إعادة تدوير النفايات فى القارة السمراء بعد ساعات من ختام قمة المناخ فى شرم الشيخ.. نموذج "مبدع" فى نيجيريا بصناعة الأزياء من "البلاستيك".. وآخر "محبط" فى تونس ينشر التلوث و"الضباب الدخانى" ويسمم الهواء

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022 06:30 م
إعادة تدوير النفايات فى القارة السمراء بعد ساعات من ختام قمة المناخ فى شرم الشيخ.. نموذج "مبدع" فى نيجيريا بصناعة الأزياء من "البلاستيك".. وآخر "محبط" فى تونس ينشر التلوث و"الضباب الدخانى" ويسمم الهواء انتشار النفايات يهدد حياة الأفارقة
كتب- أحمد الجمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنتشر أكوام القمامة والنفايات فى أفريقيا على اختلاف خطورتها وأشكالها بمعظم بلدان القارة السمراء، حيث يجرى التخلص من المخلفات البلاستيكية، والمنزلية، والطبية، والإلكترونية، والصناعية، والعضوية -غالبَا- دونما رقابة؛ ما يتسبب فى تفشى الأمراض والأوبئة وتلوُّت التربة والمياه.

ورغم وجود مكبّات نفايات مطوّرة فى بلدان أفريقية، مثل: النيجر، والكونغو، ومالى، وبوركينافاسو، وموزمبيق؛ إلّا أنها تطفح بالقمامة.

وبعد مرور ساعات من اختتام قمة المناخ فى شرم الشيخ، تظهر واحدة من النماذج المبدعة فى تدوير النفايات، حيث أعاد نشطاء مراهقون معنيون بالمناخ فى أكبر مدن نيجيريا تدوير القمامة إلى ملابس من أجل "تراشون شو" أو عرض أزياء من النفايات.

وقال تشينيدو موغبو مؤسس مبادرة الأصابع الخضراء للحياة البرية وهى جماعة محافظة تعمل مع نشطاء أن المعرض يهدف لزيادة الوعى بمشكلة التلوث البيئي.

ولاغوس واحدة من أكثر المدن الأفريقية ازدحاما السكان حيث يزيد عدد سكانها عن 15 مليون نسمة، وتنتج ما لا يقل عن 12 ألف طن مترى من النفايات يوميا، حسبما تقول السلطات.

وفى ظل التراخى فى تطبيق قوانين البيئة، يقدر البنك الدولى أن التلوث يقتل ما لا يقل عن 30 ألف شخص فى هذه المدينة كل عام.

وجاء معرض هذا العام فى الوقت الذى اختتم فيه قادة العالم للتو أسبوعين من محادثات تقودها الأمم المتحدة بشأن المناخ فى مصر.

وبالتعاون مع النشطاء والعارضين الشباب تقول مبادرة الأصابع الخضراء للحياة إنها تعيد تدوير أكبر قد ممكن من المواد البلاستيكية فى مجتمع تلو الآخر.

وتنظم المبادرة عمليات تنظيف للنفايات فى المجتمعات، فى قنوات الصرف الصحى والشواطئ، ثم يتم استخدام النفايات البلاستيكية فى صنع أقمشة لعرض الأزياء.

ومن جانبها، قالت ناثانيال إيديغوا البالغة من العمر 16 عاما، وهى مغطاة بملاعق بلاستيكية حمراء وقماش، إنها انضمت إلى نسخة هذا العام كعارضة أزياء "لإحداث تغيير".

وأضافت: "نستطيع أن نرى أننا جميعا تأثرنا بالتغير المناخى، لذلك أنا بالفعل أريد إحداث فارق".

على الجانب الأخر فى دولة تونس، مرت أكثر من سنة ولا تزال الأزمة البيئية فى محافظة صفاقس تراوح مكانها، بسبب تراكم النفايات فى شوارع المدينة بعد أن ضاقت بها مكبات النفايات التى تجاوزت طاقة استيعابها القصوى منذ أشهر.

وعادت منذ أيام أزمة النفايات للواجهة فى صفاقس، بعد أن استوفت الحلول المؤقتة التى تم وضعها فى السابق إمكانية تطويقها للأزمة، وظهرت من جديد مشاهد تراكم النفايات فى الشوارع فضلا عن قيام البعض بمحاولة التقليص من كميات النفايات المتراكمة فى مكبات الفضلات المؤقتة عن طريق الحرق، مما أدى إلى انبعاث الغازات السامة والروائح الكريهة، وخروج الأهالى للاحتجاج على الوضع البيئى الخانق ومطالبة السلطات بإيجاد حلول جذرية تنهى أزمة إدارة النفايات فى المحافظة.

وأكد المهندس والخبير البيئى حمدى حشاد أن تكدس القمامة وحرقها فى صفاقس أدى إلى "تدهور نوعية الهواء وتراجع مؤشرات جودته إلى مستوى 109 الذى يشكل خطرا صحيا على الفئات الهشة مثل الأطفال وحاملى الأمراض التنفسية".

وأضاف أن المشاهد فى شوارع مدينة صفاقس تبدو صادمة بعد تراكم القمامة وانتشار "الضباب الدخاني" فى السماء، مما يؤشر على "سمية الهواء".

وأرجع الخبير البيئى أزمة النفايات فى صفاقس إلى نقل النفايات إلى مصبات غير مراقبة، معتبرا تواصل الأزمة منذ عام كامل استهتارا بصحة المواطن.

وقال الناشط فى المجتمع المدنى والخبير فى تثمين النفايات، حمدى شبعان، أن المشكل فى صفاقس لا يتعلق بغلق مكب النفايات فقط بل بأزمة انتقال بيئى فى المدينة، التى تحتاج سياستها البيئية إلى المرور إلى معالجة وتثمين النفايات بطريقة حديثة والتخلى عن طريقة ردم النفايات والاستعاضة عنها بحلول أخرى أكثر استدامة، عبر توظيف الاقتصاد الدائرى فى مجال تدوير النفايات والذى من شأنه أن يسمح بتوفير أرباح للدولة وللمواطن وباحترام تونس للمعايير البيئية الدولية.

وأوضح الخبير فى تصريحات لموقع "سكاى نيوز عربية"، أن المرور إلى معالجة النفايات بشكل دائرى فى البلاد يتطلب توفير أماكن مخصصة لردم الكميات المتبقية من النفايات بعد التدوير والانطلاق فى أقرب وقت فى تنظيف المدينة وتركيز وحدات الفرز الانتقائى للفضلات، مشيرا إلى أن الإمكانيات البسيطة المتوفرة حاليا لبلدية صفاقس مثل آلة الفرز بسعة 20 طن يوميا تسمح بالبدء فى عمليات الفرز الانتقائى ثم التدوير.

واعتبر شبعان أن حل أزمة النفايات تأخر فى صفاقس بسبب التجاذبات السياسية وشبهات الفساد وتراخى وزارة البيئة، التى لم تعط مسألة البيئة الاهتمام اللازم فضلا عن السمسرة وحضور المصالح الضيقة عند طرح أزمة النفايات ومحاولة دعاة الفوضى من الأطياف السياسية توظيف الأزمة البيئية لتحقيق مكاسب سياسية.

هذا وتفرز تونس يوميا 12 ألف طن من النفايات يتم نقلها من قبل البلديات إلى 10 مصبات مراقبة وقد بدأت السلطات فى إغلاق عدد منها بسبب تجاوزها طاقة الاستيعاب، فى وقت يؤكد فيه الخبراء على ضرورة المرور من طريقة الردم التقليدية إلى تدوير النفايات. ويبلغ نصيب صفاقس وحدها 800 طن من النفايات فى محافظة عدد سكانها مليون نسمة وتعتبر أكبر مدينة بعد تونس العاصمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة