقائع هذا المؤتمر فى عددها 25 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1964، وكان الموسيقار محمد القصبجى أشهر المشاركين، بالرغم أنه لم يكن يعانى من شح إذاعة ألحانه الخالدة فى الإذاعة والتليفزيون، أما الأسماء الأخرى فتركزت شكواها فى أن «باب الإذاعة والتليفزيون أصبح مغلقا أمامها»، وفى عملية البحث عما قدموه نجد:
أحمد الشريف (مواليد 1916) بمحافظة الشرقية وهو مطرب وملحن، ومن أشهر أعماله دويتو «جوز الخيل والعربية» و«اتمخطرى يا حلوة يازينة» و«مبروك عليكى عريسك الخفة و«ليلة الصباحية» و«السبوع»، وعبداللطيف البنا وعمره 75 عاما، ومن أشهر أغانيه «ما تخافش عليا أنا واحدة سجوريا» و«ارخى الستارة اللى فى ريحنا»، والمطرب أحمد المحلاوى الذى غنى المارشال الوطنى «رسول السلم» من ألحان سيد درويش، وشدا به قبله عبداللطيف البنا، كما غنى المحلاوى «حبك يا محمد جننى» وموال «ليه حاجب الظرف يمنعنى»عام 1928.
 
وشارك فى المؤتمر أيضا، المطربة «نادرة» مواليد 7 يوليو 1906، وغنت قصائد لخليل مطران والعقاد وابن الفارض، وقدمت للإذاعة سبع أغنيات من ألحانها، وقامت ببطولة فيلم «أنشودة الفؤاد» مع جورج أبيض عام 1932، كما شارك المطرب والملحن أحمد عبدالقادر الذى اشتهر بأغنية «وحى يا وحى»، وعبدالخالق العنانى، ومحمد صادق، ومحمود زكى، وحامد مرسى المولود عام 1902 فى إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، وقرأ سورا قصيرة من القرآن الكريم وهو فى مقتبل الشباب أمام السلطان حسين كامل، فاهتز السلطان له طربا وطلب منه الاستزادة، ثم منحه جنيها ذهبيا يحمل صورته على سبيل الهبة، حسبما يذكر عبدالنور خليل، فى كتابه «المعممون فى ساحة الغناء والطرب»، مضيفا: «اشتهر بأدواره الغنائية التى لحنها له سيد درويش مثل «زرونى كل سنة مرة» و«أنا هويت وانتهيت».
 
 كما شارك من المؤرخين الموسيقيين، محمود كامل، وإبراهيم رمزى المدرس بمعهد الموسيقى العربية الذى كتب جميع النوت الموسيقية لفرقة الموسيقى العربية، والشاعر مصطفى عبدالرحمن مؤلف كتاب «الشعر فى موسيقى عبدالوهاب»، وفى تغطية «الأهرام» للمؤتمر، يذكر كاتبه «جلال الجويلى»، أن هؤلاء الذين لا يسمع أحد بهم الآن كانت لهم فى يوم من الأيام شنة ورنة، ويقول: «قال لى أحمد المحلاوى إنه غنى فى فرح بنت الخديو سنة 1908 بقصر عابدين، وسقطت ليلتها أدرنا فى حرب البلقان، وامتد الفرح إلى منتصف الليل».
 
تقول «الأهرام» إن المؤتمر الصاخب بدأ بقول حامد مرسى: «القديم ليس ضعيفا، ليس حزينا، ليس كله تأوهات»، علق إبراهيم رمزى: «ضى القناديل (أغنية عبدالحليم حافظ) عديد على ميت»، وتكلمت نادرة: «الجيل الجديد ما يعرفناش، الإذاعة فيها أربع قصائد كتبها لى عباس العقاد لازم يفرجوا عنها»، وقال محمود زكى: «حكاية إن أغانى زمان طويلة حجة باطلة، ومغالطة، أم كلثوم بتغنى ساعتين والكل بيسمعها»، ردت نادرة بغضب: «لا..لا.. ما نتكلمش على أم كلثوم.. إلا دى».
 
علق محمود كامل: «عاوزين الجيل الجديد يسمع التحف بتاعت زمان.. لازم نتفق على تنفيذ الخطة، لازم يحصل تجاوب بين الجديد والقديم».. رد حامد مرسى: «لازم الجيل الجديد يعرف مدى عبقرية القدامى، لازم نعمل مقارنة بين ألحان محمد عبدالوهاب سنة 1926 وسنة 1964»، سأل محمد القصبجى: «كيف السبيل إلى تنظيم العملية وتقديم الفنانين القدامى اللى اتحرمنا من سماعهم ولهم أمجاد؟»، علق أحمد شفيق أبوعوف: «الحقيقة لازم التطور لكن مش لازم الجديد يقطع صلته مع القديم»، «زرونى كل سنة مرة عملها إخوان الرحبانى آخر مودرن، طوروها خالص لكن الأصل القديم موجود فيها، هو ده التطور».
 
رد مصطفى عبدالرحمن: لازم كمان برنامج «مع الموسيقى العربية» يرجع التليفزيون بس على شرط لا يقدمه شخص لكن يقدم من معهد الموسيقى».. قالت نادرة: «التليفزيون شوه القديم، قدموا التواشيح ورقصوا عليها»..علق أحمد شفيق: «أنا المسؤول عن كده، الموشحات قدمناها مع رقصات إيقاعية عربية، التليفزيون عاوز صوت وصورة».
 
ينتهى مؤتمر شيوخ المدرسة القديمة فى الغناء على أن يعودوا فى اجتماع جديد، ويتفقوا على إجراءات اقتحام الإذاعة والتليفزيون فنيا.






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة