و أوضح كورماند أن مشكلة الميزانية الأوروبية تكمن في أن حجمها غير كافٍ كما أن توجهاتها وتنفيذها ليسا طموحين بما يكفي من الناحية البيئية والاجتماعية علاوة على أن الاتحاد الأوروبي لا يتحكم في الإيرادات التي تغذي هذه الميزانية. 

ولفت ديفيد كورماند إلى عدم التوافق بين الميزانية الأوروبية والوزن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي معقبا قائلا:" الاتحاد الأوروبي يعد قزما فيما يتعلق بالميزانية حيث تمثل ميزانية الاتحاد الأوروبي بالكاد 1% من الثروة المنتجة في الاتحاد فى حين تمثل الميزانية الفيدرالية الأمريكية 25% من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة ، على سبيل المقارنة. 

وتابع قائلا:" ما بين العراقيل التي تعيق ميزانية الاتحاد هو عدم تحكمه فى عائداته حيث يتم تمويل 25 % فقط من الميزانية من عائدات الضرائب الأوروبية ، وتسمى "الموارد الخاصة" ، وتأتي النسبة المتبقية البالغة 75% من المنح الحكومية .

واستطرد قائلا:" أضف إلى ذلك أن 40% من الميزانية الحالية تهدف إلى تمويل مفهوم صناعي وكيميائي للزراعة ، والذي لا يعاقب المزارعين فحسب ، بل يؤدي إلى تدهور البيئة بشدة مما يوضح إلى أي مدى أصبحت الميزانية الأوروبية اليوم غير قادرة على الوفاء بالاحتياجات التي يتطلبها التحول البيئي لنموذجها الاقتصادي والاجتماعي.

وخلص ديفيد كورماند إلى أن الاتحاد الأوروبي فى لحظة حاسمة منوها إلى أن الوقت الراهن لا يتطلب فقط الاستجابة لمشاكل قصيرة الأمد ومؤقتة ، بل لأزمة منهجية لما يسمى بنموذج "التنمية" الحالي.