سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 أكتوبر أكتوبر 1798.. نابليون يعدم سرا أعضاء لجنة «ثورة القاهرة الأولى» الثمانين و13 شيخا أزهريا لم يُعرف لهم قبر بعد مقتلهم

الإثنين، 24 أكتوبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 أكتوبر أكتوبر 1798.. نابليون يعدم سرا أعضاء لجنة «ثورة القاهرة الأولى» الثمانين و13 شيخا أزهريا لم يُعرف لهم قبر بعد مقتلهم نابليون بونابرت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهب وفد كبير من الشيوخ فى 24 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1798 إلى نابليون بونابرت قائد الاحتلال الفرنسى، يسألونه العفو عن مدينة القاهرة لتطمئن قلوب الناس ويسكن روعهم، بعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة ضد الفرنسيين والمعروفة تاريخيا باسم «ثورة القاهرة الأولى»، وانطلقت شرارتها يوم 21 أكتوبر 1798، وحسب قول «الجبرتى» فى موسوعته «عجائب الأثار فى التراجم والأخبار»: «وعدهم وعدا مشوبا بالتسويف، وطالبهم بإرشاده عمن تسبب من المعممين فى إثارة العوام، فلم يتهموا أحدا، فقال لهم على لسان الترجمان: نحن نعرفهم واحدا واحدا».
 
استمر «نابليون» فى ارتكاب فظائعه الوحشية ضد المصريين، وتدنيس الجامع الأزهر بخيوله وجنوده يوم 24 أكتوبر 1798، ويذكر عبدالرحمن الرافعى، فى الجزء الأول من موسوعته «تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر»، أن الشيوخ طلبوا منه إخراج الجنود من الجامع الأزهر، فأجابهم إلى ذلك، وأمر بإخراج الجنود على أن يبقى سبعين جنديا أسكنوهم فى خط الأزهر للمحافظة على النظام، فكأن الأزهر بقى محتلا من ليلة الثلاثاء إلى يوم الأربعاء».
 
كان المعلم «نيقولا الترك» ممن شهدوا الحملة الفرنسية، وينقل الرافعى عنه من كتابه «ذكر تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية والبلاد الشامية»، ان نابليون رفض طلب كبار العلماء إخراج الجنود من الأزهر، وقبل شفاعة الشيخ محمد الجوهرى الذى جاءه متوسلا، وكان فى حياته لم يقابل حاكما قط، فلما دخل على نابليون قال له ما قابلت حاكما عادلا كان أوظالما، والآن قد أتيت متوسلا إليك أن تأمر بإخراج العسكر من الجامع الأزهر، فقبل نابليون رجاءه وأمر بإخراج الجنود من الأزهر».
 
كما ينقل الرافعى عن نابليون فى مذكراته، التى أملاها أثناء منفاه فى «سانت هيلين» قوله: «إن رجال الشرطة قبضوا على ثمانين من أعضاء لجنة الثورة وسجنوهم بالقلعة، وإن نحو أربعة آلاف من سكان العاصمة هاجروا منها قبل شروق الشمس قاصدين إلى السويس ليلتجئوا إليها ، وكان الفرنسيون لم يحتلوها بعد، وإن أعضاء لجنة الثورة الثمانين قد أخذوا بذنبهم وثبت إدانتهم، فأصدر المجلس العسكرى يوم 24 أكتوبر 1798 قرارا بإعدامهم جميعا، ونفذ فيهم الحكم».
 
يتوقع «الرافعى» أن هؤلاء الثمانين أعدموا سرا بدون محاكمة، ويذكر أن الذين حوكموا رسميا من المقبوض عليهم باعتبارهم زعماء الثورة هم، الشيخ إسماعيل البراوى، والشيخ يوسف المصيلحى، والشيخ عبدالوهاب الشبراوى، والشيخ سليمان الجوسقى (شيخ طائفة المكفوفين)، والشيخ أحمد الشرقاوى، وكلهم من أواسط علماء الأزهر، وحبس هؤلاء المتهمون فيمن قبض عليهم بعد إخماد الثورة ولم يكن أحد يعلم التهمة التى أخذوا بها.
 
يذكر «الرافعى» أن هؤلاء حكم عليهم بالإعدام يوم 3 نوفمبر سنة 1798، وكانت محاكمتهم فى السر فلم يعلم بها أحد، ونفذ فيهم الحكم يوم 4 نوفمبر، ففى الساعة الثامنة صباحا جىء بهم إلى القلعة محفورين بشرذمة من الجنود، وهناك تلا عليهم حكم الإعدام وأعدموا رميا بالرصاص، وتولى تنفيذ حكم الإعدام فيهم برتلمى الرومى، وغيب حالهم عن أكثر الناس أياما، ويقول الجبرتى أنهم سجنوهم بالقلعة إلى الصباح ثم أخرجوهم وقتلوهم بالبنادق وألقوهم من السور خلف القلعة.
 
وصف «الجبرتى» الشيوخ الذين تم إعدامهم قائلا: «الشيخ أحمد الشرقاوى تولى التدريس بالجامع الأزهر بدلا من والده، واجتمع عليه طلبة أبيه وغيرهم، واشتهر ذكره، وكان فصيح اللسان عظيم الجسم ولم يزل يدرس بالأزهر حتى اتهم فى ثورة القاهرة، وقال عن الشيخ عبدالوهاب الشبراوى، إنه تولى التدريس بالمشهد الحسينى، وكان يقرأ كتب الحديث كالبخارى ومسلم، ويحضر درسه الجمع الغفير من العامة، وكان حسن الإلقاء سلس التقرير، جيد الحافظة، جميل السيرة».
 
وقال «الجبرتى» عن الشيخ يوسف المصيلحى، إنه كان يتولى التدريس بجامع الكردى، وكان مهذب النفس لطيف الذات، حلو الناطقة، مقبول الطلعة، خفيف الروح، وقال عن الشيخ سليمان الجوسقى، إنه كان شيخ طائفة العميان، تولى هذه المشيخة بعد وفاة الشيخ الشبراوى شيخها السابق، وسار فيهم بشهامة وصراحة وجبروت، وصار من أعيان الصدور المشار إليهم فى المجالس، تخشى سطوته، وتسمع كلماته، ويقال قال الشيخ كذا، وأمر الشيخ بكذا، وقال الجبرتى عن الشيخ إسماعيل البراوى، إنه ابن أخى الشيخ عيسى البراوى الشهير الذكر، تصدر بعد وفاة والده مكانه، وكان قليل البضاعة، تغلب عليه النباهة واللسانة والسلاطة والتدخل، وذلك هو الذى أوقعه فى حبائل الفرنسيس.
 
يؤكد الجبرتى عن أولئك المشايخ إنهم لم يعلم لهم قبر بعد مقتلهم، ويذكر الشيخ عبدالله الشرقاوى رئيس الديوان فى كتابه «تحفة الناظرين» إن الفرنسيين قتلوا من علماء مصر ثلاثة عشر عالما.  









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة