حكايات المؤثرين.. بديع خيرى شيخ المبدعين ورائد الكتابة المسرحية.. صنع فنًا مصريًا بطعم الملوخية والطعمية.. أول من قام بتمصير الفن وكتب للسينما.. وكان صحفيًا ومطربًا وممثلاً وملحنًا وصاحب أول كرتون عربى.. صور

الإثنين، 21 نوفمبر 2022 02:49 م
حكايات المؤثرين.. بديع خيرى شيخ المبدعين ورائد الكتابة المسرحية.. صنع فنًا مصريًا بطعم الملوخية والطعمية.. أول من قام بتمصير الفن وكتب للسينما.. وكان صحفيًا ومطربًا وممثلاً وملحنًا وصاحب أول كرتون عربى.. صور بديع خيرى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شخصيات ورموز مصرية كانت وما زالت مؤثرة، ولها صيت كبير، سواء على المستوى المحلى أو العربى والعالمى، أثرت وتؤثر فينا، فى مجالات كثيرة ومتنوعة سواء فنية أو علمية أو دينية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها الكثير والكثير.
 
ويحرص «اليوم السابع» على إعادة حكايات تلك الرموز وتاريخها المُضىء، وفى إطار حرص الدولة وتوجُهها بإحياء الهوية المصرية ورموزها، حفاظا على تاريخنا العريق وللاستفادة من تلك القصص المُلهمة، وتقديم القدوة الحسنة للشباب والأجيال القادمة، وذلك من خلال تناول بروفايل لأبرز الشخصيات المُتميزة فى مصر، أسبوعيا على صفحات «اليوم السابع».
 
 
له من اسمه نصيب كبير فهو البديع المبدع الذى أبدع فى حياته ليعيش بعد موته ويؤثر فى الملايين، ولتبقى إبداعاته كالنهر المتجدد ينهل منه كل عاشق للفن أو راغب فى تعلم أصوله، له رصيد فى وجدان الملايين من مختلف الأجيال حتى هؤلاء الذين لم يرونه ولا يعرفون اسمه، ستجده حاضرًا فى أذهانهم وهم يرددون إبداعاته ويرون أو يسمعون أعماله التى رددها وأعاد إنتاجها فنانون من مختلف الأجيال: «أهه ده اللى صار، يا بلح زغلول، قوم يا مصرى، دنجى دنجى، شد الحزام على وسطك، الحلوة دى قامت تعجن، البحر بيضحك ليه، هز الهلال يا سيد، وغيرها، ومسرحياته وأوبريتاته التى لا زالت يعاد إنتاجها وتقديمها، منها السكرتير الفنى، والدنيا لما تضحك، والشايب لما يدلع، إلا خمسة، الشاطر حسن، الفلوس، الجنيه المصرى، وغيرها، فهو رائد المسرح وفن الأوبريت الذى تعلم منه ونهل من عطائه الكثيرون، وهو الكاتب والأديب الذى كتب مئات الأغانى والأفلام والمسرحيات، ليس هذا فقط بل كانت لديه مواهب لم تستثمر فى التمثيل والتلحين وأيضًا فى الغناء، وفضلًا عن كل هذا كان مناضلاً بالفن والكلمة حيث أصدر العديد من المجلات التى حاربت الاستعمار.
 
new
 
إنه المبدع الكبير شيخ المبدعين ومعلمهم بديع خيرى أحد كبار رواد الفنون فى مجالات عديدة وأحد كبار المؤثرين فى تاريخ الفن والوجدان المصرى والعربى.
 
نهر الإبداع.. بديع خيرى أحد صناع ثورة 1919، وكاتب أهم أغانيها، العبقرى متعدد المواهب، فهو رائد المسرح، الشاعر والمؤلف وكاتب سيناريو، شريك وصانع مسرح الريحانى ورفيق عمره، وصديق وصانع روائع فنان الشعب سيد درويش الذى جسّد كل معانى التعايش، معبّرا عن الانصهار بين أبناء الشعب المصرى وأبناء الشعوب التى انصهرت معه، فكتب الزجل والأغانى بلسان المصرى والسودانى والإيجريجى «دنجى.. دنجى»، «مخسوبكو أنداس»، وغنى بلسان الموظف والشيال والصعيدى والفلاح والجرسون والصحفى «شد الحزام على وسطك، يا حلاوة أم إسماعيل، هز الهلال يا سيد، الحلوة دى قامت تعجن، البحر بيضحك ليه، اقرا يا شيخ فقاعة تلغراف آخر ساعة، أهو دا اللى صار»، وتنوّعت إبداعاته فكتب أجمل أغانى محمد فوزى «شحات الغرام، وليا عشم وياك يا جميل»، ولأسمهان «عليك صلاة الله وسلامه»، وأغنية بطلوا ده واسمعوا ده الشهيرة لعزيز عثمان فى فيلم لعبة الست، كما كتب سيناريو أول فيلم عربى يتحدث عن الحارة المصرية وهو فيلم «العزيمة»، وكتب سيناريو أول فيلم كارتون مصرى فى الثلاثينات ونفذ الفيلم الأخوة فرنكل، وناقش هموما وقضايا مصرية فى سلسلة حلقات حملت اسم «مشمش أفندى»، وكانت تعرض فى السينما وتحدثت عنه الصحافة العالمية وقتها تحت عنوان: «ميكى ماوس أصبح له أخ مصرى»، ووضع هذا الكرتون فى سجلات التطور التاريخى لفن الكرتون فى العالم، وفضلًا عن كل هذه المواهب أصدر عددًا من الصحف والمجلات، وما زال إبداعه منبعا ملهما لعشرات الفنانين الذين أعادوا تقديم روائعه الصالحة لكل زمان ومكان، وهو المؤثر الذى تتلمذ على يديه عدد من كبار المبدعين ومنهم أبو السعود الإبيارى.
 
ياما فى الجراب يا بديع.. ولد بديع عمر خيرى فى 18 أغسطس 1893، ونشأ فى مناطق شعبية منها روض الفرج والمغربلين، وتمتد جذوره إلى عائلة الأمير محمد كتخدا الخربوطلى، وكان واسع الثقافة والاطلاع وحفظ القرآن، هو ما ساعده فى إتقان اللغة العربية، ومنذ طفولته بدأت موهبته فى كتابة الزجل.
 
تخرّج بديع خيرى من مدرسة المعلمين العليا فى فترة لم يكن فيها التعليم منتشرًا فى مصر، وتعلم اللغات وعمل مدرسًا للغة الإنجليزية،  تشير بعض المصادر إلى أنه ينتمى إلى أبٍ من أصول تركية، كان يعمل مديرًا لحسابات «الوالدة باشا» أمّ الخديوى عباس، ووالدته «كولفدان هانم» ابنة الشيخ الليثى أشهر تجار الغورية.
 
كان بديع يحلم فى بداياته أن يكون ممثلا ومارس هوايته مع فرق الهواة، وبدأت علاقته بالمسرح عام 1914، فكان يقدم مونولوجات ويؤلف لزملائه الهواة، وفى إحدى المرات طلبت منه المطربة فاطمة قدرى أن يؤلف لها مونولوجا فكتب لها مونولوج: ليلة العيد كنت مخدر، فمنحته أول أجر حصل عليه من الكتابة وكان مبلغ 50 قرشا.
 
بداية الرحلة مع الريحانى.. وفى لقاء نادر مع المبدع الكبير بديع خيرى تحدث عن بداية علاقته برفيق رحلة إبداعه نجيب الريحانى، مشيرًا إلى أنه أنشأ مع مجموعة من شباب الهواة تجمعًا أطلقوا عليه «نادى التمثيل العصرى» وكتب أول مسرحية فى حياته بعنوان «أما حتة ورطة»، فنالت إعجاب الجمهور، لأنها اختلفت عما كان يعرض من مسرحيات مترجمة، حيث كانت المسرحية تتحدث عن المجتمع المصرى.
 
 وكان نجيب الريحانى يسكن أعلى المسرح الذى تعرض فيه الفرقة، وجاء فى أحد الأيام ليشاهد المسرحية فأعجبته وسأل عن مؤلفها، ثم أرسل لبديع خيرى وعرض عليه العمل معه والتأليف لفرقته مقابل مرتب كبير، لكن بديع خيرى خاف من المجازفة بترك وظيفته فى التدريس واقترح على الريحانى أن يجرب أولًا، ولو حقق نجاحًا ترك التدريس، وكان أول تعاون بينهما مسرحية «على كيفك» ومسرحية «كله من ده».
 
نجحت هذه المسرحيات، وقرر بديع خيرى العمل مع الريحانى، وكانت المصادفة التى تفائل لها خيرى أن يوم كتابة العقد بينه وبين الريحانى، وافق نفس تاريخ ميلاده حيث تمّ تحرير العقد فى 18 أغسطس عام 1918. 
 
ومع بداية تعاونه مع الريحانى تخلى بديع خيرى عن موهبته فى التمثيل ليركز اهتمامه فى التأليف والكتابة، ورغم ذلك مثّل فى بعض الأعمال، حيث أشار فى أحد لقاءاته قائلا: «كنت أمثل للضرورة، ومثلت فى المسرح والسينما مع الريحانى، وشاركت فى فيلم بسلامته عاوز يتجوز».
 
كان المسرح والفن المصرى قبل تعاون بديع خيرى ونجيب الريحانى يعتمد على النقل والترجمة من المسرح الأوربى، ويرجع الفضل  للريحانى ورفيق عمره بديع خيرى فى تمصير الفن والمسرح وربطه بالواقع والحياة اليومية ورجل الشارع المصرى.
 
«عايزين مسرح مصرى، مسرح ابن بلد، فيه ريحة الطعمية والملوخية، مسرح نتكلَّم عليه اللُغة التى يفهمها الفلَّاح والعامل ورجل الشارع»، كان هذا هو المبدأ الذى تعاهد عليه الريحانى وبديع خيرى الذين اشتركا فى كتابة الأعمال المسرحية والسينمائية التى قدماها معًا.
 
جمعت الريحانى وبديع خيرى علاقة صداقة وأخوة كبيرة ولم يختلفا أبدًا، حتى أن نجيب الريحانى سمّى ابن شقيقه بديع على اسم صديقه، وكان يعتبر أبناء بديع أولاده ووعد عادل خيرى ابن بديع أن يتبنى موهبته ويرسله لتعلم الإخراج فى الخارج ولكن الريحانى رحل قبل أن ينفذ هذا الوعد.
 
قام بديع خيرى ونجيب الريحانى بتمصير عدد من الروايات والقصص الأجنبية وتقديمها على المسرح، وقال بديع خيرى فى أحد لقاءاته: «اقتبسنا مسرحية السكرتير الفنى من مسرحية فرنسية، وعملناها على طريقتنا وأضفنا إليها شخصيات مثل المعلم بائع السمك والشيخ خميس، وجاءت فرقة من فرنسا وشاهدت المسرحية وطلبت ترجمتها حتى يقدموها على مسارحهم فضحكت أنا والريحانى واندهشت الفرقة عندما علمت أنها بالأساس مسرحية فرنسية».
 
تعرض بديع خيرى والريحانى لبعض الخسائر خلال مسيرتهما الفنية، فبعض المسرحيات التى توقعا نجاحها لم تنجح ومنها مسرحية السكرتير الفنى عندما قدماها لأول مرة.
 
2018-636701184763159002-315
 
وعن هذه الواقعة حكى بديع خيرى أنه والريحانى قدما رواية السكرتير الفنى أول مرة تحت اسم «الجنيه المصرى»، وكانا يعتقدان أنها ستحقق نجاحا كبيرا، ولكنهما صدما لعدم نجاحها حتى أن الإيراد وصل 6 جنيهات فى الوقت الذى كان إيجار المسرح فيه 22 جنيها.
 
لم يستسلم الريحانى وبديع للخسارة، وأصر الريحانى بعد 10 سنوات على إعادة تقديم الرواية قائلا: «أنا متغاظ وبينى وبين الجمهور تار ولازم أعيد الرواية وتنجح»، فأصر بديع خيرى على تغيير اسم المسرحية وسمّاها السكرتير الفنى، وحققت نجاحا مذهلا بعد عرضها للمرة الثانية.
 
ورغم التنافس بين على الكسار ونجيب الريحانى، كتب بديع خيرى روايات لمسرح الكسار ولم يغضب الريحانى. 
وفى ذلك قال بديع خيرى: «كانت هناك 8 مسارح قوية تتنافس فيما بينها، وكانت هناك نهضة ومنافسة كبيرة بين الريحانى والكسار، وكانت المبارزة حتى فى أسماء المسرحيات التى يرد بها كل منهما على الآخر، فمثلا يقدم الكسار رواية «راحت عليك»، فيرد الريحانى برواية «ولو».
 
كتب بديع خيرى أهم السيناريوهات للسينما، فكتب للسينما الصامتة فيلم «المانجبان»، كما كتب أول فيلم عربى ناطق يتحدث عن الحارة المصرية وهو فيلم «العزيمة» أحد أهم الأفلام المصرية، حيث كانت الأفلام تتحدث عن الطبقات الأرستقراطية فقط، كما كتب العديد من الأفلام، ومنها انتصار الشباب، غزل البنات، الستات ميعرفوش يكدبوا، أبو حلموس، 30 يوم فى السجن، أحمر شفايف، سى عمر، وغيرها.
 
إبداعات فنان الشعب.. ارتبط اسم بديع خيرى بالعديد من إبداعات فنان الشعب سيد درويش، وبدأت هذه العلاقة قبل أن يرى أى منهما الآخر، حيث لحن سيد درويش أحد أزجال خيرى المنشورة بإحدى المجلات قبل أن يراه.
 
وتحدث بديع خيرى عن هذه العلاقة فى أحد حواراته قائلا: «بدأت علاقتى بسيد درويش عندما جاء من الإسكندرية ليشارك فى وضع موسيقى وأغانى مسرحية فيروز شاه بمسرح جورج أبيض، أردت أن أتعرف عليه، وبمجرد أن قلت له اسمى أخذنى بالحضن، وقال: «أنا لحنتلك حاجة كانت منشورة فى جريدة السيف الأسبوعية».
 
وتابع خيرى: «أسمعنى سيد درويش الأغنية بعدما لحنها فأعجبتنى جدا وكانت أغنية «دنجى دنجى» وترسخت علاقتى به واقترحت عليه أن يعمل معنا فى مسرح الريحانى، وبالفعل انضم لنا عام 1918 واشتغلنا معا فترة ثورة 1919».
كتب بديع خيرى أشهر أغانى ثورة 1919 ومنها أغنية قوم يا مصرى، كما تحايل خيرى على القرارات العسكرية التى تمنع الكتابة عن سعد زغلول والثورة، فكتب أغنية يا بلح زغلول تحية لسعد زغلول، ووقتها تم القبض عليه.
 
قاوم بديع خيرى الاحتلال بالفن، كما أصدر عددًا من المجلات ومنها مجلة ألف صنف عام 1925، وكتب فيها الكثير من المقالات والأزجال السياسية، وبعد أن أغلق الاحتلال المجلة أسس خيرى مجلة «الغول»، وكتب فى الترويسة «هذه المجلة لترهيب الاستعمار» فتم إغلاقها، ثم افتتح مجلة «النهارده»، وكتب فى الترويسة «المجلة للدفاع عن الدستور»، فأغلقت أيضًا، ثم أسس مجلة «مصر الحرة»، وكان يستقبل مقالات وأزجال بيرم التونسى التى يرسلها من المنفى وظل يرسل له مقابلا ماديا عن هذه الأعمال حتى بعد إغلاق المجلات ليساعده على المعيشة فى المنفى.
 
2018-636701184762533985-253
 
الملحن والمغنى.. كان بديع خيرى يمتلك الكثير من المواهب والإبداعات التى لا تعد ولا تحصى، حيث لم  تقتصر إبداعاته ومواهبه على التأليف والكتابة فقط ولكنه غنى ولحن، وكشف خيرى فى لقاء نادر أن هدى شعراوى رئيس الاتحاد النسائى كانت تجهز لحفلة بالأوبرا يغنى فيها الشيخ زكريا أحمد، ودعت فيها صفوة المجتمع بهدف جمع تبرعات لمساعدة الطلبة الفقراء، وكتب خيرى كلمات الأغانى، وفوجئ يوم الحفل باحتباس صوت الشيخ زكريا أحمد وفشلت كل المحاولات للاستعانة بمطرب آخر، واضطر خيرى للغناء بنفسه، مشيرًا إلى أنه أعجب الجمهور وأهدته هدى شعراوى عباءة من الحجاز، بل كشف بديع خيرى خلال اللقاء أن الشيخ زكريا أحمد ومنيرة المهدية اشتركا فى دويتو من ألحانه، موضحا: «اتفقت على كتابة كلمات أسطوانة للفنانة فاطمة قدرى، فكتبت دويتو «شربات التوت» ولحنته، وبينما أقوم بتحفيظ اللحن لفاطمة قدرى كانت سلطانة الطرب منيرة المهدية فى غرفة مجاورة، فسمعت اللحن وأعجبها، وصممت أن تغنيه وعندما أخبرتها بأنه دويتو غنائى اختارت الشيخ زكريا أحمد ليغنيه معها، ووافق لأنه فرح بالغناء إلى جوار منيرة المهدية، وكان هذا بداية معرفتى وصداقتى بالشيخ زكريا»، وهكذا غنى شيخ الملحنين زكريا أحمد من ألحان بديع خيرى.
 
الأب الحزين.. تزوج بديع خيرى من ابنة خالته، وكان يحبها حبًا كبيرًا وأنجب منها 4 أبناء أكبرهم مبدع الذى درس المحاماة وعمل بالسكة الحديد، يليه الفنان عادل خيرى الذى التحق بكلية الحقوق قبل أن يعمل بالفن ثم ابنة وحيدة، وأصغرهم نبيل خيرى الذى سافر إلى ألمانيا لدراسة الصيدلة، لكنه عاد ليلتحق بمعهد السينما وعمل بالإخراج.
 
ورغم الروح الكوميدية وخفة الظل التى ميزت أعمال بديع خيرى إلا أن بيته كان حزينا وشهد أحداثا مأساوية، منها إصابة ابنته الوحيدة بالحُمى الشوكية فى طفولتها، مما تسبّب فى إعاقتها ومعاناتها الصحية طوال حياتها، كما فقدت زوجته التى كانت تدير معظم شؤون حياة بديع فى البيت وحتى فى المسرح البصر فى نهاية حياتها بسبب مرض السكر، حيث كان هذا المرض وراثيا فى أسرته، وعانى منه ابنه عادل وتوفى فى شبابه متأثرًا به، كما عانى منه بديع خيرى طوال حياته، وأثر عليه كثيرًا فى الفترة الأخيرة من عمره.
 
كانت أصعب صدمات المبدع الكبير بديع خيرى هى وفاة ابنه الفنان عادل خيرى الذى أصيب بمرض السكر فى صباه ووفاته شابا قبل أن يكمل سن 33 عاما بعد 7 سنوات فقط من عمله بالفن تاركا زوجته وثلاث بنات أكبرهن فى سن السادسة وأصغرهن لم تتجاوز العامين، وهو ما أدمى قلب والده وأصابه بالحزن الشديد.
 
وفى لقاء نادر مع بديع خيرى بعد وفاة زوجته وابنه عادل خيرى وبعد أن جاوز 72 عاما، وأصبح غير قادر على المشى بسبب مضاعفات مرض السكر، ورغم ذلك كان لا يزال يعمل ويكتب قال شيخ المبدعين: «أمامى رسالة يجب أن أؤديها وحبى للمسرح يجعلنى أتغلب على آلامى وأحزانى، وانشغالى به يبعد عن ذهنى الأحزان والذكريات»، وأضاف: «من المدهشات أن أقوم بإضحاك الناس وقلبى مفعم بالحزن وهذا من فضل الله فضحكات الناس عزائى وقوتى».
وبعد رحلة حياة ملأها بالإبداع وصنع خلالها ما خلد اسمه للأبد فى سجلات رواد الفن ومبدعيه رحل شيخ المبدعين بديع خيرى عن عالمنا  فى 2 فبراير 1966، لكن بقيت أعماله وإبداعاته حية على مر الأجيال ملهمة لكل عشاق الفن وصناعه.
p
p

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة